صحيفة الرسالة : أحمد: من يريد أن يرى صورة النكبة حية فليذهب للحدود السورية العراقية

بواسطة قراءة 5951
صحيفة الرسالة : أحمد: من يريد أن يرى صورة النكبة حية فليذهب للحدود السورية العراقية
صحيفة الرسالة : أحمد: من يريد أن يرى صورة النكبة حية فليذهب للحدود السورية العراقية

صحيفة الرسالة : 4/8/2008

حوار / أمينة زيارة                              

قال مسئول دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس حسام أحمد: إن اللاجئين الفلسطينيين يفرون من العصابات الطائفية في العراق التي تقتل اللاجئ الفلسطيني على الهوية، ولدينا صوراً لضحايا فلسطينيين تقشعر لها الأبدان، حيث استخدمت العصابات هناك شتى أنواع التعذيب منها استخدام المثقاب (المقدح) في تقطيع الأعضاء وبقر البطن والصدر والأذنين وجذع الأنف وقلع العيون والكي بالنار والضرب بآلات حادة على الرأس حتى الموت، حتى وصل عدد القتلى بالمئات وبالمثل المخطوفين حيث لم يعلم مصيرهم، "الرسالة" زارت الأستاذ أحمد ونقلت معاناة اللاجئين الفلسطينيين في دول العالم العربي والأوروبي في الحوار التالي..

سبعة ملايين لاجئ

وحول عدد اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية والأوروبية يتحدث مسئول دائرة شؤون اللاجئين قائلاً: وصل عدد اللاجئين إلى ما يقارب سبعة ملايين لاجئ من لاجئي الضفة والقطاع والأرض المحتلة عام 1948، و أكبر تجمع لهم في قطاع غزة حيث يصل عددهم إلى مليون ومائة ألف ثم الأردن مليون وسبعون ألف تقريبا والضفة الغربية 800 ألف، ثم سوريا 500 ألف ولبنان 450 ألف، أما عن حالهم في دولة العراق فيؤكد أحمد أن اللاجئين على الحدود العراقية السورية دخلوا عامهم الثالث بدون حل .

ويتابع: هناك موجة أخرى على الحدود السورية العراقية في مخيمين موجودين هما (مخيم التنف في المنطقة الحرام بين الدولتين والوليد داخل الحدود العراقية) والآن وصل عددهم إلى ما يزيد عن ألف لاجئ فلسطيني في مخيم التنف وضعف الرقم في الوليد، ويصف الوضع هناك قائلاً: الوضع الصحي غاية في السوء يزورهم طبيب واحد في الأسبوع فمنهم النساء والأطفال وكبار السن ويشكون من قلة المياه حيث تخرج النساء على الطريق لطلب المياه من السيارات المارة، ونقص في الغذاء حيث تراجع نصيب الفرد الواحد في الوجبة المقدمة لهم، كما أن هناك تراجع في خدمات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تنقل لهم مخصصات لثلث العدد فقط، إضافة إلى أنهم يتعرضون دائماً لهجمات متفرقة على أيدي العصابات الطائفية في العراق.

وينوه قائلاً: من يُرد أن يرى صور النكبة الحية فليذهب للحدود السورية العراقية فالناس يعيشون حياة بدائية حيث الصحراء القاحلة ويتعرضون للثعابين والعقارب، ولا يوجد لديهم أية مقومات لحياة ويتلقون مساعدات قليلة ويعيشون في الخيام، بالإضافة إلى نقص كبير في الرعاية الصحية الأولية ونقص الغذاء والماء فلا يوجد تعليم وعجلة الحياة متوقفة عندهم، موضحاً: هم أشبه بالأموات في سجن ولكن أسوأ ما في هذا السجن أن يتم عقابهم بدون ذنب تحت سمع وبصر العالم العربي والإسلامي الذي لا يحرك ساكناً.

جمع الشمل       

وعن جهود الوفود التي تصل لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين يشير أحمد: هذه الوفود لها جهد طيب ولهم مشاعرهم النبيلة ولكنها لا ترتقي لدرجة الفعل وهذا يأتي في إطار التضامن مع وضعهم ولكنهم لا يحركون ساكناً ولا تحدث هذه الوفود فعلاً حقيقياً باتجاه إنهاء معاناتهم أو تخفيف آلامهم، باعتبار أن "أي عون يقدم يجب أن يكون على قاعدة جمع شمل العائلات سواء في الأردن أو سوريا بحيث يكونون أكثر قرباً من أرضهم ووطنهم وشعبهم"، وننتظر من الحكومة الأردنية والسورية السماح بجمع شمل اللاجئين الفلسطينيين مع أسرهم على الحدود الأردنية والسورية مع أهلهم وأقربائهم وأبناء بلداتهم، لأن هؤلاء هم الأقدر على كفالتهم والتضامن معهم وتسهيل دمجهم في مجتمعهم، وعن كيفية التواصل مع اللاجئين الفلسطيني على الحدود يقول: نتواصل معهم بطريقتين أولاهما: أن لنا أقارب هناك نتواصل عبر الهاتف معهم، وثانيهما: دافع الاختصاص وهو الأهم فدورنا أن نتواصل معهم لنتعرف على أوضاعهم ونتحدث مع المسئولين المتابعين لشؤونهم هناك والسعي لإنهاء معاناتهم.

