بعد الانتهاء من إصلاح خلل فني في الموقع ومتابعة للأحداث الجارية في جزيرة قبرص بما يخص أهلنا من فلسطينيي العراق، علمنا أن الشرطة القبرصية أمس الثلاثاء الموافق 1/3/2011 اعتقلت ثلاثة فلسطينيين من الفندق المخصص لسكن العوائل " الكمب " حيث بعد اطلاع طالبي اللجوء الذين تم ترحيلهم إلى الكمب تفاجئوا بالأوضاع الرديئة والمزرية جدا، حيث تم تقسيم العوائل على غرف تحتوي على سريرين فقط لكل غرفة وهي صغيرة جدا ولا يسمح لهم بإدخال أي جهاز كهربائي.
بعد ذلك قام عدد كبير منهم برفض القبول بهذا الفندق إلا أن عدد قليل ممن وافق مضطر لذلك لعدم وجود ملاذ أو مأوى لهم سوى الشارع.
والجدير ذكره أن الاخ خطاب عند وصوله إلى الفندق ومشاهدته هذه الحالة المأساوية كما أن عليه أن يسكن هو وزوجته في غرفة وبناته في غرفة أخرى بنفس الفندق بعيدة عن غرفتهم، انزعج جدا وبدأ يصرخ ويطالب بحقوق الانسان وانفعل على أثرها كثيرا وبدأ يضرب بيديه على سيارته الشخصية.
في تلك الاثناء قام عدد من أفراد الشرطة الذين كانوا بأعداد كبيرة متواجدين قرب الفندق باعتقال الاخ خطاب العلي، وعند محاولة احد الشباب منع الشرطة من ذلك وقال لهم: هو لم يعتدي على احد بل هو بحالة نفسية صعبة للغاية قاموا باعتقاله ايضا، وقام احد افراد الشرطة برفع مسدسه واشهاره امام جموع الفلسطينيين وتهديدهم بحسب ما افاد شاهد عيان، وبعد أن انتبه افراد الشرطة على احد الاشخاص الذين كانوا يصوروا الاحداث وهو الاخ هاني قاموا ايضا باعتقاله.
وفي السياق ذاته تفاجئ المعتقلون بأنه تم توجيه تهم مزورة اليهم بأنهم قاموا بالاعتداء بالضرب على شرطي، كما قامت وسائل الاعلام القبرصية بنشر الخبر على أن الارهاب الفلسطيني يعود من جديد، في خطوة اعتبرها متابعون في قبرص للتحريض وتاجيج الراي العام القبرصي ضد الوجود الفلسطيني لديهم، كما أذاعوا بأن الفلسطينيين قاموا بالاعتداء على الشرطة بالرغم من أن الحكومة وفرت لهم فندق درجة اولى مع كافة الخدمات من الملبس والمأكل والعلاج وأن هنالك طبيب مختص مقيم.
ومن جهة أخرى نفى العديد من الفلسطينيين هذا الادعاء وصرحوا عكس ذلك بأن هنالك تضييق وتعامل سيء جدا ولا إنساني للفلسطيني وعنصرية واضحة وتحريض كبير ضدهم.
وأفاد أحد الفلسطينيين بانهم لم يروا أي شيء مما ذكر من الامتيازات بل كل الذي وجد هناك أعداد كبيرة من الشرطة وان هناك حرس أمني من السي آي دي عند الباب وقد قام بتسجيل جميع أرقام السيارات التي وصلت للفندق والتي تعود للفلسطينيين ولا نعرف ما سبب ذلك، وان الفندق اشبه بالمعتقل ولا يصح ان يسمى بغير هذا الاسم بحسب وصفه.
هذا وتسود أجواء التوتر والغضب الكبير لدى اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في جزيرة قبرص نتيجة التحريض ضدهم والتعامل السيء الذي يتلقونه وانتهاكات في حقوقهم، حيث يتواجد قرابة 2500 لاجئ فلسطيني كانوا قد نزحوا من العراق بعد عام 2006 لغاية الآن بسبب ظروفهم الصعبة في العراق.
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"