بطل فلسطين عبد الرحيم الحاج محمد (أبي كمال) ج8 والأخير- رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 7114
بطل فلسطين عبد الرحيم الحاج محمد (أبي كمال) ج8 والأخير- رشيد جبر الأسعد
بطل فلسطين عبد الرحيم الحاج محمد (أبي كمال) ج8 والأخير- رشيد جبر الأسعد

في مدينة ( وادي السير ) إلى الغرب من عمان - من جهة الغرب , بين منطقة ( تلاع العلي ) و (صويلح ) شمالا , و(بلدية الوادي الأخضر ) جنوبا , و(منطقة زهران ) شرقا , و( منطقة بدر الجديدة ) غربا .. تم إطلاق اسم ( الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد )على شارع كبير يربط بين أحياء المدينة الأردنية . ويتردد المئات من الأردنيين على مطاعم هذا الشارع التي تحمل أسماء غريبة مثل (برجر كنج ) و(ماكدونالدز ) و(لبنان سناك ) .. من دون أن يستوقفهم اسم القائد الكبير الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد .الذي دوخ الإنكليز إبان قيادته للثورة الفلسطينية بين عامي 1936- 1939 , ولو سألت أكثرهم شفاههم نفيا أو تعجبا .[1]

وبهذه المناسبة اتوجه بمقترح لوزراء الثقافة والاعلام والاوقاف والتعليم والشؤون الاجتماعية والجامعات من اخ لاخوانه في كافة البلاد العربية والاسلامية ان يطلقوا اسم هذا القائد البطل والمجاهد الشهيد على اسماء الشوارع والمدارس والقاعات والحدائق والمؤسسات الثقافية والمراكز الحضارية .. ان يطلقوا اسم هذا العلم , واسم غيره من قادة الامة وابطالها ورموزها .. لتعريف النشىء والاجيال بمفاخر الامة وامجادها وعزتها وقوتها وحضارتها ..التي هي امتداد للحضارة العربية الاسلامية بعلمائها وقادتها ورموزها ..

شهادات التاريخ: كتب الدكتور علي صافي حسين ( مصر ) في كتابه الموسوم (مجاهدون من فلسطين) حول بطولة عبد الرحيم الحاج محمد ,قال :

( في سنة 1936 جمع الشيخ عبد الرحيم الحاج محمد المجاهدين من قرى وبلدان المنطقة المشهورة بمثلث الرعب كعقربة وبلعة وعنبتة ووادي بلاطه وطول كرم وقد كان اربى عددهم على خمسمائة والفي مقاتل , وقد استطاع هؤلاء المجاهدون بقيادة الشيخ عبد الرحيم ان يبثوا الكمائن للانكليز في الطرق بين القدس ونابلس وبين لوائي السامرة والجليل في جهات الناصرة وصفد وجنين .

وجاء في ( الموسوعة الفلسطينية ) عن البطل عبد الرحيم الحاج محمد :

في ذلك الوقت كانت فلسطين تمر بمرحلة قاسية بسبب الاستعمار البريطاني والخطر الصهيوني , فأخذ عبد الرحيم الحاج محمد يدعو إلى الجهاد ضد أعداء الأمة العربية من مستعمرين بريطانيين ومستوطنين صهاينه , موضحا خططهم ومشروعاتهم وأهدافهم , متبعا في ذلك خطى الشهيد عز الدين القسام * . وقام سرًا بجمه التبرعات وتنظيم المجاهدين وتدريبهم مستفيدا من خبرته العسكرية السابقة . وبعد إعلان الإضراب العام الكبير في شهر نيسان 1936 قاد مجموعة من الثوار قامت بعدة هجمات على البريطانيين والمستوطنين الصهيونيين , فلاحقته سلطات الانتداب , فاضطر إلى ترك بيته وأهله , والانتقال ألى العمل الثوري السري , وأخذ يصعد عمليات الثورة , ثم ظهر علنا في معركة نور شمس , وهي اول معركة منظمة وأكبرها وخاضها الثوار الفلسطينيون مع قوات الاحتلال البريطاني والمستوطنين الصهيونيين في 22/6/1936 .

