الفلسطينيون وظلم ذوي القربى - أسامة عبدالرحمن

بواسطة قراءة 2177
الفلسطينيون وظلم ذوي القربى - أسامة عبدالرحمن
الفلسطينيون وظلم ذوي القربى - أسامة عبدالرحمن

وإذا كانوا لاجئين ألقى بهم المشروع الصهيوني الاستعماري العنصري خارج وطنهم فقد صبروا على كثير من العناء والشقاء، وتدني الوضع المعيشي والإنساني، في كثير من الأحيان، مع إصرارهم على حق العودة الذي يظل دائماً حاضراً في ذاكرتهم ووجدانهم .

والنقطة المحورية، هي أن الفلسطينيين كلاجئين هم أولى بالرعاية والاهتمام على المستوى المعيشي والإنساني، ويجب أن تكون الفرص متاحة أمامهم للعيش الكريم، مع عدم التوطين، لأنهم هم مصرون على التعلق بأمل العودة وحق العودة إلى وطنهم .

وإذا كانت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى، وإذا كانت هي القضية المحورية، فيجب أن تحتل هذه المرتبة على صعيد الواقع، وليس على صعيد الشعارات، وديباجات الخطاب الرسمي العربي، أو البيانات الرسمية العربية . ويجب في هذا السياق أن يكون الفلسطينيون محل رعاية واهتمام، وأن يتمكنوا من العيش الكريم، ويحصلوا على حقوقهم المادية والإنسانية، ولا يكونوا عرضة لأي استباحة تعرضهم للاضطهاد والقمع والإقصاء والطرد في خضم صراع عربي، أو توتر عربي، طالما أنهم ليسوا طرفاً فيه، وألا يحملوا وزر المواقف السياسية لبعض قادتهم . ولقد شهد التاريخ العربي خلال العقود الماضية استباحة للفلسطينيين تفاوتت حدتها ولكنها كلها كانت شديدة الوطأة عليهم وعرضتهم للاضطهاد والقمع والإقصاء والطرد . ومعروف أن هذه الاستباحات تخالف القانون الدولي، وهي قبل ذلك تخالف القيم العربية . . والأخلاق العربية وتخالف المبادئ الإنسانية .

والعدو الصهيوني الذي يرتكب أعتى الجرائم بحق الشعب الفلسطيني على أرضه المحتلة . . وينتهك كل الحقوق والمواثيق يدرك الفلسطينيون أنه عدوهم، وأن مشروعه العنصري الاستعماري يستهدف اقتلاعهم، ويواجهونه بكل ما يملكون من قوة الإرادة والصبر والصمود والمقاومة، ولكنهم حين يجدون أنفسهم عرضة للاستباحة في أي قطر عربي في غمرة صراع عربي أو توتر عربي ليسوا طرفاً فيه ولا علاقة لهم به فإنهم يشعرون بالكثير من المرارة والحسرة وخيبة الأمل، وربما ينسحب ذلك إلى التشكيك في مصداقية الشعارات الرسمية العربية والبيانات الرسمية العربية التي تعتبر فلسطين قضية العرب الأولى .

هل قدر الشعب الفلسطيني أن يكون أكثر شعوب الأرض عرضة للقمع والاستباحة ؟ فالاستعمار الصهيوني العنصري يغتصب أرضه وينتهك حقوقه، وهو استعمار ليس له مثيل على خريطة العالم . وأن يكون أيضاً عرضة للاستباحة في خضم صراع عربي أو توتر عربي ليس طرفاً فيه، ولا علاقة له به . وأن يتحمل وزر المواقف السياسية لبعض قادته .

إن على النظام الرسمي العربي أن يجعل هذه المسألة موضع دراسة واهتمام مستفيداً من دروس الماضي، وأن يجعل للفلسطينيين على الساحة العربية، حصانة من الاستباحة تحفظ حقوقهم وتمكنهم من العيش الكريم .

وسيذكر التاريخ العربي صبر الفلسطينيين وصمودهم ومقاومتهم، كما يذكر قدرتهم على تحمل الشقاء والعناء من دون أن يفت ذلك من عضدهم أو يقل من عزمهم، أو يحرف أبصارهم عن البوصلة الوطنية التي توجههم نحو العدو الحقيقي لهم، ولإخوانهم العرب وهو العدو الصهيوني .

 

أسامة عبدالرحمن

 

المصدر : صحيفة دار الخليج الإماراتية

1/1/2013