تعقيب على تعليقات موضوع حرمة مشاركة النصارى بالاحتفال بالسنة الميلادية

بواسطة قراءة 4607
تعقيب على تعليقات موضوع حرمة مشاركة النصارى بالاحتفال بالسنة الميلادية
تعقيب على تعليقات موضوع حرمة مشاركة النصارى بالاحتفال بالسنة الميلادية

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

لقد قرأت بعض التعليقات التي كتبت على موضوع تحريم الاحتفال برأس السنة الميلادية فمن الأخوة من أعجب بالبحث واثني عليه وبعث بالسلام لي والسؤال عني وانأ بدوري أرد السلام عليهم وأقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وتحياتي لهم وتمنياتنا لهم بالتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة ويحفظهم وأهلهم وذريتهم من كل سوء . أما الأخ الذي سأل أين اسكن ألان فموطني الجديد هو ارض اليمن المبارك الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  فيه " آتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة ، و ألين قلوبا ، الإيمان يمان ، و الحكمة يمانية " الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 53

خلاصة الدرجة: صحيح

وهناك بعض الإخوة الفضلاء استفسر عن بعض الأمور وآخرين اعترض على بعض الأشياء علما إني لم آتي إلا بالآيات والأحاديث النبوية وتفسير وشرح أهل العلم لها ولبيان الأمر فسوف أتتبع بعض الملاحظات بالتسلل متوكلا على ربي ومستعينا به ومستدلا بأقوال أهل العلم .

1- الأخ الفاضل الذي سأل عن معنى أولياء :  ومعنى الولاية في القواميس والمعاجم العربية:
القاموس المحيط: الولي: هو المحب والصديق والنصير

 لسان العرب: الولي: هو الناصر  .

والولاية تعني النصرة قال ابن كثير :  وكأن الولاية تشعر بالتدبر والقدرة والفعل.

أما عن مصاحبة النصارى فقد أجاب عنه الشيخ محمد صالح المنجد قي موقعه الإسلام سؤال وجواب :

الحمد لله

الواجب على المسلم أن يحرص على اتخاذ الرفقة الطيبة التي تعينه على الخير ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) أخرجه البخاري (5534) ومسلم ( 2628 ) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .

ولا يجوز له اتخاذ أصدقاء من النصارى ولا من غيرهم من الكفار ، قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة / 51 ، وقال تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ) آل عمران / 118 .

قال السعدي رحمه الله :

هذا تحذير من الله لعباده عن ولاية الكفار واتخاذهم بطانة أو خصيصة وأصدقاء .

تفسير السعدي ص 198

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ) أخرجه أبو داود ( 4832) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( 4045 )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) أخرجه الترمذي (2378) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 1937 ) .

فاترك مصاحبة النصارى ، واستبدل بهم مسلمين ، واحرص على صحبة الصالحين .

2-   أما بالنسبة للأخ عبد الله الذي من ارض الله الواسعة: فأقول أولا يجب علينا كفلسطينيين أن نخلع لباس المحرومية فإلى متى .الكلام موجه إلى من يسكن بلاد الغرب واعتقد إنهم يتمتعون بكل الحقوق والمخصصات التي تضمن لهم عيشا فيه شيأ من الرفاهية فإلى متى نبقى نلبس هذا الثوب . أما المسألة الثانية يا أخي العزيز الدين ليس بالرأي ولا بالذوق الدين قال الله قال الرسول قال الصحابة ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه وقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على ظاهر خفيه )إذا الدين بالدليل فمن أراد أن يتكلم بالشرع فعليه بالدليل  فلو فرضنا جدلا أن كافرا نظيفا ومسلما وسخا هل يدل هذا على صحة عقيدة الكافر الذي يؤمن إن المسيح هو الله.  وسوء اعتقاد المسلم الموحد بالله ما هكذا تورد الأمور( وكما قيل أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد ياسعد الإبل)   .( علما أن المسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم والنصراني يدخل أجلكم الله الحمام ويتمسح بالمنديل ). إن المنظر الجميل وإحساس المرء بالسعادة لايحلل الحرام فأكيد الذي يدخل الخمارة يحس بالسعادة وهو يحتسي كأس الخمر فهل يدل هذا على حل الخمر فالدين يا أخي العزيز يؤخذ بالدليل وقد قال الله تعالى "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ" أما رسم الابتسامة على وجوه أبنائنا فنستطيع أن نرسمها بأساليب كثيرة شرعية ولا يحرم الإسلام هذا من اخذ أبنائنا إلى المتنزهات والمناظر الطبيعية الخلابة وغيرها وقد سابق الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها في احد إسفاره وجعل عائشة رضي الله عنها تتكئ على كتفه صلى الله عليه وسلم لتنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب في المسجد وغير هذا كثير فلماذا نحصر أنفسنا في زوايا ضيقة قد تسبب لنا الضرر في ديننا .  أما عن استدلالك بفعل بعض أهل البدع والضلال فمن أجاز من أهل العلم هذا ومن قرره فاحتفال النصارى بيوم مولد المسيح هو شرك واللطم على الحسين والاستغاثة به شرك ولا فرق بين شرك نظيف(علما إن النصارى يقترفون الموبقات في هذا اليوم من الإباحية الجنسية وشرب لخمور وغيرها ) أو شرك وسخ فالعبرة بحقائق الأشياء لا بظاهرها على أن من تجعل مكانهم الثريا(أخشى أن تكون هذه الكلمة نتيجة تعظيم الكفار في نفسك وقد قال تعالى"لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"النحل) هم ذبح اهلك في فلسطين والعراق وغيرها من بلاد المسلمين وسلط أهل البدع علينا وحصل ما حصل .

