لم يهتم أحد بالتغريدة، بل لم تحصل على إعجاب أو إعادة
تغريد/ نشر، ربما لم ير أحد الاستغاثة وضاعت بين آلاف التغريدات التي تنشر كل يوم.
هنا استغاثة لوقف الحرب، وهنا استغاثة لإنقاذ أطفال لا
يجدون العلاج وهناك استغاثة لتوفير المياه النظيفة.
الصقيع قاتل ، يُجمّد الدم في العروق، فتتوقف أجهزة
الجسم واحدا تلو الأخر، يغيب بياض الثلج ويحل مكانه سواد كالح، سواد لا يخرج منه
الضحية للأبد.
الصقيع قاتل ،خيم من صفيح بلاستيك أو قماش، عليها أغطية
من البلاستيك أو القماش لا تحمي من أي شيئ.
جاء الصقيع وحل معه الموعد السنوي للموت تجمدا، عاصفة بلغت
ذروتها الثلاثاء الماضي في لبنان، وكانت مخيمات السوريين في لبنان الأكثر تضررا
حيث دفنت المخيمات بالثلوج، ومن لم يمت في الحرب مات من البرد، تقول الأمم المتحدة
إن 150 مخيما يسكن فيها 8000 لاجئ تضررت من العاصفة، لافتة إلى أن 66 منهم تضرروا
بشكل كبير، فيما أفيد عن تضرر 15 بشكل كلي.
وأشارت إلى أن هناك 850 مخيما معرضا للطوفان، وأن 300
لاجئ نقلوا من خيمهم التي باتت غير صالحة إلى المساجد والمدارس أو إلى منازل أقارب
وجيران.
غير أن الأزمة ليست في هذه الأعداد فقط، فالمفوضية
السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن هناك أكثر من 5.6 ملايين سوري نزحوا من
بلادهم منذ عام 2011، غالبيتهم استقروا في دول الجوار لبنان والأردن والعراق
وتركيا.
تصف الأمم المتحدة الحياة في مخيمات لبنان أنها
"صراع يومي" لكثير من اللاجئين السوريين ذوي الموارد المالية الضئيلة أو
المعدومة.
تقول الإحصائيات الأممية إن حوالي 70% من اللاجئين
يعيشون تحت خط الفقر.
لا توجد مخيمات رسمية للاجئين في البلاد،
ونتيجة لذلك، يعيش أكثر من مليون سوري مسجل في أكثر من 2,100 مجتمع وموقع في كافة
أنحاء البلاد، وغالبا ما يتقاسمون أماكن السكن الصغيرة مع عائلات لاجئة أُخرى
ويعيشون في أماكن مكتظة.
وفي الأردن يوجد أكثر من 139,000 لاجئ في مخيمي الزعتري
والأزرق، تقدر الأمم المتحدة أن يكون هناك 93 % من اللاجئين يعيشون تحت خط
الفقر.
لا يحتاج سكان المخيمات لكلمات كثيرة لوصف حالهم،
فالصور المنتشرة تكشف حجم المأساة التي يعيشها هؤلاء، وانتشر على مواقع التواصل
الاجتماعي هاشتاق "#عرسال_تستغيث"، تم تداول الوسم بعدما أغرقت الأمطار
مخيم عرسال اللبناني.
قالت الأمم المتحدة أن هناك 22 تجمّعا
للنازحين تأثر بالأمطار الغزيرة في عكار في لبنان، وغمرت المياه 4 تجمعات بشكل
كامل، وتضرر 18 تجمّعاً من جراء الفيضانات المفاجئة. الأضرار في الشمال لحقت بـ77
خيمة من جراء الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
لا يختلف الوضع كثيرا في مخيم الزعتري الشهير بالأردن،
حيث يجتاح الشتاء القارس المكان، في ظل نقص وسائل التدفئة، ويعيش بالمخيم حوالي 81
ألف لاجئ.
وأدت الأجواء الباردة باللجنة الدولية للصليب الأحمر
لإطلاق نداء استغاثة لإنقاذ اللاجئين من البرد الشديد.
أما مخيم دير بلوط على الحدود السورية التركية، والذي
يعيش فيها نحو 70 ألف شخص، فيعانى اللاجئون فيه من نفس الوضع في المخيمات الأخرى،
نتيجة البرد الشديد.
المصدر : سبوتنيك عربي
4/5/1440
10/1/2019