الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله،
وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فمرة أخرى يوقع الرئيس الأمريكي قرارًا جائرا آخر
-جريًا على عادته بإعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق- معترفًا فيه هذه المرة بتبعية
(هضبة الجولان) السورية المحتلة للكيان الصهيوني الغاصب، ضاربًا بعرض الحائط كل
وقائع التاريخ والجغرافيا، والمواثيق والقرارات الدولية.
إن هذا الإعلان المتعجرف والمستفز لكل المشاعر؛ هو
تعبير صارخ عن حالة الخور العربية الرسمية التي استمرأت هذه الأفعال وفسحت المجال
لترامب ليعد ويفي بوعوده مرة بعد أخرى، وها هو الكيان الصهيوني يحتفل بهذه الخطوة،
ويعدها نصرًا دبلوماسيًا متأخرًا عما يسميه النصر العسكري باحتلال الجولان قبل
أربعة عقود ونصف. ولم تكن هذه الجريمة بحق الشعب السوري والأمة جميعًا لتتم؛ لولا
استئساد بعض الأنظمة على شعوبها وعدم الاستجابة لمطالبها المشروعة، واستمرار
الخلافات بين هذه الأنظمة، وانكشاف حقيقة النظام الإيراني وحلفائه في المنطقة،
الذي اتضح كذب ادعاءاته العريضة، وأنها مجرد شعارات لأجل تحقيق مشروعه الخاص.
وهكذا يستمر مسلسل الاحتلالات والإهداءات في ظل هذا
الواقع المؤسف للأمة والمحبط لأبنائها، بداية باحتلال العراق وإهدائه لإيران، ومن
ثم إهداء القدس والجولان للكيان الصهيوني.
الأمانة العامة
19/ رجب/ 1440 هـ
26/3/2019 م
المصدر : الهيئة نت
19/7/1440
26/3/2019