الفلسطينيون يستشهدون مرة واحدة في فلسطين.. وهم سعداء
اللاجئون الفلسطينيون يطعنون ألف مرة في الأقطار العربية.. وهم بؤساء
ياللعار هذا التأريخ الممتد منذ نكبة فلسطين في 15 أيار 1948 واحتلالها من قبل المشروع الغربي الصهيوني، وصناعة كيان غريب هجين عن المحيط العربي.. وتشريد نصف شعب فلسطين من أرضه إلى أشقائه في الوطن العربي.. لبنان.. سوريا.. الأردن.. مصر.. العراق ثم امتد الرحيل إلى كافة الأقطار العربية من اجل ديمومة حياته الكريمة.. دول الخليج العربي.. ليبيا.. اليمن.. الجزائر.. المغرب.. تونس.... ثم استمرت رحلة اللجوء والمعانات إلى أوروبا بفعل بطش القوانين الجهنمية لحكامنا العرب من المحيط إلى الخليج تجاه اللاجئ الفلسطيني في حله وترحاله في الإقامة.. العمل.. السفر ..العلاج.. الدراسة.. السكن.. مطلوب منه واجبات المواطنة بلا حقوقها.. الفلسطيني في فلسطين طلقة صهيونية تكفيه ليستشهد سعيدا وهو يواجه المحتل بصدره العاري إلا من إرادته الوطنية الصلبة. أما حياة اللاجئ الفلسطيني على امتداد الوطن العربي حدث ولا حرج انه يطعن ألف مرة بل بعدد أيام حياته منذ لحظة ولادته حتى مماته ولا نبالغ بذلك أيها الأخوة والأشقاء العرب هذه هي الحقيقة المأساوية.. ومع هذا الجحيم الجهنمي من معاملة اللاجئ الفلسطيني من خلال سياسات وقوانين الدول العربية في الإقامة والتنقل والعمل والسفر وتعقيدات الحدود البرية وصالات المطارات المغادرة والقادمة بالمنع أو الاعتقال أو التأخير أو السب والشتائم فقط عند إشهار وثيقة السفر الفلسطينية تستنفر موظفو أجهزة أمن المطار والمطافئ ومكافحة البيئة كأن القادم يشكل خطرا على امن وسلامة وصحة البلد المراد زيارته. إن إجماع الجامعة العربية الممثلة بالنظام الرسمي العربي لكافة أقطار الدول العربية بما فيها سلطتنا الوطنية الناشئة على تلويع حياة اللاجئين الفلسطينيين الوطنية والمعيشية وعلى إهمال حقوقهم ليس بموضوع حق العودة وحسب بل بحقوق المواطنة في مختلف أماكن تواجده لحين العودة.. أما إذا تنازع قطرين شقيقين وتخاصم مع بعضهما البعض أو تعرض النظام الرسمي العربي لاستهداف معارضيه أو حدوث كارثة طبيعية فكانت الطامة الكبرى على اللاجئ الفلسطيني في هذا القطر العربي أو ذاك أو كلا القطرين معا.
من أين نبدأ من أي قطرا عربي نبدأ.. وحتى لا ينزعج احد من الحكام العرب من ملوك ورؤساء وأمراء وشيوخ وزعماء.. سنختار بالقرعة قطرا.. أو دولة شقيقة عربية ندور بدولاب الكرات 23 (قطرا) عربيا عدة دورات.. تمتد يد طفل لاجئ من المخيم الفلسطيني داخل دولاب الكرات لتمسك قبضته البريئة رقما لا على التعيين.. فإذا به الرقم (5) لبنان آه يا وجعي ويا حبي يا لبنان يا قرة عيني يا بيروت العربية آه يا أشقائنا وأحبتنا دمنا ودمكم واحد تشهد لها بطولات والمعارك في مخيمات الرشيدية وعين الحلوة وصبرا وشتيلا وتل الزعتر.. خرج البعض في ظلمة بيروت بشعار انعزالي وعنصري (أطردوا الغرباء من لبنان) الغرباء إنهم اللاجئون الفلسطينيون فكانت الجرائم بحق مخيماتهم، فخرج قسم وبقي قسم منهم في المخيمات.. عنوانهم البؤس واللامواطنية بلا حقوق لا وظيفة ولا تعليم ولا حق السكن حتى قبر اللاجئ الفلسطيني له قانون جائر في قانون لبنان الرسمي تحت يافطة (عدم التوطين الكاذب) سببها مخاوف ديمغرافية لإقطاعياتها اللبنانية السياسية.
