عارضات الازياء طحالب على ضفاف راكدة - د.عصام شاور

بواسطة قراءة 1698
عارضات الازياء طحالب على ضفاف راكدة - د.عصام شاور
عارضات الازياء طحالب على ضفاف راكدة - د.عصام شاور

إن جميع أشكال العري والانحلال والإباحية مخالفة للإسلام، ومخالفة لأعراف شعبنا وعاداته وتقاليده، وكان لا بد على حكومة رام الله التصدي لتلك الثلة التي تعمل على إشاعة الفاحشة والإضرار بالشباب الفلسطيني وإبعاده عن قضيته الوطنية، وإن كانت مقاومة الاحتلال من أولويات شعبنا فإن محاربة الظواهر المعطلة والمتناقضة مع المقاومة هي كذلك.

ونحذر من الادعاء بأن تلك الأفعال مسموحة من باب "الحرية"، لأن الحرية لا تعني أن تتحول مجتمعاتنا إلى فوضى وإلى مكب للنفايات الغربية، ولأن الحرية عندنا_أصلًا_ لم تنضج بعد لتستوعب ما هو مشروع ومباح حتى تتسع لكل قبيح. ولا يقول أحد بأنه يريد إظهار "الوجه الحضاري" و" الوجه الباسم" للشعب الفلسطيني، وأنه يريد الإثبات بأننا شعب حي يفرح و"يغني" رغم الجراح، فنحن لسنا ضد تلك المظاهر بشرط أن تؤدى بطريقتنا المتعارف عليها، مع التذكير بأن الحضارات لا تقوم على العري الذي هو أهم مميزات الإنسان البدائي.

بدون شك فإن استمرار الانقسام وتعطيل المجلس التشريعي وغياب حكومة توافق وطني هو الذي جعل الأوضاع في فلسطين كالمياه الراكدة ولا غرابة أن تنمو على ضفافها الطحالب والعوالق ووحيدات الخلية، وعارضات الأزياء والمتعريات ومن يشجعهن ويؤيدهن في مجتمع محافظ أقل شأنًا من الطحالب وما شابهها.

في النهاية فإنني أدعو القيادة الفلسطينية أن تسارع إلى إنقاذ الشعب من مصائبه المتتالية بالمصالحة والوحدة وتقوية الصف الداخلي، وكذلك فإنني أدعو الجميع ومنهم القيادات والفصائل الفلسطينية مقاطعة فندق جراند بارك في رام اللهوأي فندق أو مؤسسة تحذو حذوه _ لأنه احتضن المنبوذين وشوه الوجه الفلسطيني وأساء إلى شعبنا وإلى مدينة رام الله وعلى أصحابه تحمل المسؤولية كاملة عن تلك السقطة.

 

د.عصام شاور

29/4/2013

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"