وتوالت الهجمات وأعمال المقاومة التي قادها عبد الرحيم الحاج محمد وحقق فيها نجاحاً كبيراً على قوات الاحتلال وخرب طرق مواصلاتها ودمر منشآتها العسكرية , وبذلك ازدادت شهرته , واتسعت دائرة نشاطه .[2]

وجاء في (الموسوعة الفلسطينية ) ايضاً :

كان الشهيد يوقع بياناته ورسائله باسم"المجاهد الصغير خادم دينه ووطنه " ,ويصدرها عن " ديوان الثورة العربية الكبرى في فلسطين " . وهذا يدل على مدى تواضعه وإيمانه وتفانيه من أجل وطنه , ويظهر هذا بوضوح أيضا في البيانات والقرارات ذات الطابع السياسي التي أصدرها أو التي شارك في التوقيع عليها , ومنها الرد على بيان الحكومة البريطانية إثر تقرير اللجنة البريطانية * في 3/1/1938 . وقد صدر هذا الرد باسم الثورة , ووقعه خمسة من القادة الفلسطينيين كان عبد الرحيم أحدهم .

آمن عبد الرحيم الحاج محمد بالكفاح المسلّح لتحرير الوطن ونيل الاستقلال , لذلك وقف ضد الذين اتصلوا بالحكومة البريطانية , وضد هجرة القادة الفلسطينيين إلى الدول العربية المجاورة . كما آمن أن العمل الثوري الحقيقي يكمن في مقاتلة العدو على أرض الوطن وعدم تمكينه من غرس نفسه في هذه الأرض العربية الطاهرة . لذلك أصدر الإنذارات واتخذ الإجراءات الرادعة ضد سماسرة العقارات , وضد الذين يبيعون أراضيهم للمستوطنين الصهيونيين . وألّف "محكمة الثورة العربية لفلسطين " برئاسة المجاهد عبد القادر اليوسف عبد الهادي , وأوقف دفع ديون الفلاحين إلى دائنيهم بسبب اشتداد الأزمة الاقتصادية آنذاك , واتخذ موقفا حازما ضد أولئك الذين تعاملوا مع العدو ,ومنع قتل الأسرى من الأعداء .

كان عبد الرحيم الحاج محمد قائداً فلسطينياً ثورياً , استطاع أن يقود الثورة الفلسطينية بنجاح في فترة عصيبة من الزمن , وأن ينظم أوضاعها الداخلية وشؤونها الإدارية بحزم وحكمة . وباستشهاده فقدت الثورة إحدى دعاماتها الأساسية .[3]

 والكاتب الأديب الفقيد غسان كنفاني كتب عن هذا البطل العملاق :

(وكانت لجنة بيل قد اعترفت إن نفقات الأمن في فلسطين ارتفعت من 862 ألف جنيه لعام 1935 ال ( 2,223,000 ) عام 1936 , إن حملة الإرهاب البريطانية هذه وخصوصاً المحاولات التي بذلت لقطع الصلة بين الثوار وبين القرى . أدت إلى أنهاك الثورة .

وجاء استشهاد عبد الرحيم الحاج محمد في آذار عام 939 بمثابة ضربة قاصمة للثورة إذ فقدت الثورة واحداً من أكثر القادة الشعبيين الثوريين شجاعة وحكمة واستقامة.).[4]

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"



[1]  مؤسسة فلسطين للثقافة الشابك (الانترنت) بعنوان : الشهيد عبد الرحيم الحاج محمد أبو كمال القائد العام للثورة الفلسطينية بين عامي 1936-1939م . بقلم الأستاذ محمد أبو عزة .

 

[2]  الموسوعة الفلسطينية ، المجلد الثالث ،(ص161) .

[3]  الموسوعة الفلسطينية ، المجلد الثالث، ص162 .

[4]  غسان كنفاني : ثورة 1936-1939م في فلسطين – خلفيات وتفاصيل وتحليل ، 1974 منشورات مجلة الهدف ـ بيروت ص28 .