إلى فرسان "الكيبورد" – كمال نصار

بواسطة قراءة 3414
 إلى فرسان "الكيبورد" – كمال نصار
إلى فرسان "الكيبورد" – كمال نصار

فالأمة لا تجتمع على باطل، هذه الأمة ولادة معطاءة كريمة وغنيةً بإرثها الحضاري والسماوي والخير فيها متصل وموصول إلى يوم القيامة حسبما أخبر الصادق الصدوق صلى الله عليه وسلم. وككل الأمم أعترى هذه الأمة بعضاً من الوهن والنكوص والركون والاستقواء بالأجنبي وكثيراً من المثالب التي لا تخفى على الغالبية.

 وليس هنا بيت القصيد... ولكن أن ينبري الناس من خلف شاشاتهم للتقليل من كل جميل والانتقاص من كل من يحاول جاهداً الذود عن حياض الأمة, ومحاولة بث الإرجاف والفرقة وتقزيم الجهود وبث السموم والتشكيك في أصحاب النوايا الحسنة دون وجه حق فكلا وألف كلا !

 أقول لكل من يضع عصبة سوداء على عينيه أفق فضوء الشمس لا يحجب بغربال.

 وأقول لكل من يرى نصف الكوب الفارغ فقط , إما إن ان تملئ الكوب بخير أو تتكلم عن النصف الممتلئ، الكلمة الطيبة صدقةً وربما كلمة عملت في الناس الأعاجيب..

وبارك الله في كلمة ولدّت في الناس همةً يدفعها للعمل والحركة ونفض الغبار العالق على أكتاف هذه الأمة منذ سنوات طوال.

 النفس السيئة والكلمة الخبيثة تدل على شخصية مهزوزة, مكبوتة ومقهورة, شخصية دونية تشعر بالزهو والفرح وهي تحاول تكسير مجاديف أصحاب النفوس الشامخة الذين يواصلون الجهد والعمل والفكر وكأنهم شموع تذوي وتحرق نفسها لتضيء الطريق لمن خلفهم.

أعجب ممن يقبل على نفسه إن يكون معول هدم وأداة تشكيك وطعن وفي نفس الوقت لا يقدمون فكرة أو خطة أو جهد أو عمل ممكن ان تلتمس لهم العذر في سلبيتهم ونقدهم الهدام...

 والاسوء إن يتحول الشخص سواء علم أم لم يعلم إلى طابور خامس يضرب من تحت الحزام تحت ذريعة الإصلاح، ومن باب أن الوقت غير مناسب, والغمز من قناة ثانية أن هذا العمل أو ذاك لن يؤتي ثماره ومن الأفضل لو استبدلناه بجهد أفضل وهؤلاء ينطبق عليهم قول الحماة التي توصي كنتها بأن قالت لها : مقسوم لا تآكلي وصحيح لا تقسمي وكلي لما تشبعي.

 إلى أولئك أتوجه بالحديث إن لم تكونوا قادرين على العمل فالصمت أولى، وإن لم تكونوا قادرين على شكر من يعمل, فدعوا سلبيتكم ونرجسيتكم داخلكم ولا تتشدقوا بها كي لا تمنعوا أو تؤخروا عملاً من شأنه تحريك عجلة المبادرة والعمل الجماعي والفردي, ولا يكون شعاركم ويل للمصلين أو لا تقربوا الصلاة... دعوا الناس تعمل والنية محلها القلب ولا يعلم ما في القلوب إلا رب القلوب, وليس مطلوباً من احد الكشف على قلوب الناس والحكم عليهم.

وفي المقابل كلمة تقدير وعرفان وإجلال واحترام لأصحاب الأقلام النظيفة والشفافة، أصحاب الأفكار الخلاقة في التصدي لكل من يحاول إن يتهاون أو يتنازل أو ينشر فكراً شاذاً أو دعوة مشبوهة.

 كلمة حق إلى فرسان الكلمة الذين فهموا دورهم وتمترسوا خلف قناعات من شانها إن ترفع هذا الغبش الذي حاق بالأمة، الذين أخذوا درساً وقدوة. من إعلام الأمة كالعز أبن عبدا لسلام الذي حرك النفوس والمشاعر للجهاد ورفع راية الحق والصد عن حقوق الأمة بعد أن وهنت الأنفس وتربعت الدنيا على سويداء القلوب حتى اعتراها الضعف والركون، فحرك هممهم بخطبة بليغة استثارت فيهم الرجولة والنخوة وحب الموت وكراهية الذل للفوز بإحدى الحسنين، ورماهم بجدائل شعر النساء لكي يتخذوها لجاماً لخيلهم النافر في سبيل الحق.

 وما كاد ينتهي من خطبته حتى علا صوت المسجد بالتكبير والتهليل معلنا النفور إلى الجهاد وكان الفتح العظيم.. تحية مباركة لمن يحاولون التصدي لمقولة إنا ومن بعدي الطوفان, ولمقولة أكثر خطورة وهي (هل إنا من ينصر الأمة؟) أو باللهجة العراقية ( أنا ياهو مالتي) تحية لمن يحاولون تكثير سواد الأمة بنشر الوعي وحشد الجماهير للاصطفاف في خندق العمل وفضح أصحاب الأنفس المريضة والضمائر الميتة, تجار النخاسة ومعاول الهدم.

تحية لأحرار الأمة الذين لا يتركون مناسبة ولا ذكرى ولا حدث إلا وكان لهم دور ونشاط بارز فيه  وأخيرا الكلمة والقلم سلاحان إن أحسنا استغلالهما والاستفادة منهما في نشر الفضيلة ومكارم الأخلاق في وقت أنعدم فيه الإعلام الحر .

 وكثر الغش ودس السم في العسل، عندها سنجني منهما أروع النتائج, وكل من موقعه جندي منوطاً به دور فلا يؤتين من قبلك. وقبل كل هذا وبعده ومعه لابد من وجود نية صافية مخلصة للعمل لتزيل التراب عن ضمير الأمة المدفون وتصحح الغبش الذي أعمى العيون , ومن صًدق النية وفقه الله للعمل. "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"

بقلم – كمال نصار 20-5-2014

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"