وتجمع المئات من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أمام مبنى
"الأسكوا" وسط بيروت رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب
بـ"حق العمل" لهم في لبنان "دون تمييز".
ودعا محمود علي نائب رئيس اتحاد عمال فلسطين في
لبنان إلى إصدار مرسوم تنفيذي لمرسوم البرلمان اللبناني حول عمل الفلسطينيين في
لبنان، الذي أقر في شهر أغسطس/آب 2010، مشددا على ضرورة "معالجة النواقص في
هذا المرسوم ليشمل كافة المهن والأجراء الفلسطينيين".
وأقر البرلمان اللبناني قانونا يحق للاجئ الفلسطيني
بموجبه العمل في بعض المهن شرط الحصول على إجازة عمل من وزارة العمل دون رسوم، مع
منعه من ممارسة المهن الحرة.
ويجبر القانون اللاجئ الفلسطيني على العمل لدى رب عمل
لبناني، وأن يوقع عقد عمل معه، وأن يحصل على إجازة عمل من وزارة العمل، وأن يقبل
رب العمل اللبناني دفع رسوم عن العامل الفلسطيني توضع في حساب خاص في صندوق الضمان
الاجتماعي.
ويستفيد العامل الفلسطيني من الصندوق في تعويض الإصابة أثناء
العمل فقط، أما تعويضات الطفولة والأمومة والمرض والعلاج فغير مدرجة.
ولا تزال القوانين والمراسيم اللبنانية تمنع
الفلسطينيين من العمل في 25 مهنة تتطلب عضوية نقابية، أهمها المحاماة والطب
والهندسة.
وطالب علي -في كلمته خلال الوقفة- بـ"تسهيل
الحصول على إجازة العمل وتجديدها"، مؤكدا أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
"متمسكون بحقهم في العودة ورفضهم كل مشاريع التهجير والتوطين، مع احترامهم
سيادة وأمن واستقرار لبنان وعدم التدخل في الشأن اللبناني الداخلي".
خصوصية
من جانبه، شدد أحمد ديراني رئيس المرصد اللبناني لحقوق العمال والموظفين على
"عدم جواز تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل على اللاجئين الفلسطينيين، لعدم
انطباقه قانونيا وسياسيا عليهم نظرا لخصوصية وضعهم كلاجئين".
ووجه المعتصمون مذكرة إلى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام ووزير
العمل اللبناني سجعان قزي والنواب اللبنانيين يدعونهم إلى "اتخاذ الإجراءات
اللازمة من أجل رفع القيود والإجراءات التمييزية بحق اللاجئين
الفلسطينيين".
وطالبوا أيضا بـ"إتاحة الفرصة أمام اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان من أجل الاستفادة من جميع تقديمات الصندوق الوطني للضمان
الاجتماعي، مقابل إخضاعهم لتسديد الاشتراكات المترتبة عليهم".
وختم الاعتصام بعروض فنية من التراث الفلسطيني الذي لا
يزال يتوارث بين الأجيال رغم فترة اللجوء الطويلة، وعروض أخرى تحاكي معاناة
اللاجئين الفلسطينيين جراء حرمانهم من العديد من الحقوق في لبنان.
ولجأ مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان عام 1948
مع "النكبة"
الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل،
وما زالوا بعد مرور أكثر من 66 عاماً يقطنون في 12 مخيماً منتشرة في أكثر من
منطقة لبنانية. وتقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 460 ألفا.