ثم يدور الدولاب وإذا بالرقم (7) سوريا التي ينادي نظامها بالعروبة.. أهلا بالمعارك وهذه هي الطامة الكبرى.. اسألوا اللاجئ الفلسطيني في سوريا ومخيماته واللاجئ الفلسطيني خارج سوريا.. اسألوا الحدود البرية كم فلسطيني يحمل وثيقة سفر فلسطينية إصدارها من أقطار عربية أخرى قد أغلقت بوجه حاملها وعاد أدراجه حزينا. وإذا بالكرة رقم (4) الأردن آه يا عام 1970 ويكفي.. كفى ووفى. تستمر القرعة فيكون الرقم (8) مصر العربية الأبية على التطبيع مع الصهاينة من شعبها الأسمر الفتي.. من السادات إلى مبارك يصدر وثيقة سفر فلسطينية من مصر ولا يعترف بها لحاملها عند عودته بعد مغادرته مصر بل يطالب عند العودة بفيزة. ويليها الرقم (9) دول الخليج يفني اللاجئ الفلسطيني زهرة عمره في الخدمة لوظائف مختلفة في سلك التعليم أو غيرها لا حقوق بعدها إلا حق الطرد عند ما يحال على سن التقاعد ولا تقاعد يحميه.. اللاجئ الفلسطيني في الخليج مثله مثل الفرس الأصيل في عنفوانه وعندما يهرم تطلق عليه رصاصة الرحمة بعد أن قدم خدماته الجليلة لأشقائه في الخليج ولا حقوق. رقم (10) ليبيا نظام العفريقي.. اللاجئ الفلسطيني لا يحكمه النظام أو القانون إنما الأهواء والمزاج السياسي وكم هوة مكلف الثمن يدفعه اللاجئ الفلسطيني. الرقم (1) إنه قرعة العراق بلاد الرافدين قبل الاحتلال اسألوا قسم فلسطين في دائرة شؤون الإقامة.. كم من تجاوز حصل من موظفيها الصغار على اللاجئ الفلسطيني المقيم بالعراق وكم إساءات حصلت بحق مراجعيها. نعم نحن صفقنا لصدام حسين والعراق بحرارة وإيمان عربي صادق مثلما صفق أبائنا للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فهم يستحقان ذلك بكل تقدير واعتزاز.. لكن الإجراءات والقوانين المدنية التي مورست بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق كانت مجحفة، على سبيل المثال إلغاء قانون معاملة الفلسطيني بالحقوق والواجبات بعد عام 1990 مما حرم اللاجئ الفلسطيني حق التملك والوظيفة في وزارات النفط والداخلية والخارجية وقطاع المشاريع والمقاولات وحرمانه من إجازة السوق أو إجازة محل حلاقة أو تملك سيارة.. الخ.... ومع هذا صفقنا ونصفق لصدام حسين وترفعنا وتغاضينا عن الأمور المعيشية وكان الأهم هو موقفه السياسي القومي اتجاه قضية فلسطين والأمة العربية. أما بعد الاحتلال اتهم اللاجئ الفلسطيني بشتى صنوف الاتهامات الباطلة منها أننا قد أثرينا في عهد صدام حسين ولنا رواتب لكل فرد فلسطيني يعيش بالعراق..الخ، والفلسطيني يعيش في رغد والعراقي يعاني من الحصار والفقر ومصادر هذه التهم الباطلة هم من الشراذم العميلة القادمة خلف المحتل الأمريكي في العراق وممارسة القتل والتنكيل والاختطاف من المليشيات والعصابات الطائفية التابعة لإيران.. هذه هي القرعة نعلنها.
إن معاناتنا قد توزعت على امتداد الوطن العربي وبالرغم من كل ذلك لم يكفر اللاجئ الفلسطيني في حله وترحاله بعروبته وأمته. اللاجئون الفلسطينيون في كافة الأقطار العربية يعلنوها صراحة لا استجداءً من احد..
· افتحوا الحدود واسمحوا لنا بحرية السفر والتنقل والإقامة والعمل.
· نطالب بصياغة قوانين مدنية واضحة تجاه اللاجئ الفلسطيني تحدد الحقوق والواجبات ليعرف ماله وما عليه ويخضع لقانون واضح وصريح ولا يريد أي امتياز يميزه عن غيره من مواطني هذا القطر أو ذاك كلنا تحت سقف القانون المدني في الحقوق والواجبات ماعدا الجنسية..
· إصدار جواز سفر وإلغاء وثائق السفر المقيتة لتسهيل تنقله وسفره من اجل العمل والدراسة والعلاج أو زيارة الأهل والأقارب والأحبة كأي أسرة عربية.
2009-07-25
"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"