لن أكون إلا فلسطيني
في يوم من الأيام جلست مع والدي العزيز وسألته أن يخبرني عن طفولته وعن معاناته عندما كان صغيرا ، فقال لي :
كان لنا بيت صغير وارض صغيرة في بلده صغيره في وطن صغير
وفي حدث اسود لم يبقى لنا بيت ولا أرض ولا بلده ولا وطن
أخرجونا منه قهراً
وبت غارقا في دهشتي رغم البيوت الكبيرة والأراضي الواسعة كنت صغيرا لا أدرك صعوبة هذا الموقف أرى أمي تبكي وأبي بين الحين وآخر بنشد عتابا مع دمعة تحرق الفؤاد لازلت أتذكر كلماته كان ينشد ويقول ..(( فلسطين يبلادي نارك حرقت فؤادي وأنا بأرض العراقي سمعت الصخرة بتنادي بتنادي على الأبطال والمدافع والرجال ربي حرر فلسطين حتى أروح لبلادي)) *** لا تزال هذه الكلمات تطن في أذني لحد الآن
ومضت السنين تلو السنين ...... وعشنا وكبرنا ...... ولكن ؟؟؟؟ اكتشفنا نقصا ....... اكتشفنا حنينا ......... اكتشفنا شوقاً
يكبر معنا قلبت ذاكرتي فلم أجد شيئاً ..... سألت قلبي فلم يجيبني
وفجأة استيقظ حنيناً في روحي عندما جلس والدي يخبرنا عن بيت سلب منا وعن أرضاً سلبت منا وعن .... وعن .... وعن وطناً نزع من أجسادنا
بيتي صغير ولكن في نفسي اكبر من القصور
أرضي صغيرة وفي وقناعتي اكبر من أراض البلدان
بلدتي صغيرة ولكن بنظري اكبر من اكبر بلدان العالم
ووطني الحبيب صغير ...... فأدركت ان في نظري ونفسي وقناعتي ان وطني اكبر من القارات لااااا اكبر من الأرض ...... بل اكبر من الكواكب بل اكبر من المجرات
عفواً لم أجد مقياساً أقيس به وطني
فخرجت بفكرة
أنا فلسطيني مغترب في وطن غير وطني
وهذا الوطن مغترب في فلسطين
وقفت صارخاً وقلت
أنا فلسطيني
وكفاني فخرا اني فلسطيني
وجاءني الفخر وقال :
بل لي الشرف بأن أنسب إلى الفلسطيني
ومن وقتها عاهدت نفسي أن لا أكون إلا فلسطيني
زهير السبع
20/11/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"