لا ننكص عهد الأجداد – محرر

بواسطة قراءة 2127
لا ننكص عهد الأجداد – محرر
لا ننكص عهد الأجداد – محرر

بسم الله الرحمن الرحيم

اكثر من ستين عاماً بعد النكبة..أين نحن الآن؟ مضت ومضى الشعب معها يسير ستون عاما على المأساة وتبدل الجيل فذهب الأجداد وأتى الآباء وهاهم الآباء على وشك المسير وحملنا نحن الاحفاد الأمانة فهل نؤديها أم ننكص على الأعقاب هل نحقق ما صبا إليه الأباء والأجداد؟أم نبيع الوطن بثمن بخسٍ يسير؟ونزف للأجداد أخبار خيبتنا في القبور؟ لا يا وطني يا شامخا يا رافعا للهامات رحل اهلنا عن ارضهم عن ارض آبائهم واجدادهم رحلوا يحملون جرحهم النازف في صدورهم بعد نكبة عام 1948 رحلوا محتضنين ابنائهم جيلا بعد جيل بعيدين عن ارض الوطن على تراب غريب  دون ان يلمسوا تراب فلسطين او يشموا رائحة الليمون والزيتون عاشوا في الشتات والمنافي كأنهم مجرمون منفيون.

تقول فيروز خمسون عاما وأنا يقتلني الحنين والرجوع الآن تغيرت ملامح الأغنية لتصبح اكثر من ستين عاما وأنا يقتلني الحنين والرجوع مع دخول العقد السابع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وتشريده إلى خيام اللاجئين.

كثيرون هم شهود العيان اللذين عايشوا النكبة لحظة بلحظة وبقيت أحداثها راسخة في أذهانهم لم يستطع الزمن الطويل محوها من ذاكرتهم فلكل منهم رواية يرويها وقصه حزينة يحكيها على طريقته يبين فيها مدى بشاعة الحدث فقد اقتلعوا من أراضيهم وهجروا منها قسرا بقوة دولة لا تعرف للإنسانية والرحمة معنى ذكرى هجرة جدي ... وأبي .. يا لها من ذكري تؤلمني .. وتأخذني لسماء الجنون تبقى حكايات جدي راسخة فينا كعمق البحر .. كسماء الزرقاء .. كالمُولد في بطن أمه ..

ذكري ... ويبقي الصمت عبر الحدود يأخذني لحيفا.. ليافا .. ومدينة القدس .. وللجبال الخضراء .. وللهضاب البيضاء .. وللمياه العذبة ...ولسهول التي تغني مجدا .. ولطعم المدن و القرى .. المبللة برائحة مسك الشهداء الأوائل .. أصحاب الدفاع الأول والصد للصهاينة هم مجد .. وهم رجال حركوا التاريخ .. عبر سفن العالم .. وبين ثنايا النصر والمجد ..بالفكرة الفلسطينية .. والقضية ..

واليوم يعتقدون ان الاحفاد نسوا فلسطين بل نقول بان الاحفاد يزدادون فيها تشبث الفلسطيني بحقوقه التي لا تسقط بالتقادم رغم تكالب الظروف والمؤامرات المتعددة الجنسيات وستثبت الأيام أن من بين الأشياء التي يعتز بها الشعب الفلسطيني ذاكرته التي يكتنز فيها الكثير من الذكريات التي لا يغيبها إلا الموت وربما أن بقاء الفلسطيني سيصون الحقوق ولا بد في يوم من الأيام أن يعود الحق لأصحابه طال الزمن أو قصر.

حبيبتي ...... لا تحزني

بك أجمل ذكريات الأباء والأجداد

نحن لك عائدون لنبنى مجداً يشرفنا بين الأمم لن ننساك ما دامت أنفاسنا أنينك يا فلسطين يهز وجداننا ماذا حل بشبابك يا فلسطين الصدور بها اَهات...القلب به لوعه لما تعانين العجوز تمتلك اَلام الفراق وترى بإبنها عودة حائط البراق يا وطني ...

أكتب إليك يا وطني . مع بزوغ الفجر .  ناسجا كلماتي من شعاع الشمس . حبك يا وطني يتسرب مثل تسرب رمال البحر بين أصابعي . أبحث بناظري عليك . أناديك فجرا . أناديك صبحا . أناديك عصرا . أنت منارة حب لكل المعابر . أنت نداء روح يسكن كل الحناجر . سنلتقي بك قريبا

22/8/2009

بقلم : محرر

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"