الرئيس بمؤتمر مع نظيره القبرصي: حان الوقت لانضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة
رام الله 15-3-2011 وفا- أكد الرئيس محمود عباس، اليوم الثلاثاء، خلال استقباله نظيره القبرصي ديميتريس خرستوفياس، وقوف ودعم القيادة لتطلعات الشعب في مطالبه بإنهاء الانقسام والاحتلال.
وقال الرئيس، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد بمقر المقاطعة بمدينة رام الله: إن شعبنا اليوم يعبر من خلال مظاهرات عارمة في كل من الضفة وغزة عن تطلعه لإنهاء الانقسام والاحتلال، وهذا يؤكد أنه شعب أصيل يتمسك بوحدته وثوابته، ونحن مع شعبنا وشبابنا في الوصول إلى الحرية وإنهاء الانقسام.
وأضاف: 'نحن اليوم توجهنا إلى الجماهير الفلسطينية التي ترفع صوتها عاليا في كل من الضفة وقطاع غزة لإنهاء الانقسام، ونحن نحترم إرادة هذه الجماهير وسنؤكد كما أكدنا في الماضي أننا مع الانتخابات التشريعية والرئاسية وللمجلس الوطني، إذا شاؤوا وفي أقرب فرصة، لأن الانتخابات هي الطريق الوحيد لإنهاء هذا الانقسام البغيض وغير المقبول من قبلنا جميعا'.
وأردف قائلا: 'إننا سنظل نسعى لتحقيق السلام رغم كل العقبات، وشعبنا يستحق أن ينال حريته واستقلاله، حان الوقت لانضمام دولة فلسطين بحدود عام 67 وعاصمتها القدس، لأن تكون عضوا دائما في الأمم المتحدة، وهذا أحد استحقاقات سبتمبر القادم'.
وتابع سيادته: 'وبهذه المناسبة فإننا نطالب كل القوى الدولية الفاعلة، وخاصة الرباعية الدولية، وبخاصة في اجتماعها القادم، باتخاذ ما يلزم لكي توقف إسرائيل انتهاكاتها للشرعية الدولية والإجماع الدولي، وأن تستجيب لاستحقاقات السلام وإنهاء الاحتلال'.
وشكر الرئيس، قبرص على دعمها ووقوفها الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه، قائلا: 'نثمّن عاليا مواقفكم الثابتة والمبدئية لدعم قضية شعبنا الفلسطيني ونضاله العادل، وما قراركم التاريخي منذ عام 1988 بالاعتراف بدولة فلسطين الحرة ذات السيادة، إلا دليل دعمكم لتحقيق السلام في منطقتنا، لما فيه خير ومصلحة شعوب هذه المنطقة بأسرها'.
وقال: 'يسعدنا أن نرحب بكم والوفد المرافق لفخامتكم أعظم ترحيب، وأنتم تحلون ضيوفا كراما وأعزاء على فلسطين، وإننا نعرب لكم عن غبطتنا بهذه الزيارة الهامة، وتوقيع العديد من الاتفاقيات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين'.
وأضاف: 'تعلمون يا سيادة الرئيس ما تمر به عملية السلام في الشرق الأوسط من مأزق خطير، بسبب مواصلة إسرائيل لنشاطاتها الاستيطانية غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة لعام 1967، وبما فيها مدينة القدس الشرقية، وهذا ما لا نقبله أو يقبل به المجتمع الدولي'.
وقال سيادته: 'لا يوجد أي تناقض إطلاقا بين علاقة قبرص بإسرائيل وعلاقتها معنا، بل العكس دائما نقول إن أي دولة لها علاقة جيدة مع الطرفين قادرة على أن تقول كلمة طيبة، وقادرة أن تفعل وتقدم جهودا من أجل السلام، وهذا ما هو منطبق على جمهورية قبرص'.
وعلى الصعيد الداخلي، قال الرئيس: 'أنجزنا كل ما يترتب علينا من التزامات، وبناء مؤسسات الدولة، وتدعيم اقتصادها، مؤكدين سعينا لتعزيز وحدتنا الوطنية وإنهاء الانقسام، من خلال اللجوء إلى رأي الشعب عبر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، مجددين التأكيد على ضرورة إنهاء الحصار على قطاع غزة'.
وشكر الشعب والرئيس القبرصي على استقبال جزء من اللاجئين الفلسطينيين، الذين لجؤوا من العراق إلى قبرص، مشيدا بالمساعدات التي تقدمها قبرص.
