وتجمهر المئات منهم أمام مبنى
السفارة في بغداد يومي السبت والأحد، للمطالبة بإيجاد حل لمشكلتهم.
وقالت الحاجة أم
هنادي، خلال تواجدها أمام مبنى السفارة "نحن المواطنين الفلسطينيين اللاجئين
في العراق والمولدين في العراق، أقل واحد فينا عمره 67 عام، وأنا أول واحدة، نحن
عشنا وتربينا ودرسنا وتخرجنا في العراق، نشكرهم على استضافتنا، لكن الوضع الآن لا
يسمح لنا ولا ذرة من العيش، لأننا مضطهدين ومهمشين".
وأكدت السيدة
الفلسطينية والمعتصمون معها عدم تمكنهم الاستمرارية العيش في العراق، قائلين:
"ليس لدينا أي سبيل للحياة، هوياتنا التي نحملها تهمة لنا وتهمة على شبابنا،
شبابنا لا يمكنهم الخروج لأي مكان ولا يمكنهم العمل، ولا نملك جنسية ولا هوية،
جئنا إلى السفارة حتى تساندنا وتنقل صوتنا إلى الناس، وما نتمناه من السفارة أن
تنقل صوتنا إلى المفوضية، ونحن الآن نريد الهجرة حالنا حال المهجرين".
وأشارت أنهم ومنذ 67 عاما في
العراق ولم يمنحوا الجنسية ولا شهادة الجنسية، ومن يسافر إلى أوربا وخلال أربع
سنوات يحصل على الجنسية، وجواز أوروبي يمكنه من التنقل بحرية إلى العالم.
مؤكدين أنهم يعيشون
في سجن كبير "نحن في سجن كبير مسجونين فكوا عنا السجن والقيود، وبدنا شبابنا
المعتقلين تفرجوا عنهم".
وبلغت أعداد الفلسطينيين في العراق
منذ عام 1948 وحتى عام 2003 نحو 35 ألف نسمة تقريبا، إلا أنّ هذا العدد تراجع
إلى نحو 7 آلاف شخص؛ بسبب هجرة الكثير منهم إلى خارج العراق، خشية تعرضهم للاضطهاد
فضلا عن اغتيال واعتقال المئات منهم.
ومن المتوقع أن تتحول التجمعات
المتكررة للفلسطينيين، إلى اعتصامات في الأيام المقبلة، وقال أحد المواطنين
الفلسطينيين ويدعى محمد حمزة لـ"العربي الجديد" إن "الوضع لم يعد
يحتمل أبوابنا مقفلة علينا ليل نهار ونخشى الخروج، فالمليشيات تبحث عن أي واحد منا
لتفرغ به شحنات انتقامها الطائفي، ويطلقون علينا اسم أزلام صدام، طردنا من وظائفنا
ولا يسمح لنا حتى بالانتقال للعيش من مكان لآخر".
مبينا أن الجميع
اتفق الآن على طلب الخروج من العراق لأي دولة أخرى، بشكل يحفظ كرامتنا".
فيما اعتبر القيادي بجبهة الحراك الشعبي محمد عبد الله، موجة التضييق الجديدة على الفلسطينيين أنها سياسية طائفية مدفوعة من أجندات معروفة".
وأضاف عبد الله إن
"الوقت حان لإيجاد حل لمشكلة أهلنا الفلسطينيين بالعراق، لأن العراقي نفسه
غير آمن على نفسه، ويمكن استيعابهم لأن عددهم قليل، ويجب أخذ الموضوع على محمل الجد.
ونجح العشرات من الفلسطينيين في
الوصول إلى أربيل والسليمانية، تاركين منازلهم ومصالحهم التجارية في بغداد، إلا أن
تشديد سلطات الإقليم مؤخرا إجراءات الدخول إليها، حال دون انتقال الآخرين.
ويطالب الفلسطينيون في العراق مفوضية اللاجئين
والجهات المعنية، بتسهيل سفرهم إلى الخارج، آملين بأن تنتهي مأساة لجوئهم ونزوحهم
في أقرب وقت، وسجلت القنصلية الفلسطينية في أربيل عاصمة كردستان العراق، العديد من
الانتهاكات بحق لاجئيه، من بينها الخطف والاعتقال.
ومؤخرا قال القنصل الفلسطيني في
أربيل نظمي الحزوري، في تصريحات صحافية، إن هناك فلسطينيين معتقلين داخل السجون
تحت عناوين واعترافات غير دقيقة، أحدهم اعترف أنه قتل خمسة أشخاص وفي الحقيقة ما
زال الخمسة أحياء، لكن كان لا بد أن يعترف بسبب ما عاناه من تعذيب..