بعد
سقوط بغداد ومغادرة كثير من أهلنا وأقاربنا الى دول الغرب لأكثر من ٤٠ دولة ، ف
مما نراه حاليا من المصائب هو قد اننا أصبحنا الآن في وضع يرثى له ، فنرى كثيرا من
النساء والفتيات متبرجات ويتظاهرن بالتبرج والعياذ بالله ، فمنهن من تقوم بالتقاط
الصور وهي في البحر ومنهن من تقوم بالتقاط الصور مع غير محارمها ، كما ان هناك في
بلاد الغرب حالات الطلاق اصبحت كثيرة وأكثر من حالات الزواج ، والزوجة هي من تطلب
ذلك والسبب في بعض هذه الحالات هو أن زوجها يمنعها من اللباس الخلاعي لأن دينه
وغيرته وتقاليده الحسنة تأمره بمنع هكذا لباس ، ولكنه لا يستطيع اجبارها على
اللباس الشرعي بسبب أنها تذهب وتشتكي عليه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم : ( إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ،
وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ )
"صحيح الجامع" .
والمصيبة الآن هو ان الطلاق من أكثر المشاكل انتشارا في وقتنا الحالي فيشكل خطرا
كبيرا على تفكك الأسرة وضياع الأطفال ، حيث انتشرت في وقتنا الحالي ظاهرة الطلاق
وقلة حالات الزواج بسبب الخوف من الانفصال ، كم حالة طلاق وصلتني من كثير من
الازواج على الخاص بسبب ذلك ، والله المستعان .
فعلى المرأة أن تتقي الله ، فوالله لو نزل بها عذاب الله في الدنيا قبل الآخرة فلن
يستطيع أحد دفعه عنها .
أين نحن من قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح لا تسافر
المرأة إلا مع ذي محرم .
ولما أخبره رجل أن زوجته تريد الحج وانه أراد الخروج في احد الغزوات فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : ارجع فاخرج معها .
قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ( لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي
مَحْرَمٍ، ولَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إلَّا ومعهَا مَحْرَمٌ، فَقالَ رَجُلٌ:
يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي أُرِيدُ أنْ أخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتي
تُرِيدُ الحَجَّ، فَقالَ: اخْرُجْ معهَا ) . الراوي : عبدالله بن عباس ، المحدث :
البخاري ، المصدر : صحيح البخاري .
والآن بعض النساء تذهب الى النيل والى دول اخرى وحدها وتسافر وحدها وتتصور بشعرها
وقد ذهب حياؤها .
أين نحن الان من تطبيق هذه الأحاديث أصبحنا نتطبع بعادات وتقاليد الغرب والعياذ
بالله .
الآن أدخل إلى صفحتي في الفيس أرى العجب العجاب من صور لبنات وفتيات وزوجات يتصورن
بشعرهن وتتفاخر بذلك وزوجها وشقيقها واقف بجانبها وهو مبتسم !!!! ، أنسينا أننا
سنسأل عن ذلك وعن أولادنا وبناتنا وزوجاتنا .
عندما هربنا من القتل والاعتقال والتهجير والتشريد وذهبنا إلى تلك البلاد التي
أخذت من البعض دينهم وعقيدتهم وحياؤهم .. والعياذ بالله .. فكان الواجب علينا شكر
الله سبحانه وتعالى الذي نجانا وحفظنا وحفظ أولادنا وخرجنا جميعا سالمين ، ثم
سافرنا بهم إلى الغرب ، وليس فعل أشياء تغضب ربنا سبحانه وتعالى .
ان
اهلنا اغلبهم اضطر مغادرة العراق بسبب ما وقع عليهم من ظلم ، والالتزام الديني لا يرتبط
بمكان او زمان لأنه يجب الالتزام بشرع الله في كل مكان وزمان فلماذا يغير بعض الناس من
سلوكهم بعد المغادرة الى هذه الدول
.
فليس
من الشرع ثم ليس من الغيرة أن يظهر الرجل صور محارمه او زوجته على مواقع التواصل فما
بالك بصور ترتدي فيها ما يخالف شرع الله ، أين الغيرة !!؟؟ .
فيجب
التركيز على تربية الابناء والاهتمام بهم فهذه مسؤولية ، والأب هو مسؤول عنهم كيف
تركهم بدون توجيه او مراقبة ، بل وحتى كثير منهم لا يستطيع التكلم باللغة العربية
وهي أهم وسيلة لكي يحافظ الابناء على صلتهم بكتاب الله وفهم شرعه .
أخواتي
الفاضلات لا تنسوا أن غدا حساب وعقاب وعذاب ، والله هذه شهواتنا وملذاتنا لا تدوم
لنا فما أسرع ما ينزل الموت بنا كم من شخص أمسى وما أصبح أو خرج من بيته وما عاد
إلا محمولا .
أخي الزوج اتقي الله في زوجتك وذريتك والله وبالله وتالله من ترك شيئا لله عوضه
الله أضعافا مضاعفة ، ألا نتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( أَلا
كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ الذي علَى
النَّاسِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ
بَيْتِهِ، وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى أهْلِ بَيْتِ
زَوْجِها، ووَلَدِهِ وهي مَسْئُولَةٌ عنْهمْ، وعَبْدُ الرَّجُلِ راعٍ علَى مالِ
سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن
رَعِيَّتِهِ ) . الراوي : عبدالله بن عمر ، المحدث : البخاري ، المصدر : صحيح
البخاري .
سنسأل عن دورنا في تربية أبنائنا وبناتنا والحفاظ على زوجاتنا فماذا سنجيب عندما
تأتي ساعة الحساب ماذا سنقول لله عز وجل ، وما هو دوري تجاه هذه الفتاة التي ستضيع
حيائها بسبب ملذاتها ونزع حجابها وما شابه ذلك .
فكم من فتاة في الغرب قد فقدت عذريتها ، وكم من شاب وقع بالفاحشة ، والعياذ بالله
، وكم بيت تدمر وانفصل الزوج عن زوجته .
قصص وحكايات بالمئات نسمعها الآن بسبب الشهوات والملذات .
لكن لا ننسى ان هنالك بالمقابل كثير من دعاة الخير ، ومعلمو القرآن الكريم ،
وناصحون ، وهنالك أيضا كثير من الأخوات المنتقبات والمحجبات بالحجاب الشرعي
وقابضات على دينهن وآثار أولئك على الجالية لا تنكر .
وفي آخر كلماتي أدعوا الله أن يرزق بناتنا وأخواتنا وفتياتنا الستر والعفاف والغنى
والتقى وأن يردهن إليه ردا جميلا .
والحمد لله رب العالمين .
كتبه
عزالدين الاسعد
اليمن
السعيد
8/1/1442
27/8/2020