هددوا بالاعتصام أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
فلسطينيو العراق في كوالالمبور.. حجم المعاناة والإهمال فاق كل الحدود
الحقيقة الدولية – كوالالمبور - عبد الله الصوالحة
بوجه يعلوه الشحوب وبكلمات لا تخلو من المرارة، قال جواد أبو مسك لمراسل "الحقيقة الدولية" في كوالالمبور: "سننصب الخيام أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حتى يتم إنصافنا وإعطاؤنا حقوقنا".
ويترأس أبو مسك رابطة "فلسطينيو العراق في ماليزيا" والتي شكلت مؤخرا بعد تنامي معاناة الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في العراق، وهربوا بسبب الوضع الأمني وملاحقة المليشيات المسلحة إلى ماليزيا.
و "فلسطينيو العراق" أصبح مصطلحا مرافقا وتعبيرا عن المعاناة والاضطهاد الذي يعيشونه أينما حلوا وارتحلوا وفي أي بقعة تواجدوا.
وتفيد التقارير والدراسات، أن الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون بأمان في العراق انتقلوا وترحلوا وتشتتوا بعد احتلال البلاد عام 2003 إلى أكثر من ثلاثين دولة في مختلف بقاع الأرض، بعد تردي الوضع الأمني في البلد وسيطرة المليشيات المسلحة، وتعرضهم للتهديد بالقتل والتصفية، واغتيال العديد منهم بالفعل.
يقول أبو مسك إن الرابطة سوف تصعد من اعتصاماتها أمام مكتب مفوضية شؤون اللاجئين في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إذا استمر تجاهل مطالبهم الإنسانية التي كفلتها المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وأضاف، أن الاعتصام الذي جرى أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، أتى بنتيجة معاكسة حيث ازدادت معاناتهم، ناهيك عن حملات الاعتقال التي تمارسها ضدهم دائرة الهجرة الماليزية التي تقف مفوضية اللاجئين منها موقف المتفرج.
وبين أبو مسك "لقد تقدمنا بعريضة شرحنا فيها مطالبنا لمسؤولي اللجوء في المفوضية، والتي كان من أهمها حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في ماليزيا، وترحيلهم إلى بلاد التوطين التي ترغب بتوطينهم، ومنحهم بطاقات من المفوضية تبرز أنهم لاجئون وتوفير الحماية القانونية المؤقتة لهم في ماليزيا، حيث لا يوجد لديهم وطن ويعتبرون من الحالات الإنسانية النادرة، لكننا فوجئنا بردهم "أن مشاكل اللاجئين من دول مثل المينمار، وبعض الدول الآسيوية الأخرى والتي هي من الدول المجاورة للدولة الماليزية أهم من مشكلة اللاجئين الفلسطينيين".
بدوره أكد السيد خالد صديق، احد أعضاء الرابطة لـ "الحقيقة الدولية" أن معظم اللاجئين من "فلسطينيي العراق" دخلوا ماليزيا بجواز سفر عراقي مزور. مضيفا أن معظم الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في العراق وبعد الأحداث المأساوية التي مروا بها من خلال عمليات البطش الطائفي قاموا بشراء جوازات السفر العراقية المزورة بـ 800 دولاراً للجواز من خلال وسطاء في بغداد ليتمكنوا من الخروج بسلام إلى أي من دول العالم المختلفة بعدما رفضت معظم البلاد العربية استقبالهم على أراضيها.
وأضاف صديق أنهم حال وصولهم ماليزيا قاموا فوراً بتسليم هذه الجوازات المزورة إلى مفوضية شؤون اللاجئين في العاصمة كوالالمبور للحصول على هويات جديدة من الأمم المتحدة والاعتراف بهم كلاجئين.
دور إنساني محدود :
وعن حجم المعاناة التي يمرون بها أضاف صديق، أنهم ممنوعون من العمل ولا يوجد أحد في الدولة الماليزية يستمع لمطالبهم الإنسانية كونهم لاجئين وبحجة أن ماليزيا لا تعترف بوجود للاجئين على أراضيها مما يجعلهم دائما مستهدفين من قبل دائرة الهجرة الماليزية التي تقوم باعتقال من يعمل منهم لتوفير لقمة العيش لأطفاله.
وأضاف أن من أطفال اللاجئين من يدرس ومنهم غير قادر على تحمل تكاليف الدراسة، شاكراً بعض الأخوة العرب وخصوصاً من ليبيا الذين تكفلوا بمصاريف الدراسة لبعض الأطفال.
وعن دور السفارة الفلسطينية في ماليزيا وما تقوم به من أجلهم، أكد جواد أبو مسك أن السفارة الفلسطينية قدمت وما زالت تقدم كل العون والمساعدة للاجئين، مؤكداً أن السفير عبد العزيز أبو غوش قدم كل ما يمكن تقديمه للإفراج عن المعتقلين الخمسة الذين جرى اعتقالهم مؤخراً من قبل دائرة الهجرة الماليزية نافياً ما تناقلته بعض وسائل الإعلام العربية حول اعتقال خمسة مهاجرين فلسطينيين عند نقطة تفتيش ماليزية.
وأوضح أنه تم اعتقالهم من قبل دائرة الهجرة الماليزية مع بعض العمال الآسيويين الذين يعملون بشكل غير قانوني من خلال مداهمتها لأحد المطاعم العربية السياحية في العاصمة كوالالمبور حيث جرى اعتقالهم لمدة ستة عشر يوما وبعدها تم إطلاق سراحهم لتصويب أوضاعهم، بعد جهود كثيفة قام بها السفير الفلسطيني أبو غوش.
واتفق أبو مسك وخالد الصديق على أن السفير الفلسطيني كان يقوم بإيواء بعض العائلات ودفع مرتبات شهرية لهم من جيبه الخاص نظراً لعدم وجود معيل لهم وعدم مقدرتهم على تحمل تكاليف العيش في ماليزيا في ظل التقصير الذي تقوم به مفوضية اللاجئين والتي لا تقدم أي مساعدات عينية أو نقدية لأسر اللاجئين الفقيرة.
وعبر أبو مسك والصديق عن استغرابهما من تغاضي السفارات العربية الأخرى لهم وتحميل السفارة الفلسطينية فقط كل هذا المجهود "وكأننا لسنا عربا"، مؤكدين أن السفارة العراقية لم تبد أي اهتمام بهم منذ وصولهم ماليزيا، معرباً عن استغرابه أيضاً لتجاهل وسائل الأعلام العربية المؤثرة في تسليط الضوء على قضيتهم الإنسانية وإيصالها للشارع العربي.
يذكر أن رابطة "فلسينيي العراق" في ماليزيا، تقوم بدور نشط ومساند للسفارة الفلسطينية من أجل إيصال حجم المعاناة التي يمر بها اللاجئون الفلسطينيون في ماليزيا من خلال القيام بإحصاء عدد اللاجئين وتنفيذ الإعتصامات أمام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العاصمة كوالالمبور.
الحقيقة الدولية – كوالالمبور - عبد الله الصوالحة- 25.3.2009