قتل على الهوية

ويشير: لقد تواصلنا من خلال وزارة اللاجئين في الحكومة العاشرة مع آية الله على السستاني وأرسلوا لنا رسالة حول إصدارهم فتوى بتحريم قتل الفلسطينيين ولكن هذه الفتوى لم توقف ما يجري من قتل وملاحقة للفلسطينيين، ولدينا صور للضحايا الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي العصابات تقشعر لها الأبدان حيث استخدموا شتى أنواع التعذيب منها بقر البطن وشق الصدر واستخدام المثقاب (المقدح) وتقطيع الأعضاء والأذنين وجذع الأنف وقلع العيون والكي بالنار والضرب بآلات حادة على الرأس حتى الموت حيث يقدر عدد القتلى بالمئات وبالمثل المخطوفين حيث لم يعلم مصيرهم ومنهم مسجونين ولكن بشكل عام هذه الأمور خفت حدتها في هذه الأيام.

وعن وضع اللاجئين في مخيم البارد يشير: لقد عارضت حركة حماس منذ البداية استخدام القوة العسكرية لمعالجة الوضع رغم أن الحركة كانت مع احترام وحدة لبنان واحترام هيبة الجيش اللبناني إلا أن البعض خرج عن التوافق الفلسطيني منذ البداية في معالجة الموضوع بطريقة سلمية وأعطى الضوء الأخضر للجيش اللبناني للمعالجة بشكل عسكري نتج عنه تدمير المخيم وتهجير سكانه، فقد مضى عام وسكان المخيم يعيشون خارجه حياة صعبة رغم أن حياتهم في المخيم كانت قاسية إلا أنهم استطاعوا إن يتجاوزوا كل مشاكلها وأن يذللوا الصعاب التي تواجههم في المخيم فالحياة الآن أقسى خارج المخيم، لأن الأسر تشتت ولا يوجد تواصل اجتماعي حتى أن إعادة بناء المخيم لم تبدأ وهم ينتظرون أن تقوم الاونروا بمسؤولياتها بإعادة بنائه.

تحرك عربي آني

منوهاً: الحكومات العربية لا تتعامل إلا مع المواضيع التي تطرح عليهم بقوة وأكبر مثال هو الحصار المفروض على قطاع غزة فعندما يشتد الحصار يكون هناك تحرك عربي آني يأتي في سياق ردات الفعل، وعن أهم المشاكل التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون يفيد أحمد: يعاني اللاجئون الفلسطينيون من مشاكل كثيرة أهمها البطالة والفقر وانتشار الأمراض ورغم كل هذا مطلوب منهم أن يكونوا رأس الحربة لمواجهة المشروع الصهيوامريكي في المنطقة في ظل حالة التخاذل والانهزام العربي، ولكن رغم ذلك فهناك الصادقون المخلصون لهذا الشعب ممن يتصدون لهذا المشروع الذي بدأ يتراجع لصالح مشروع المقاومة والمطلوب من العالم العربي والإسلامي أن يقفوا خلف هذا المشروع الذي يصنع الآن ملامح الانتصار القادم والذي ستتمثل معالمه في تحرير القدس وإعادة الشعب الفلسطيني إلى أرضه.

أوضاع قاسية

ويذكر لنا بعض قصص للاجئين تعرضوا للقتل والتهديد في العراق قائلاً: أن الفلسطينيين لا يستطيعون السير في شوارع بغداد خوفاً من بطش العصابات، وأضاف اتصل بي أحد اللاجئين الفلسطينيين وطلب عمل جوازات سفر لعائلته التي قُتل أحد أفرادها على أيدي المليشيات العراقية فكان أمامه خياران: إما جوازات السفر الفلسطينية أو الترحيل عبر الحدود وعندما تم الانتهاء من الجوازات اتصلنا عليه لنخبره اعتذر وقال كلموني بعد نصف ساعة أكون في البيت وعندما اتصلنا به قال: لا أستطيع الحديث في الشارع فإذا سمعوا لهجتي بأني فلسطيني سوف يقتلوني، إنهم يعيشون حالة من الرعب والخوف هناك.

وبالاتصال مع اللاجئ محمود العبد أحمد (67عاماً) الموجود على الحدود السورية العراقية الهارب من بطش العصابات الطائفية في العراق فقد أكد عبر الهاتف مع مسئول دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس: إننا نعيش حياة صعبة في مخيم الوليد الذي أنشئ حديثاً إلى جانب مخيم التنف حيث الحياة صعبة والجو الصحراوي القاسي جداً على الأطفال والنساء وكبار السن حيث لا يوجد ماء ويزورنا الطبيب مرة في الأسبوع، منوهاً إلى أن حركة حماس تقوم بجهدها في توصيل الطعام والخدمات إضافة الى جهود المفوضية السامية لشئون اللاجئين.