وهي معاناة قديمة متجددة وربما ازدادت حدتها خلال
السنوات الأخيرة .
عشرات العوائل الفلسطينية من العراق لجئت إلى الهند منذ
عام 2006 ، لكن من تبقى منهم حاليا يقدر بعشرة عوائل أقدمها منذ عشرة سنوات
وأحدثها منذ 3 سنوات .. تعاني هذه العوائل من مجموعة من القضايا نستعرضها في هذا
التقرير الذي اعده موقع فلسطينيو العراق :
المعاناة مع مفوضية اللاجئين
اجراءات مفوضية اللاجئين في إعادة توطين اللاجئين
الفلسطينيين القادمين من العراق قد اعتاد اللاجئين على روتينيتها التي تسير ببطأ
شديد .. لكنها قد أصبحت في السنوات الأخيرة فوق المعتادة .. في الهند هنالك عدة
معاناة مع مفوضية اللاجئين .. فمن ناحية إعادة التوطين معظم العوائل الفلسطينية
المذكورة لم يتم إعادة توطينها لحد الآن رغم السنين الطويلة من الانتظار ، وتتكرر
دوما من قبل المفوضية الجملة المعتادة الموجهة إلى اللاجئين الفلسطينيين :
"ملفاتكم غير مؤهلة للتوطين" .. دون ذكر السبب .. وعند سؤال موظفي
المفوضية : متى سوف يتم تأهيلها ؟؟ تكون الإجابة : "لا نعلم فهنالك لاجئين
منذ 15 عاما ينتظرون وملفاتهم غير مؤهلة" !!!!.
فأقدم عائلة كما ذكرنا مر عليها 10 سنوات من الانتظار
في الهند .. ولم تحرك المفوضية ملفهم كون الزوجة فلسطينية من العراق لكن زوجها رب
الأسرة هو فلسطيني من فلسطين المحتلة .. وأخر حالة إعادة توطين تمت مغادرتها من
الهند هي منذ 6 سنوات .. وحالة خاصة تمت مغادرتها العام الماضي كونها حالة انسانية
لوجود اثنين من الاطفال المعاقين في الأسرة بعد انتظار 5 سنوات ونصف .
أما من الناحية الإنسانية والإغاثية فليس هنالك أي صرف
لأي مساعدات نقدية أو تموينية من قبل مفوضية اللاجئين لهذه العوائل .. بل يتم
إجبار الشخص على التوقيع على أوراق قبل البدء بإجراءات تسجيله كلاجئ في المفوضية
.. تنص هذه الأوراق على إقرار من الشخص المقدم للجوء عند المفوضية بعدم طلب
المساعدة من المفوضية مستقبلا !!!!.
العمل
اضافة لكل هذه المعاناة فإن اللاجئين غير مسموح لهم
بالعمل !!! .. لأنهم لا يحملون إقامة قانونية رسمية داخل البلد تمكنهم من العمل .
المعاناة المعيشية
تواصل موقع فلسطينيو العراق مع الأخ أبو فيصل وهو أحد
اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في الهند والمتواجد فيها منذ سنوات ،
والذي بدوره أطلعنا على جانب من المعاناة المعيشية التي يعاني منها اللاجين
الفلسطينيين القادمين من العراق في الهند حيث قال ان الوضع في الهند مأساوي وغلاء
في المعيشة وتسكن هذه العوائل الفلسطينية في واحدة من الأحياء الشعبية الفقيرة في
الهند ورغم ذلك فإن إيجار الشقة لا يقل عن 400 دولار أمريكي رغم صغرها وأحيانا تجد
فيها 8 أشخاص يعيشون في شقة واحدة .. هذا من غير اجور الكهرباء والغاز والعلاج .
وأضاف : ان احب أحد من الأصدقاء أو الأقارب من الخارج
مساعدتنا عن طريق حوالة مالية والتي لا تسد إلا جزء يسير جدا من متطلبات المعيشة
فاننا نعاني حتى في استلام الحوالة .. لأن صاحب شركة الحوالات لا يصرف لنا الحوالة
الا ان تكون معنا إقامة أو فيزا سارية المفعول .. أما هوية اليو ان أو هوية
المفوضية التي نحملها فممنوع أن نستلم عليها الحوالة .. حتى المواطن الهندي يرفض
ان يستلم لنا الحوالة بإسمه بسبب انه يترتب عليه "ضرائب".