3-   أخي محمد من السويد:أخي الفاضل من المعروف إن إخواننا الفلسطينيون قد تعرضوا في العراق إلى اضطهاد وتضييق ولم يستقبلهم احد من الدول العربية فلم يجدوا غير هذه لدول الكافرة التي قد فتحت أبوابها لهم ولو إن النصوص الشرعية تحرم السكن بين ظهراني الكفار لكن هذا من باب الضرورة وكما يعلم في القاعدة الأصولية" الضرورات تبيح المحظورات"لكن بشرط أن "الضرورة تقدر بقدرها" ففي بلاد الكفر كما في بلاد المسلمين يوجد محرمات ومباحات فالمسلم يجتنب المحرم ومخير في فعل المباح فلا يقال بالقياس المطلق أو القياس الطردي في هذا لان المحرم فعل من باب الضرورة . إضافة إلى ذلك أخي الكريم إنني أتيت بكلام أهل العلم مدعما بالأدلة وكما قال لله تعالى(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) فمن أراد الاعتراض فليعترض بكلام أهل العلم  أما قضية الدين يسر وليس عسر فسأرد عليها لاحقا وشكرا.

4-   أخي الفلسطيني من السويد: أخي الفاضل أبارك لك تمسسك بدينك وحرصك على تلاوة كتاب ربك في تلك البلاد فهذا هو حال المسلم الملتزم بدينه وأسأل الله أن يثبتنا وإياك على شرعه .ولكن أخي الفاضل في تعليقك عدة نقاط تستحق التوضيح وسأرتبها لكم تباعا .

أ‌-      من الممكن أن يظلمك المسلم وينصفك الكافر يحصل هذا ولكن  لا يكون مبررا لتصحيح مذهب ودين الكافر أو توليه أو الطعن في دين السلام فالدين يؤخذ من الكتاب والسنة وليس من أفعال المسلمين . فمثلا أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم قد دافع عن محمد

صلى الله عليه وسلم وحماه ولكن ماذا كانت النتيجة " أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر عنده عمه أبو طالب ، فقال : ( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه ، يغلي منه أم دماغه ) .

الراوي: أبو سعيد ألخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6564
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

لم يمنع الرسول صلى الله عليه وسلم مساعدة عمه له أن يحكم عليه بالنار ويعترف بكفره وهذا الكافر المطعم بن عدي الذي دخل الرسول صلى الله عليه وسلم في جواره ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه"  : ( لو كان المطعم بن عدي حيا ، ثم كلمني في هؤلاء النتنى ، لتركتهم له ) .

الراوي: جبير بن مطعم المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4024
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فالأمر الصحيح انه إذا قدم لنا الكافر خدمة نشكره عليها ونحاول مجازاته عليها كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه حيث خفف العذاب أو كما فعل في حق المطعم لكن هنالك مسألة مهمة دون تصحيح مذهب الكافر أو موالاته أو تمييع ديننا أمامه فهذه مسألة مهمة تحتاج إلى ميزان دقيق نزن به أمورنا .

