قصة نرويها لأطفالنا - الزيداني

بواسطة قراءة 4873
قصة نرويها لأطفالنا - الزيداني
قصة نرويها لأطفالنا - الزيداني

كان يا مكان في قديم الزمان في سالف العصر والزمان أسرة تتكون من 10 أفرد الأب مع الأم وأربعة أولاد وأربعة بنات ، أسرة محافظة ملتزمة يربطهم ترابط اسري متين يعيشون في احد  البيوت ويملك ارض زراعية وماشية وأغنام في احد القرى القرية تضم 22  بيتا وكان صاحب هذا البيت رجل اسمه كنعان ، رجل مضياف صاحب كرم وجود كان يساعد كل إنسان محتاج .

وفي احد الأيام لجئت إليه أسرة طالبة العون منة فاحتضنها وضيفها  في بيته وأطعمها خير الطعام بعد أن كانت محرومة من كل شيء ، ومع مرور الأيام بدأت أطماع هذه الأسرة تظهر على أصحاب هذا البيت وأخذ يعد العدة ذلك الشرير هو وأفراد أسرته على كنعان إلى أن تمكن من اخذ بيت كنعان وارضه وحلاله واخراجه بالقوة أمام أصحاب البيوت هو وأفراد اسرته الصغار بالعمر وما كان لكنعان إلا أن يسكن بخيمة هو وأفراد اسرته أمام القرية بأرض مفتوحة شبة صحراوية .

فكان الأب كبير بالعمر لا يستطيع العمل بعد أن فقد أملاكه فما كان إلا  لأولاده أن  يعينوه ، وفي احد الأيام فقد احد أولاده الذي ذهب إلى العمل فلم يأتي وحزن كل أفراد الأسرة عليه فكان مرحا مطيعا لأبويه وخاصة أخته الصغيرة " فلسطين " ومات والده حزنا علية ، وما كان إلا أن يعمل اخوه الأصغر منة لكي يوفر لقمة العيش لأهله  فذهب إلى العمل وفي احد الأيام وهو عائد من العمل اتته عيار غادر من احد الصيادين فمات على أثرها وحزنت الأسرة على ذلك وفقدت الأم بصرها من البكاء علية .

وبدء الوضع المالي يزيد سوء لهذه العائلة التي تعلمت على الخير بكل شيء فما كان على الأم إلا أن تزوج اثنين من بناتها الكبيرات لاثنين أخوة من احد هذه البيوت ويندعون بالنسب والحسب . وبعد الزواج حرموا البنات من الذهاب إلى آمهم وإخوانهم وذلك خوف من ذلك الشرير الذي سرق بيتهم وزادت المعاناة أكثر فأكثر لتلك الأسرة ولم يبقى منها إلا ولدين وابنتين فحاول ابنها ابن 16 أن يعمل لكي يجلب لقمة العيش لاهله إلا أن القرية منعت الولد ابن 16 عاما أن يعمل فما كان من الولد إلا أن  يقنع امه بالسفر خارج هذه البلاد لكي يجلب لهم لقمة العيش وعند ذهابه إلى الخارج محاولا الخروج بطريقة التهريب مسكته الشرطة فاودعوه بالسجن وانقطع اثره على اهله ولم يبقى من العائلة إلا اثنين من البنات وولد واحد ، وهكذا زاد الوضع تردي لهذه العائلة فما كان إلا أن تعمل بنتها التي هي اكبر من فلسطين لجلب اللقمة للمتبقين من أفراد أسرتها وكان اسمها عزة . 

وفي احد الأيام  وهي عائدة من عملها تربص لها ذلك الشرير هو ومن معه من الأشرار وبتواطؤ من بعض أصحاب البيوت محاولين اغتصاب عزة إلا أن عزة أبت أن تسلم نفسها فقالت لهم إما أن أموت بشرف آو أعيش مرفوعة الرأس وبقيت عزة محاصرة من الأشرار وتأبى الاستسلام لهم ، فقالت الأم لابنها الأخير ابحث يا ولدي على أختك فكان صغير لا يتجاوز العشر سنوات وبدا يبحث في الليل  عن اخته فالتهمته الذئاب الغادرة ، فعلمت امه وما كان لامه إلا أن تكون تلك نهايتها من الأحزان فماتت وبقيت فلسطين وحيدة في عرض الصحراء تطاردها الذئاب الكاسرة الغادرة من كل حدب وصوب وشدة على ثياب آمها وهي تصرخ وتقول :

اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، آنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا آنت ، إلى من تكلني ؟ إلى قريب يتجهمني ، آم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك آو ينزل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك
وبقيت فلسطين وحيدة برعاية الله .

21/5/2009
بقلم الزيداني

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"