انا امرأة عراقية وزوجي فلسطيني , وانا شاهدة على كل
الاحداث التي جرت للاخوة الفلسطينين في العراق , وما تعرضوا له من ظلم وقتل
واضطهاد وتنكيل , مقالتي هذه جاءت بعد ان قراءت في احدى المواقع الخليجية تقريرا
عن مظلومية الفلسطينيين في العراق الذين زجوا في سجون الاحتلال الصفوي لا سبب الا
لكونهم فلسطينيين , ونحن نعلم جيدا ان العلاقات السرية بين ايران و"إسرائيل"
مثل علاقة " ريا وسكينة " وهذا لا يخفى على الجميع .
انا كنت شاهدة على اعتقال
الفلسطيني فرج واخوانه , وانا احدى النساء اللواتي حضرن عرسه , ففرج رحمه الله
تعالى .. انسان طيب لم يؤذي في حياته قطة معروف باخلاقه لدى الجميع هو واخوته ,
فرج واخوته اتهموا على انهم قاموا باول تفجير بعد احتلال العراق في منطقة بغداد
الجديدة , المشكلة ليست هنا , فكلنا نعرف حين سقط العراق على ايدي القوات
الامريكية بتعاون ايراني كل شيء صار مباح و"المحلل صار محرم" , و"المحرم
صار حلالا" , بل المشكلة هي حين عرضوا اعترافاتهم بعد تعذيبهم وتوقيعهم على
اوراق بيض من على شاشة قناة العراقية الفضائية والتي تمول من اموالنا نحن
العراقيين , هذه كانت نقطة بداية لمرحلة التعري الاخلاقي لدى قناة العراقية وغيرها
من القنوات المسمومة بحقدها على كل عربي وسني المذههب .
أي خسة ونذالة و عدم مخافة الله ان يسجن انسان وهو
مظلوم , وساجنه دمر العراق بما فيه , ما يحزنني انا كامراة عراقية ان اشاهد اخوتنا
الفلسطينيين يقتادون السجون , وسجانيهم موالون لايران ؟ .
شاهدت حملة مسعورة قامت بها مجاميع ميليشاوية باعتقال
الشباب الفلسطينيين باعداد كبيرة بعد تفجير "ضريح الامامين العسكريين" ,
هذه المجاميع المسلحة الميليشاوية قامت بهذا الفعل من اجل المسؤول عنهم وهو ضابط
ان يترفع نجمة او نجمتين ويظهر على انه امسك بـ"الارهابيين" , هذه
الحادثة المأساوية وغيرها ذكرتني بـ"فلم" مصري اسمه " احنا بتوع
الاتوبيس " تماما ما جرى بـ"الفلم" , جرى لاخوتنا الفلسطينيين وما
زال مسلسل الاعتقال قائما على الفلسطينيين وعلى ابناء وطني .
المجاميع الميليشاوية والمعروفه للجميع وبدون ان اذكر اسمها
هنا كي لا تتلوث مقالتي , يدعون حبهم للحسين رضي الله تعالى عنه , والحسين رضي
الله تعالى عنه .. بريء منهم حتى قيام الساعة , فالحسين رضي الله تعالى عنه لم
يقتل مسلما ولا حتى نصرانيا بغير حق , ولم يقتل عربي لانه من صلب العرب , الحسين رضي
الله تعالى عنه .. لم يخطف ويسرق , الحسين رضي الله تعالى عنه .. قمة الانسانية ,
فأين الميليشاويين من الحسين وابناء الحسين رضي الله تعالى عنه !؟ .
انا كنت شاهدة حين هجمت الميليشيات على جامع القدس
والقريب من بيتي في الاحداث المأساوية , كان غايتهم حرق بيت الله , حرق المصاحف في
جامع القدس , لانهم اصلا لا يعترفون بكتاب الله ولا بسنته نبيه صلى الله عليه وسلم
, لان في اعتقادهم ان هذا المصحف لم يذكر به اسم فاطمة او الحسن رضوان الله عليهم
جميعا , نعم اخوتي واخواتي هذه هي الحقيقة المرة . فهم بهذا الاسلوب القذر يريدون
ان يوصلوا رسالة للجميع " اننا عشاق الحسين " ويتخذون من ذلك وسيلة
للقتل والتهجير والتسليب , وهذا ما جرى لاخوتنا الفلسطينيين وابناء وطني .
عشرون عاما عشتها بين الفلسطينيين , لم اجد بينهم من
كره العراق او اساء للعراق , فكلهم قد شاركوا حياتنا بتفاصيلها , تزوجوا منا ,
وتزوجنا منهم , اكلنا معهم , وشربنا منهم شاي بالمرمية , وما زالت نكهة المرامية
بين جوف فمي , الميليشيات حرمتنا من كل شيء , فقد دمروا العراق وخربوا المستشفيات
وحرمونا من اخوتنا الفلسطينيين الذين حبوا العراق اكثر منا نحن كعراقيين .
وفي النهاية اريد ان اقول . لا يصح الا الصحيح , وشمس
الحقيقة بدأت تشرق , وغالبية من ابناء وطني عرفوا ان "الاحزاب" ومن
تبعها من ميليشيات ما هم الا سرطان خبيث نخر الجسد العراقي , والفلسطينيين حمائم
سلام ذبحت لانهم عرب الجنسية .
عبير الكبيسي
24/8/1440
29/4/2019
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"