وعند سؤالنا للأخ أبو فيصل عن كيفية تمكنهم من استلام
الحوالة فكان الجواب مأساوي ..
يقول الأخ أبو فيصل نضطر للذهاب إلى المستشفيات للبحث
عن أشخاص عرب قادمين للعلاج في الهند ونشرح لهم قصتنا فيسمحوا لنا بإعطاء أسمائهم
ونستلم الحوالة بأسمائهم .
المدارس
أما من ناحية المدارس للأطفال فيعاني أطفال لاجئي
فلسطينيو العراق في الهند من الحرمان من الدراسة وهنالك جيل يكبر وينشأ وهو بعيد
عن مقال الدراسة في مأساة أخرى تضاف إلى مأساة اللاجئين الفلسطينيين من العراق في
الهند .. حيث من الصعب الدراسة في المدارس الحكومية الهندية .
العلاج
يقول الأخ أبو فيصل : العلاج كله على حسابنا وباهض
الثمن .. لأننا نعامل كأجانب وسعر العلاج للأجانب مضاعف بشكل كبير وهنالك من يعاني
من أمراض مزمنة ويحتاج الأدوية باستمرار .. مثلا لقاح الأطفال يكلف 100 دولار ..
ويعطى كل اربعين يوما .. أي كل اربعين يوما ندفع 100 دولار لقاء اللقاح عن كل طفل
والمأساة تكون أكبر للذي لديه أكثر من طفل .
المنظمات الإنسانية والإغاثية
عند سؤالنا للأخ أبو فيصل هل يوجد منظمات إغاثية سواء
فلسطينية أو عربية أو دولية تقوم بالزيارة للاجئين والمساعدة خصوصا في موضوع
العلاج وخصوصا في شهر رمضان .. فأجاب : لم تأتي أي منظمة إغاثية تطل علينا لا في
شهر رمضان ولا في غير شهر رمضان ولم نلتقى أي مساعدات معيشية أو طبية .. والمعيشة
هنا باهضة جدا والعلاج غالي .
اختيار الهند
عند سؤالنا للأخ أبو فيصل عن سبب اختيارهم للهند ولماذا
لم يذهبوا إلى دولة أخرى يسجلون فيها على المفوضية .. فقال لم تكن في حينها أي
دولة تستقبل جواز السلطة باستثناء الهند .. والأمور هنا تسوء يوم بعد يوم في
انتظار المجهول في ظل المعيشة الصعبة وعدم القدرة على تدبير الأمور .
إن مأساة اللاجئين الفلسطينيين القادمين من العراق في
الهند ليست بجديدة على فلسطينيو العراق الذين تشتتوا في أصقاع الأرض .. وهي تعكس
جانب انساني ومعيشي مؤلم لواقع الحياة التي يعيشونها .
ولذلك
نهيب بالمؤسسات الإغاثية والإنسانية الإسلامية منها والفلسطينية والعربية وحتى
الدولية أن تلتفت لهؤلاء اللاجئين وأن تضع لاجئي فلسطينيو العراق في الهند ضمن
برنامجها .. كما نوجه طلب إلى السلطة الفلسطينية والسفارة الفلسطينية في الهند
العمل على تخفيف جزء من هذه المعاناة ولو بتحمل جزء من نفقات العلاج للأمراض المزمنة
ولقاحات الأطفال أو التدخل لدى الجانب الهندي لإعفائهم من هذه التكاليف خصوصا وان
عددهم قليل (10 عوائل) .
كما نهيب بمن يستطيع إيصال معاناة هذه العوائل إلى كبار
موظفي المفوضية في جنيف وغيرها والعمل على إيجاد حل لإنهاء هذه المعاناة المستمرة
منذ سنين .. وليس في الهند فحسب بل هنالك فلسطينيون من العراق في تايلند
وأندونيسيا وماليزيا وتركيا وسوريا لا تختلف كثيرا مآسيهم ومعاناتهم عن هذه
المأساة والمعاناة .
موقع فلسطيينو العراق
17/7/1441
14/11/2019