ب_ ديننا يعترف بكل الأنبياء وشرائعهم التي نزلت إليهم فهذا صحيح هذا من صلب ديننا أما بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فقد نسخت تلك الأديان كلها وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا إتباعي. رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان، وهو حديث حسن."أما قولك أخي الكريم إن المسلم لا يجوز له أن يكفر أنسانا فأن قصدت بالإنسان المسلم فهذا صحيح والحمد لله من يعرفنا يجد إننا ابعد الناس عن تكفير المسلمين وكم تحملنا من أذى حين تصدينا لهذا الفكر .ومن قواعد أهل السنة والجماعة أن ليس كل من وقع( بالكفر كان كافرا )

قال ابن تيمية رحمه الله"  في كتاب ( اقتضاء الصراط المستقيم ) ص70 طبعة السنة المحمدية على قول الرسول صلى الله عليه وسلم : اثنتان في الناس هما بهما كفر " . قال : فقوله هما بهما كفر أي هاتان الخصلتان هما كفر قائم بالناس فنفس الخصلتين كفر حيث كانتا من أعمال الكفر وهما قائمتان بالناس لكن ليس كل من قام به شعبة من شعب الكفر يصير بها كافرا الكفر المطلق حتى تقوم به حقيقة الكفر ، كما أنه ليس كل من قام به شعبة من شعب الإيمان يصير بها مؤمنا حتى يقوم به أصل الإيمان وحقيقته .. انتهى كلامه رحمه الله" . لكن هل المسلم ممكن أن يكفر بعد إسلامه ممكن  فمثلا من سب الله أو الرسول أو ستهزأ يهما أو اعتنق المذهب الشيوعي يخرج من الملة وهذا نص كتاب الله " وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ" ولذا كانت كتب الفقه الإسلامي فيها باب حكم المرتد" فليراجع من شاء .

ج- أما قضية تكفير اليهود والنصارى فهي من المسلمات بنص كتاب الله " (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) {آل عمران: 85}. والإسلام بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به دون ما سواه من الأديان. ومن أصول الإسلام أنه يجب اعتقاد كفر كل من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم وتسميته كافرًا، وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين، وأنه من أهل النار كما قال تعالى: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة ) {البينة: 1}

وقال جل وعلا: (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية) {البينة: 6} وغيرها من الآيات.والمعروف ا ن أهل الكتاب هم اليهود والنصارى.
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار".
وقال تعالى" وقالت اليهود عزيز ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون …..  } [ التوبة 30 ، 31 ] . (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ .. (17) المائدة

وقوله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) المائدة وقوله تعالى عن اليهود والنصارى الذين لا يؤمنون بنبينا ولا يتبعونه :

إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا(150)أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ حَقًّا واعتدنا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا(151) النساء

هذا حكم من الله تعالى " بتكفير فرق النصارى من الملكية، واليعقوبية، والنسطورية، ممن قال منهم : بأن المسيح هو الله -تعالى الله عن قولهم وتنزه وتقدس- " [تفسير ابن كثر (2/111)] .
قوله تعالى :{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [المائدة :73] .

فهذا موضع آخر يحكم الله تعالى فيه بكفرهم .

ومن الأدلة :{ وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} [البقرة:120] فسمَّى الله ما هم عليه (هوى)، ولا يكون الهوى ديناً مقبولاً عند الله .

فهذه بعض الأدلة على أنه لا دين مقبول عند الله سوى الإسلام .. ومن الآثار التي نعتت النَّصارى بالشرك ما ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :" لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ؛ فإن السخطة تنزل عليهم)) [سنن البيهقي، ومصنف عبد الرزَّاق]فهذه أخي المسلم ادلة قطعية من الكتاب والسنة وقول السلف بكفر اليهود والنصارى ومن أراد الاستزادة فليراجع كتب العقائد الإسلامية ففيها الكثير علما يجب أن يعرف ليس حكمنا بكفرهم مبررا لظلمهم فقد عاش النصارى بين ظهراني المسلمين أفضل فترات حياتهم ولذا قال احدهم وهو من نصارى فلسطين" لعمامة صلاح الدين أفضل عندنا من تاج بابا الفاتيكان المثلث " (لا كما يظلمونا ألان في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها) لكن إذا رفعوا علينا السيف وكانوا محاربين فهذا بحث أخر يجاهدون وفق الضوابط الشريعة.