وأضاف: 'نأمل أن تستمر هذه المساعدات حتى تحل مشكلتهم، وفي نفس الوقت نؤكد ضرورة احترام القوانين والعادات والتقاليد القبرصية'.
بدوره، شكر الرئيس القبرصي الشعب الفلسطيني والرئيس محمود عباس على الدعوة الكريمة لزيارة فلسطين، وعلى حسن الاستقبال والضيافة، وقال: 'أنقل للشعب الفلسطيني مشاعر الصداقة والتضامن، والمحبة والتعاون من الشعب القبرصي'.
وأشار إلى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات وضع بصماته الخاصة لتطوير العلاقة بين البلدين، وهذا ما فعله في نفس الوقت الزعيم القبرصي الأسقف مكاريوس، موضحا أن الشعبين القبرصي والفلسطيني عانيا تاريخيا، وما زالا يواجهان مشكلة اللجوء ويخضعان للقهر والاحتلال لسنوات طويلة امتدت لعشرات السنين، وبغض النظر عن المحاولات التي بذلت للوصول إلى حل ما زالت القضيتان مستمرتين مع كل العواقب المأساوية على شعوب البلدين، وشعوب المنطقة بشكل عام.
وقال: 'نسعى لإيجاد حل عادل قابل للتطبيق ينهي الاحتلال والاستيطان على أساس الشرعية الدولية، يتم فيه احترام حقوق الإنسان.'
وشدد على أن القيادتين والشعبين القبرصي والفلسطيني يتبعون قيم أساسية ومبادئ، كتطبيق الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وذلك دليل على احترام السياسات الدولية وإرادة العالم، مؤكدا أن هذه المبادئ هي التي تستند عليها عملية السلام لحل القضيتين القبرصية والفلسطينية.
ونوّه إلى أن الاتفاقيات الخمس التي تم توقيعها اليوم، دليل واضح على المستوى الممتاز للعلاقات الثنائية بين البلدين، موضحا أن جمهورية قبرص تقوم باستمرار برفع مستوى تمثيل السلطة الوطنية في قبرص.
وأضاف: 'اسمحوا لي وخلال هذه الزيارة التاريخية، أن أعلن عن 'إهداء خاص' ومنحة من الشعب القبرصي بمبلغ مليون دولار لإقامة مستشفى في الأرض الفلسطينية، يتم إقامته في أي مكان تقرره السلطة الوطنية'.
وأكد الرئيس القبرصي دعمه القوي لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودعم قبرص بقوة إنشاء الدولة الفلسطينية على حدود عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معربا عن تقديره لموقف الحكومة الفلسطينية وخطة رئيس الوزراء د. سلام فياض، لإقامة المؤسسات والبنى التحتية للدولة الفلسطينية المستقلة، والتي تحظى بتأييد الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية والمجتمع الدولي.
كما ثمّن إنجازات السلطة الفلسطينية، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وقال: 'إن قبرص ضحية أخرى للغزو التركي واستمرار الاستيطان، مؤكدا أنه لا يمكن القبول بالاستيطان في الضفة الغربية والقدس واستمرار الجدار العازل، وكل ما يمنع نضال الشعب الفلسطيني'.
ولفت إلى أن وجوده اليوم في الأرض الفلسطينية، يتزامن مع التظاهرات التي تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة، للمطالبة بإنهاء حالة الانقسام الحاصلة، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، متمنيا للشعب الفلسطيني أن يعيش تحت السلام، وأن ينعم بالاستقلال والرخاء والحياة الكريمة.
وأضاف، أن الرئيس عباس شرح له التطورات الحاصلة في غزة، والظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون هناك .
وقال: 'الرئيس عباس أكد لي وجود رغبة حقيقية وإرادة لتحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام الذي يمنع الشعب من التمتع بالسلام'.
وأكد اعتزازه واحترامه للرئيس محمود عباس الذي يعمل لمصلحة الشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس خرستوفياس قد وضع فور وصوله إلى مقر الرئاسة، إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات، بحضور أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم.
وتم قبيل المؤتمر الصحفي، التوقيع على خمس اتفاقيات تعاون ثنائي تشمل: التعليم والعلوم والثقافة، والزراعة، والآثار، والصحة، واتفاقية بين وكالتي الأنباء الرسميتين.
المصدر: موقع وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية