وثيقة رقم (11)
مقابلة مع الحاجة عفيفة احمد عواد ، لقب عائلة والدها في حيفا بيت أبو شقورة في شارع حي الناصرة ، قالت :
كان والدي يعمل في مسمكة ( أي تاجر سمك ) في ميناء حيفا و له محلات في منطقة سوق الجريفة لذلك كان ميسور الحال .
كان والدي يملك عمارة يطلق عليها الأهالي عمارة أبو شقورة ، الطابق الأرضي منها تشغله المدرسة الإسلامية ، و في الطابق الثاني أنا و والدي و الشقة المقابلة لنا في نفس العمارة و في نفس الطابق ، كان البطل المجاهد الشيخ عز الدين القسام مستأجر هذه الشقة بإيجار شهري قدره ( ثلاث جنيهات او ثلاث ليرات ) .
تتكون عائلة عز الدين القسام منه و من زوجته و أمه و أخته و بناته الثلاث عائشة و خديجة و ميمنة و ولده محمد .
أما ابنته ميمنة فقد كان لها علاقة صداقة و مودة مع قريبتي نظمية و هي معلمة مثلها يعملن في حقل التعليم ، قالت الحاجة عفيفة :
حينما يحل الظلام تذهب ميمنة و أخاها و صديقاتها لمناطق الثوار و يزودوهم بالتعليمات و الطعام و الأخبار و الدواء و الماء تذهب ميمنة و هي تلبس البنطال و تغطي رأسها بالكوفية ، حقاً إنها تعيد سيرة الصحابيات الكريمات ( رضي الله عنهن ) .
و تضيف : كان الوضع المادي للشيخ القسام سيء و لكن كانت إرادته و عزيمته أشبه بشموخ الجبال ، وجهه نوراني ، يبتسم لكل من يراه ، كتوماً ، زوج بناته على سنة الله و رسوله وفق الحديث الشريف : ( أيسرهن مؤونة أكثرهن بركة ) ، زوج بناته الثلاث من رجال بسطاء عاديين فقراء و لكن عندهم عزيمة و خلق عال و إيمان بالله و يؤدون فرائض الصلاة في وقتها و يعيشون الحدث .
أضافت الحاجة عفيفة احمد عودة ، قالت : أتذكر و أنا بنت ثمان سنوات و كأن الحدث أمامي اليوم ، حين تم جلب جثة الشهيد عز الدين القسام 0 رحمه الله ) و هو جارنا في الغرفة المقابلة ، و تجمعوا الناس حول جثته و الدم يسيل منه في أنحاء الغرفة و كان الدم طيباً و طاهراً و عطراً .. كالمسك أما أمه فقد كانت تحمل المسبحة و تجلس قرب رأسه و تردد بهدوء و صمت و صبر :
الله يرضى عليك يا عز الدين .. الله يرضى عليك يا عز الدين ..
رشيد جبر الأسعد
( أبو محمد )
كاتب فلسطيني / بكالوريوس تاريخ
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"