تدهور الوضع الأمني يشرد طلبة فلسطينيين ويتركهم بلا "شهادات"

بواسطة قراءة 1886
تدهور الوضع الأمني يشرد طلبة فلسطينيين ويتركهم بلا "شهادات"
تدهور الوضع الأمني يشرد طلبة فلسطينيين ويتركهم بلا "شهادات"

ووفقا لوكالة ” الأناضول”،يقول الرنتيسي الذي يسكن في منزل يعود لأحد أقاربهم في السعودية، متحدثا لوكالة الأناضول عبر الهاتف، إنه “يشعر بالضياع، والقلق على مصيره، بعد أن كان على وشك العودة إلى عائلته في قطاع غزة حاملا شهادته ، ولقب طبيب”.

وفي سنته السادسة والأخيرة من دراسته في كلية الطب البشري في جامعة صنعاء، اصطدم الرنتيسي بأحداث اليمن، وبدء عملية “عاصفة الحزم”، بقيادة السعودية في 26 مارس/آذار الماضي، ما اضطره هو ومئات الطلبة الفلسطينيين إلى الفرار مما وصفه بـ”جحيم الموت”.

وباتت حياة الفلسطينيين تتمثل في الانتقال من معاناة إلى أخرى، كما يقول الرنتيسي، الذي ينتظر فتح معبر رفح البري، كي يتمكن من السفر والعودة إلى أسرته التي تقطن وسط مدينة غزة.

ويتابع:” كنت أحلم بالعودة، ومعي شهادة تخرجي من كلية الطب، الآن هذه الأمنية باتت مؤجلة إلى إشعار آخر، ولا أدري ما هو مصيري”.

والرنتيسي هو واحد من مئات الفلسطينيين يدرسون في كليات مختلفة في اليمن، أغلبهم من كليتي “الطب” و”الهندسة”، اضطروا إلى ترك مقاعد الدراسة في اليمن خشيا على حياتهم من القصف والاشتباكات المستمرة الدائرة هناك.

وتنفّذ المملكة العربية السعودية، ودول أخرى (تحالف دولي)، عملية عسكرية جوية أطلقت عليها، “عاصفة الحزم”، ضد جماعة الحوثيين في اليمن، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

ويقول أحمد عصافرة، (من مدينة الخليل) ممثل الطلبة الفلسطينيين في اليمن، لوكالة الأناضول، إن الوضع الأمني المتدهور في اليمن دفع الطلبة إلى الفرار.

ويدرس في اليمن، وفق عصافرة، نحو 600 طالب غادر ما يقارب 450 منهم، فيما بقي 150 طالب في محافظة ذمار شمالي اليمن، التي قال إنها تشهد نوعا من الهدوء الميداني.

وعاد إلى الضفة الغربية نحو 300 طالب من اليمن، فيما انتقل البقية (معظمهم من قطاع غزة)، إلى السعودية، ودول أخرى، لتعذر العودة إليه بسبب إغلاق معبر رفح.

وأضاف عصافرة، الذي كان يستعد هو الآخر، للتخرج من كلية الهندسة بعد أن تبقى له أربعة اختبارات فقط، إن مستقبل الطلبة الفلسطينيين بات مجهولا.

وتابع:” هناك طلبة كانوا ينتظرون فرحة تخرجهم بفارغ الصبر، وبعد سنوات طويلة، كانوا يحلمون بالعودة إلى وطنهم وهم حملة شهادات الطب والهندسة، لم يتبقَ لكثيرين سوى، فصل دراسي واحد، أو عدة اختبارات فقط، لكن للأسف جاءت أحداث اليمن، وفروا من الموت، والقصف”.

ولأن مستقبل الوضع في اليمن، لا يبدو مشجعا كما يقول عصافرة، فإن الطلبة الفلسطينيين، خاصة من اقتربوا من التخرج (نحو أكثر من 200 طالب)، طالبوا وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بالالتحاق بجامعاتهم المحلية.

وتابع:” الجامعات تقول إنه ليس لديها مقاعد لاستيعاب الطلبة، ولقد طالبنا وزارة التربية والتعليم بتفريغ الطلبة داخل الجامعات المحلية، أو إعطائهم الأولوية في المنح الخارجية،  لكن للأسف لا يزال وضع الطلبة مجهولا من كافة النواحي”.

ويقول عصافرة، إن الطالب الفلسطيني يتنقل من غربة إلى أخرى، ومن حصار إلى آخر، مضيفا:” لا شيء يريده الطالب سوى الشهادة، وأن يبني له مستقبلا، لكن للأسف هناك طلبة لا يزالون عالقين في اليمن لا يُعرف مصيرهم، وآخرون لدى أقاربهم، ومنهم من انتهت تأشيراتهم”.

وبدورها قالت السفارة الفلسطينية في اليمن، في بيان لها اطلعت وكالة الأناضول على نسخةً منه، إنّ نحو 500 طالب فلسطيني غادر اليمن، لدول أخرى، منذ بدء “عاصفة الحزم” في مارس/ آذار الماضي.

وقالت إن أكثر من مائة طالب فضلوا البقاء في اليمن، إلى جانب 1300 عائلة من الجالية الفلسطينية، (تقيم في اليمن منذ سنوات وغالبيتهم يعملون في قطاع التعليم)، غادر منهم 350 فردا إلى دول أخرى.

وبحسب السفارة، فإن الطلبة الفلسطينيين في اليمن، يستطيعون العودة إلى مقاعد دراستهم متى تهيأت الظروف.

الرأي برس