وصمة عار . . . - عبدالله السويجي

بواسطة قراءة 1766
وصمة عار . . . - عبدالله السويجي
وصمة عار . . . - عبدالله السويجي

وتطرقت صحيفة القدس العربي لموضوع عدم قبول اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من نار الأزمة السورية، فذكرت أن الكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من سوريا إلى لبنان يعيشون حالة من القلق الشديد هذه الأيام جراء تلقي العديد منهم إخطارات من السلطات اللبنانية بالرحيل والعودة لسوريا، أو تجديد إقاماتهم في لبنان مقابل دفع 200 دولار عن كل فرد، وهو المبلغ الذي يقف أغلبية اللاجئين عاجزين عن دفعه جراء تركهم كل ممتلكاتهم في سوريا . يذكر أن نحو470 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في سوريا يتوزعون على 11 مخيماً، ونزح منهم إلى لبنان نحو 56 ألفاً لجأ معظمهم إلى المخيمات الفلسطينية المنتشرة على الأراضي اللبنانية .

ومنذ العام 1948 بعد أن تعرضت فلسطين لغزو استعماري استيطاني من قبل العصابات الصهيونية المدعومة من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وسمّيت بالنكبة، التي كانت نتيجتها لجوء عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الدول المجاورة وإلى داخل فلسطين، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبعد نكسة عام 1967 حين احتلت العصابات الصهيونية الضفة الغربية وقطاع غزة اللتين كانتا تحت الإدارة الأردنية والمصرية، تعرض الفلسطينيون إلى نكبة أخرى وموجة أخرى من اللجوء، ولاسيّما إلى الأردن ومصر، ومنذ ذلك الوقت تضاعف عدد اللاجئين الفلسطينيين أكثر من ثماني مرات، ويقدّر عدد الفلسطينيين في العالم بنحو 6 .11 مليون نسمة، منهم (4 .4) مليون نسمة في الأراضي الفلسطينية، (37 .1) مليون نسمة في أراضي عام ،1948 وفق تقديرات أجريت في نهاية العام ،2012 أي هناك نحو 7 ملايين لاجئ فلسطيني خارج فلسطين يتوزعون في الدول المحيطة بفلسطين، لبنان وسوريا والأردن ومصر، إضافة إلى انتشارهم في مختلف بقاع العالم الشرقي والغربي، ينتظرون تنفيذ قرار مجلس الأمن القاضي بعودتهم إلى ديارهم التي هُجّروا منها، لكن، وبدلاً من العودة من أرض اللجوء إلى أراضيهم فإنهم يتعرضون إلى لجوء آخر، وعودة أخرى إلى الخيام والوقوف في طوابير الإعانات الإنسانية والاقتصادية، ولا تزال قضية اللاجئين الفلسطينيين وصمة عار في جبين الإنسانية وقوانين وقرارات مجلس الأمن والمنظمات الدولية التابعة، والسكوت عن هذا الحق 65 عاماً، والسكوت على وجود الكيان الصهيوني أدى إلى هذا الوضع الذي تعيشه العديد من الدول العربية، فالتقارير تشير إلى أيدي الكيان الصهيوني في ما حصل في ليبيا ومصر وسوريا وما يحصل في العراق، وأدى نجاح هذه السياسة إلى نسيان اللاجئين الفلسطينيين والانشغال بلاجئين آخرين ليبيين ومصريين وسوريين وعراقيين وصوماليين وسودانيين وتونسيين، والأرقام مرشحة للصعود، فقد توقع ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن آندرو هاربر أن تستقبل المملكة الأردنية حتى نهاية العام الجاري “نصف مليون لاجئ سوري جديد أو أكثر ما يرفع العدد الإجمالي للاجئين السوريين على الأراضي الأردنية إلى مليون لاجئ على الأقل”، بينما أعلنت إدارة الطوارئ والكوارث في رئاسة الوزراء التركية في شهر مايو/أيار الماضي أن عدد اللاجئين السوريين في المخيمات التركية يناهز ال192 ألفاً و800 لاجئ .

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فقد قالت الأمم المتحدة في تقرير لها أصدرته في شهر يونيو/حزيران الماضي، أن عدد اللاجئين حول العالم وصل إلى 6 .7 ملايين لاجئ في عام 2012 وهو أعلى معدل له منذ عام 1994 ، وذكر تقرير صادر عن مفوضية شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أن الأزمة السورية “عامل رئيس جديد” في ارتفاع عدد اللاجئين، بينما وصل عدد اللاجئين حول العالم 2 .45 مليون شخص في نهاية عام 2012 مقارنة ب5 .42 في نهاية عام 2011 .

ترى مَنْ المسؤول عن الكارثة الإنسانية في عالم يدّعي الحضارة ويتغنى في كل مؤتمر بحقوق الإنسان والتطور والتقدم، ويصرف مئات المليارات على فعاليات تافهة، أما المسؤول عن اللاجئين الفلسطينيين والعرب فهم العرب أنفسهم، والمعنى ليس في بطن الشاعر وإنما تبوح به الأخبار والأحداث والتحالفات كل يوم، بدءاً من احتلال فلسطين حتى يومنا هذا .

 

المصدر : صحيفة دار الخليج

12/8/2013