بقلم: رشيد حسن – 28/5/2008
في الذكرى الستين لنكبة فلسطين تتجدد نكبة أهلنا اللاجئين في العراق على يد ميليشيات الغدر ، وفق نهج صفوي دموي فاشي قائم على تصفيتهم ، وإجبارهم على الرحيل من العراق الشقيق.والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا تقوم هذه المليشيات بالاعتداء على الفلسطينيين العزل ، المقيمين في بغداد ومنذ نكبة ؟1948 ولماذا لم تقم الحكومات العراقية رغم النداءات الفلسطينية والعربية والدولية ، بوقف هذه الانتهاكات الجسيمة وحماية مواطنين عرب ليس لهم من ذنب سوى أنهم لجأوا إلى العراق ، بناء على دعوة كريمة من الحكومة العراقية آنذاك ، وصاحبوا الجيش العراقي الذي انسحب من المثلث بعد توقيع اتفاقيات الهدنة.
ولماذا لم تقم إيران رغم الطلب منها بالتدخل وحماية الفلسطينيين ، وإنقاذهم من الميليشيات الشيعية الحاقدة ، التي استباحت دمهم وعرضهم ، وقتلت حتى الآن 250 فلسطينيا ، بعد خطفهم وتعذيبهم بوحشية ، واعتقال وفقدان 60 آخرين ، وجرح 1800 بسبب قصف حي البلديات حيث يقيمون ، إضافة إلى وجود أكثر من 670 مريضا مصابين بأمراض خطيرة تستدعي نقلهم إلى المستشفيات إلى العلاج.ليس سرا أن الحكومات العراقية قادرة على حمايتهم وقادرة على لجم المعتدين إذا أرادت ، فلماذا لا تنتصر لهؤلاء الضعفاء المستضعفين في الأرض وتتصدى لميليشيات الغدر .
أليست مفارقة أن يستجير اللاجئون الفلسطينيون في العراق بكل دول العالم بعد أن تخلى عنهم العرب والمسلمون ، حيث هرب الآلاف منهم من المجازر وأقاموا في مخيمات على الحدود ، حيث استقر 7000 في مخيم التنف على الحدود العراقية السورية ، ومخيم الوليد في صحراء الأنبار على الجانب السوري ، ومخيم الهول في مدينة الحسكة السورية ، وفيما لا يزال 15 ألفا مقيمين في بغداد.
لا نعرف إذا كان الاتحاد الأوروبي سيستجيب لنداء الأهل المستباحين بفعل الأحقاد الصفوية ، ولكننا نعلم أيضا أن ترك الحبل على الغارب لهذه المليشيات ليس جريمة فحسب ، بل هو اعتداء على الأمة كلها ، واعتداء على أناس أبرياء ، كما كشف الغطاء عن أولئك الذين ادعوا أنهم يقفون مع فلسطين وأهلها ، فإذا هم لا يحركون ساكنا لحماية أبناء فلسطين الذين لجأوا إلى أرض الرافدين هربا من المجازر الصهيونية.
وأخيرا...ما ذنب هؤلاء الأبرياء ، وهل استشارتهم الأنظمة التي حكمت العراق منذ نكبة فلسطين إلى اليوم؟ ولماذا يحاسبون على فعل لم يرتكبوه؟.ما يجري لأهلنا الفلسطينيين في بغداد على يد ميليشيات الغدر ، ليس ببعيد عن مخططات الموساد.ولكل حادث حديث.