إيهاب سليم – السويد
نعيش اليوم في أوقات تعصف بنا مشاكل التهويد وسموم التفريس والأحوال الاجتماعية تؤول من سيء إلى أسوأ , ولكن هنالك ما يقينا من التعرض لأذاهم .
الحضارة العربية الإسلامية , الحضارة العربية الإسلامية التي نحتمي بها , وهي تحفظنا سلماء لأنها أقوى من أي قوة أو أي شيء قد يُسبب لنا الأذى , وهي قادرة بفعل أمتها من إبطال تأثيرات أي ضرر يصيبنا .
يجب اولاً أن نتكل عليها , ويحضننا تاريخها , يلزم أن نثبت في محبة الأمتين العربية والإسلامية , عندئذ يمكننا التيقُن انه سيكون ملجأنا حضارتها , ولكن كيف ننمي هذا الرباط في ظل وجود قوة إستعمارية كُبرى متمثلة بـ "الإمبريالية الأمريكية" ؟! .
يوضح تاريخنا العربي والإسلامي ان محبتنا لأمتنا ليس مجرد شعور , صحيح ان شعورنا بالمحبة تجاه أمتنا أمر ضروري , لكن هذا الشعور ليس سوى بداية اعرابنا عن المحبة الحقيقة لها , مثلاً ان بزرة التفاح ضرورية لنمو شجرة تفاح كبيرة ومُثمرة , ولكن إذا كانَ المرء يرغب في تفاحة , فهل يرضى أن يعطيه أحد بزرة تفاح ؟! كلا بالتأكيد .
على نحو مماثل , ان شعورنا بالمحبة تجاه أمتنا ما هي إلا الخطوة الأولى , فلكي تكون محبتنا لها أصيلة يجب أن ننتج ثمراً جيداً , أي اننا ينبغي أن نُعرب عن هذه المحبة بالأعمال , وهذا ليس بالأمر الصعب , ولكن من المُحزن ان أشخاصاً قليلين اليوم يعربون عن هذه المحبة , أما نحنُ فلا نرغب أن نكون ناكري الجميل مثل بعض الأشخاص المحسوبين علينا ! .
ان التعلم من أمتنا هو خطوة ضرورية للاقتراب إليها , وهو أيضاً عملية مُستمرة , تخيل انك تجلس قُرب نار اشعلتها في العراء في ليلة باردة , فهل تدع ألسنة النار تخمد وتخبو ؟! كلا , بل تواصل اضرامها بالحطب كي تبقى متأججة , لأن حياتك تعتمد على هذه النار , لكن مُعظم الناس يجهلون لغتنا العربية الفُصحى أو تعرضوا لعمليات غسل دماغ مِن خِلال الاختراق الإعلامي الافرنجي اليهودي الفارسي , فكيف يُمكننا التأكد من قوة أمتنا وحضارتنا العربية الإسلامية ؟! .
لنفترض ان بعض التلاميذ لا يزال يراودهم الشكوك حتى بعدما سمعوا الشرح الإضافي الذي قدمه المُعلم , فماذا يمكنهم أن يفعلوا ؟ بإمكانهم طلب مُساعدة مُعلم آخر ليوضح لهم شرح المُعلم الأول , وإذا جاء شرح المُعلم الثاني مُطابقاً لما قال المُعلم الأول , فلن يبقى أمام التلاميذ أي مجال للشك .
على نحو مماثل , إذا كانَ المرء في شك في أمته وحضارته العربية الإسلامية , يمكنه اللجوء إلى إصدارات وإنجازات المقاومة الأسطورية في أفغانستان والعراق وفلسطين للحصول على البراهين , فالإمبراطوريات العسكرية والسياسية والدينية والتجارية بدأت تتهاوى فعلياً , ولا عجب في النهاية القريبة لهذه الإمبراطوريات الإستعمارية الشريرة التي ادعت "السلام والتسامح" وبأنها "إمبراطوريات لا تُقهر" , فجيوشها في واقعها متحاربة فيما بينها وقادتها دينيين متنكرين أو دينيين مرايين ومجرمين قُساة وسياسييها فاسدين ومُرابين على "طاولة عضوية الأمم المتحدة ودستورها" , وكُل هذه الأمور إضافة الى هِبة الإرادة الحُرة التي تمتلكها الفئة القليلة الصابرة المُجاهدة تؤكد حتماً المُستقبل المُشرق لأمتنا وحضارتنا العربية الإسلامية في الثواني العشرة الأخيرة لنهاية هذه الإمبراطوريات الإستعمارية .
إيهاب سليم
7/5/2012
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"