عندما نتكلم عن ظلمنا وعن مصيرنا ومستقبل أطفالنا ، وعندما نُشير على الأطراف المتسببة بذلك ونطالب بحقوقنا وحقوق أطفالنا بمستقبل وحياة كريمة ،تقف بوجهنا مباشرة شِلة من ذيول المفوضية وآساف والمنتفعين منهم ، فإنهم أصبحوا كالمرتزقة مقابل حفنة من الريالات ويطالبوننا اليوم و بشكل علني وبكل وقاحة بالسكوت ، وليس ذلك فقط بل و الإمتنان لكافة الأطراف المساهمة بالبرنامج الفاشل والتعسفي و اللامنصف بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ، فقد أصبح من الواجب علينا السكوت لا بل والإمتنان للظالم على ظلمه ..
حسناً إذاً سوف نسكت إرضاءً لهم ، ونضع في يومٍ أطفالنا على قطعة قماش ونعرضهم للبيع مع خصم ( 20 % ) كي لانُثقل على كاهل المشتري وحتى لا نكون ظُلاماً بنظر البعض ويُحبُنا جميع المنافقين والكذابين الذين إبتلعوا كل شيئ بظُلمهم ونفاقهم ، حتى حقنا بالحياة كبشر !!.
وأتقدم بكل الإمتنان للمفوضية فرع البرازيل ، ومؤسسة آساف الفاشلة ومرتزقتها على ظُلمهم اللاجئين وإهمالهم لهم وعلى براعتهم الكبيرة بالكذب والنفاق والتنصل من مسؤولياتهم تجاه اللاجئين وإهمالهم للحالات الصحية ،ويجب الإمتنان بشكل أكبر لهم على تركهم لمسنين ومرضى يقطنون الأرصفة في برازيليا منذ بداية البرنامج ليومنا هذا، وعلى العوائل والأطفال الذين ذهبوا وذاقوا مرارة الشوارع وذلها بصراع مع المرض بسبب الإهمال والمعاناة على كل الأصعدة ، وأُثني هنا كل الثناء على الخطة الشيطانية لخافير مدير فرع المفوضية في البرازيل والمتعاونين معه من أطراف فلسطينية ساعدته على أبناء بلدهم عندما خططوا لتغيير عنوان المكتب وجلب الشرطة لإرهاب وإخافة وقمع المعتصمين من مسنين وأطفال ونساء عُزل ...
وهنا يجب أن أخُص طرفاً مهماً في الموضوع وقد زعل عليه الكثيرون ممن ذكرنا أعلاه وذرفوا دموعاً كادت تغرقنا قهراً ، وباتوا ينفخون لنا رؤوسنا بكلام المثاليات الذي يحفظونه من أحد الكُتب لا من واقع الحياة والذي لا يجدي نفعاً سوى للإعلانات الهابطة فقط ، وتناسواالواقع المُر .. لذلك أُقدم جزيل الشكر للحكومة البرازيلية على إنقاذها اللاجئين الفلسطينيين من الصحراء ،وفتح الشوارع والأرصفة والحدائق والمزابل على أوسع أبوابها لهم ، شكراً على هذا البرنامج الإجرامي الذي لم يُحسب حساباً له ولعواقبه ونتائجه ومصير من تم جلبهم واطفالهم من خلاله ، نحن ممتنين للبرازيل على مستقبل أطفالنا بين اللصوص وتجار المخدرات وقطاع الطُرق، فهل هناك أجمل من أن يرى الإنسان أبنائه أفراد عصابات مسلحة ، وألف شكر لهم على خوفهم اللامحدود على المفوضية ومديرها من نساءٍ وأطفال رضع ومسنين ومرضى وإرسال الشرطة لهم عدة مرات لتقمعهم وكان من أسوائها في المرة الأخيرة وبالعدد الذي شاهدناه وكأنهم ذاهبين للحرب مع عصابة كُبرى في هجمات متكررة على المعتصمين لإرهابهم بغية طردهم وإنهاء الإعتصام ..
وأخُص هنا بالشكر المواقف الحميدة للحكومة البرازيلية من تجاهل اللاجئين ومشاكلهم ومعاناتهم وما يجري معهم على الأراضي البرازيلية ....
بالله عليكم هل هذا ما يستحقون الشكر عليه ؟ أو ما سيحدث في الأيام القادمة ؟
إنني أُوجه كلمتي بداية إلى كافة الأخوة اللاجئين الذين يعانون ويرفضون ذلك الوضع المُزري ، أيها الأخوة إننا نرى اليوم ما يحدث معنا وسنرى الغد وسنرى منهم اكثر بكثير من ذلك ، ونعرف حق المعرفة أنه ليس هناك أحد معنا سِوى رحمة من الله علينا والقلة التي تدعم موقفنا وليس بيدها حيلة ...
إن المعاناة معاناتنا ونحن أدرى بها ، فنحن من يعيش المعاناة والأوضاع السيئة وليس من يتكلم بالمثاليات ، ونحن من سيضيع أطفالهم ومستقبلهم وليس من يتكلم بالمثاليات ، ونحن الذين سيموت مرضاهم نتيجة الإهمال وليس من يتكلم بالمثاليات ، ونحن المتضررين في ذلك كله وليس من يتكلم بالمثاليات ، أُكرر وأُشدد مرة أُخرى وفي كل مرة أن الموقف لا يتطلب منا سِوى توحيد كلمتنا والتجمع عليها والعمل الجماعي لنُنقذ أنفسنا ونرى مستقبلاً تُحمد عواقبه لأطفالنا ، فإن معاناتنا واحدة ومصيرنا واحد ويجب أن تكون كلمتنا هي كذلك واحدة ، لإننا نعلم كل العِلم من نواجه ..
وأُكرر مطالبتي لمنظمات حقوق الإنسان والمنظمات المعنية بحقوق الطفل أينما وُجِدَت بالتفضل والإطلاع على أوضاعنا عن كثب ، وأُطالب بإدانة الحكومة البرازيلية وكافة المتعاونين معها بهذا البرنامج اللاإنساني بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل وإعتباره إنتهاكاً لحقوق الإنسان وحقوق الطفل ، وأُطالب بمساندة مطالبنا بالخروج من هذا الجحيم ووضع حدٍ لما يجري معنا ولمصيرنا المجهول والمعاناة التي نعانيها ....
23/9/2009
بقلم - عصام عرابي – البرازيل
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"