بسم الله الرحمن الرحيم
العلاقة التي تربط الإنسان بالمجتمع علاقة ضرورة وليست علاقة سلبية أو علاقة تعارض متضادة ومن أبرز معالمها أنها ديناميكية ملؤها التفاعل والتبادل المستمر فبتفاعل الفرد مع المجتمع يتكون التماسك والتداخل والتشابك ونتيجة التداخل والتفاعل تتولد المنافسة سواء كانت فردية او جماعية وإن التنافس حق مشروع للكل على ان يكون نزيها اذا كان بين اثنين او جماعة او صحافة أو إذاعة أو شبكة إخبارية تتبنى أسلوبا أو صياغة مميزة لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها قد جعلها تتسابق في ابتداع الأساليب الحديثة التي تجذب اهتمام الجمهور بمادتها الشفافة.
ولما كان العمل الصحفي ككل فن يعتمد على الذوق السليم المبدع والموهبة الفطرية مقرونا بالثقافة الواسعة يشكل تزاوجها مع بعضها القدرة المتمكنة ضمن الإطار العام مع الالتزام بالقواعد والأسس والتنافس حق مشروع لكل انسان على ان يكون له ثمار يرتقي بمستوى اعلى ولكن من الصعب ان تتحول المنافسة بين اثنين الى طريق مسدود يؤدي الى التعصب ويكون نتاج عملنا هباءا.
فالأخبار التي تثير المشاعر الإنسانية تبعد صناعة الأخبار عن الجمود واللغة والاصطناع كما أنها تنمي شخصية المتلقي وتترك آفاق الحياة مفتوحة أمامه، إن من صفات الأشخاص الذين يتميزون بالتعصب للرأي هي استجابتهم العنيفة تجاه المواقف الحياتية التي لا تتفق مع طروحاتهم أو آرائهم وليس من شك في أن الإنسان منذ أول الخليقة وجد ليتفاعل مع أبناء جنسه وسعى لإقامة المجتمعات من خلال جوهر وجوده الإنساني فقد خصّه الله بجملة خصال منها ان الإسلام دين التسامح والسلام حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في التسامح " بعثت بالحنيفية السمحة" .
وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ومن مساواة وتكاتف وتصافح و التسامح ليس هو التنازل أو التساهل أو الحياد اتجاه الغير، بل هو الاعتراف بالآخر.
إنه الاحترام المتبادل و الاعتراف بالحقوق للآخرين وإنه وحده الكفيل بتحقيق العمل المشترك يطبعها التنوع و الاختلاف بحيث قال عليه الصلاة والسلام: "الدين المعاملة" كلنا نخطئ كلنا نذنب كلنا يحتاج إلى مغفرة وكم قسونا وكما تجاوزنا الحدود والذي يبقى في النهاية بكل تأكيد هو التسامح حيث دعا القرآن إلى مجادلة كل هؤلاء بالتي هي أحسن ومحاولة إقناعهم بالحكمة والموعظة الحسنة يقول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين". سورة النحل الآية 125. وبهذا المنهج الرباني قام الإسلام لقد كانت لغة الحوار هي السبيل إلى التواصل في الوجود الإنساني مع الآخر حتى وإن كان يحمل رأياً مناقضاً أو فكراً معارضاً وقوله أيضا صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية ).
بقلم مريم العلي
19/11/2009
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"