بسم الله الرحمن الرحيم
الكل يعرف بأنَّ اليوم العاشر من شهر الله ( محرم ) والذي يسمى ( عاشوراء ) أوشكَ بالقدوم علي المسلمين , و كلنا يعلم كم هو يوم عظيم وفضيل عند الله سبحانه وتعالى , و ما هو أجر صيامه .
الآن و في زماننا هذا أو في الوقت الحالي الذي نحن فيه ( إن صحً التعبير ) أصبحَ صيام هذا اليوم الفضيل ثقيلٌ عند البعض من المسلمين , و طبعاً الأسباب كثيرة عند عدم صيامه ، ولكن السبب الأكبر و الشائع بين عامة الناس هو : ( صيامه سُنَّة فلا داعي لذلك ) .
أين أنت يا هذا عندما تطلب من الله عز وجل أن يكون رسولك الكريم ( محمد ) عليه الصلاة والسلام شفيعك في يوم الحشر ؟ و أنت بعيدٌ عن سنته ؟ ,, أين من يمشي يقول ويدعو ,, اللهم اجعل شفيعي محمد صلى الله عليه وسلم ؟ , تريدُ من حبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يشفع لك وأنت راغب عن سنته ؟ ومن رغب عن سنة المصطفى فهو ليس منه .
أخي المسلم ... الله عز وجل كريم على عباده المسلمين , فمن كرمه علينا أنه أمرنا بصيام شهر رمضان المبارك فقط من بين أحد عشر شهراً ,, أي أمرنا بصيام شهر واحد في السنة , وهو شهر رمضان المبارك أحد أركان الإسلام .
و نحن كمسلمين , أحببنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , و اطعنا الله و رسوله صلى الله عليه وسلم , وتمسكنا بما جاء من كلام الله تعالى وسنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم , وانتهينا عما نهانا الله عنه و رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , و أعتقد أن صيام مثل هكذا أيام ( عاشوراء ,, أو عرفة ,,, وغيرها من الأيام الفضيلة والسنن الحميدة ) تريح الجسد وتمنع المسلم من الوقوع في المحرمات والخبائث , وقبل كل شيء تثقل ميزان حسنات الشخص المسلم في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
أخي المسلم ... كل منّا لديه أخطاء وزلات , و كل ابن آدم خطاء , فاجعل صيامك لمثل هذه الأيام الفضيلة هي كفارة لك لما فاتك من أخطاء !! ...
لا أجبر أحداً على صيام يوم عاشوراء , و ليس لي الحق في أن أفعل ذلك , و لكن هو مجرد تذكير من أخ لكم صغير , عبدٌ للرب القدير , فربنا قال في محكم كتابه الكريم : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } [الذاريات – 55] , و ها أنا أذكركم ونفسي أولاً بصيام هذا اليوم , فهذه هي سنة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم ومن الجميل أن نقتدي و نتبع سنة أبا القاسم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
صحيحٌ أن صيام يوم عاشوراء هو ليس فرض على المسلم , و لكن مثل ما قلت لكم أحبتي في الله فهي سنة حبيبنا وقدوتنا سيدنا ( محمد ) صلوات ربي وسلامه عليه , و علينا الاقتداء بسنته , فـ( محمًدٌ ) هو قدوتنا و شفيعنا يوم الحق , وهذا أقل شيء نقدمه لطاعته في الحياة الدنيا , لكي نحشر معه في عليين إن شاء الله .
و أخيراً أختم بحديث للمصطفى ( محمد ) صلى الله عليه وسلم عندما قال :
( صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ) رواه مسلم .
اللهم بلغنا يوم عاشوراء ونحن في أحسن حال ، و أعِّنا على صيامه , وأعطنا القوة والصحة والسلامة , يا أكرم الأكرمين ، هذا والحمد لله رب العالمين .
وائل الأسعد
2/12/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"