ء_ كلمة الدين يسر وليس عسر: كررت هذه الكلمة كثيرا في ثنايا بعض التعليقات  صحيح إن الدين يسر والشريعة مبنية على التيسير و القاعدة الفقهية الشهيرة (المشقة تجلب التيسير) وقوله تعالى " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"البقرة وقوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ" فالتيسر المراد هنا وكما ذكرت الآية الكريمة هو عند فقد الماء أو عدم القدرة على استخدامه يتيمم المسلم أو عند السفر والمرض يحق للصائم أن يفطر أو عند عدم الاستطاعة يصلي المسلم قاعدا أو على جنب وهكذا تجد هذا منثورا في كتب الشريعة إما  فعل المحرمات بحجة الدين يسر أو أميع الدين أو اسمع الأغاني أو لا البس زوجتي الحجاب الشرعي أو غير ذلك بحجة الدين يسر هذا لا يقوله عالم فلا نستخدم هذه القواعد الشرعية وفق أهوائنا وقد قال تعالى " يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الحساب" بل نستخدم تلك القواعد وفق استخدام أهل العلم لها.

ها_إلى الأخت الكريمة  المسلمة من النرويج :اختى الفاضلة  أولا وجزاك الله خيرا على شكرك لي . وثانيا يجب علينا أن ننطلق في حكمنا على الأشياء من منطلق شرعي وليس من منطلق عاطفي فعندنا في السلام ميزان نزن به الأمور وقد قال الله تعالى " وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ* أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ" الرحمن فما علاقة ظلم المسلمين لنا  وإحسان الكفار لنا بالموضوع فهذا شيء وهذا شيء ولا يستحسن خلط الأمور .علما إننا كمسلمين يجب علينا أن ننظر للأشياء بعينين وليست بعين واحدة فلا ننسى إن سبب مشكلتا وتهجيرنا الأول هو بريطانيا ومن معها من دول أوربا حيث اعطو بلدنا فلسطين لليهود وسلطو علينا حكاما هم وضعوهم ودعموهم ودافعو عنهم ليسومونا سوء العذاب وعندما نهرب من طغيان الطغاة يفتحوا يدهم لنا كمنقذين ليس لسواد عيوننا ولا لأنهم جمعية خيرية ولكن لان مجتمعاتهم تسمى المجتمعات الميتة اى بعبارة أخرى ليس فيها نمو سكاني بسبب قلة الزواج عندهم فنسبة الوفيات تساوي تقريبا نسبة الولادات فهذه ايطاليا مثلا لم تزد شيئا يذكر خلال خمسين عاما أما بريطانيا فخلا هذه المدة زادت سبعة ملايين فقط مع العلم إن عدد سكانها قبل خمسين عاما هو 50 مليونا فيعتمدون على زيادة نسبة السكان بالهجرة فهم يراهنون على أبنائنا وذرياتنا . فهم من جهة يسلطونه الحكام الظلمة علينا ويأخذون خيراتنا ومن جهة يستقبلوننا عندما نهرب من الحكام ليستفيدوا من أبنائنا هذا ملخص القضية  مثل المنشار يأكل على الجهتين يضاف إلى ذلك إن هجرتنا الثانية من سببها أليس احتلال أمريكا للعراق وتدميره . أختي الفاضلة يجب علينا أن ننظر إلى حقائق الأمور لا إلى ظاهرها وإلا أن نتبع إحكامنا من واقع مر أو حالة طارئة ولكن للعدل والإنصاف وهذا ما علمنا دننا إن من الكفار في تلك البلاد من عنده إنصاف وعدل لكننا لا نتكلم على الإفراد بل على المؤسسات والدول.

هذا ما استعطت  أعقب عليه من التعليقات وأخيرا ابلغ سلامي إلى ابن العم خلدون والإخوة أبو مريم والأخ حسام والى أبو حذيفة الصر فندي والى الأخ ياسر الماضي  وصديق الطفولة الأخ علاء المجيد والأخ حمودي حسني  والى كل من شارك في التعليقات كما انصح إخواني الأعزاء ومن أراد منهم أن يرد أو يعقب ير بدليل من الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم  لنكون على بينة من أمرنا وآنا مستعد لقبول أي نصيحة مقرونة بالدليل كما اسأل الله أن يفرج كريتنا ويزيح همومنا وينصر الإسلام والمسلمين اللهم أمين :

أخوكم وليد (أبو احمد الملحم)

29\12\2009

 

أرفق لكم فتوى لعلماء الأزهر والشيخ القرضاوى الموصوف بالتساهل بالفتوى تدل على التحريم   بالمشاركة بما يسمى الكريسمس :

 

وأصدر العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فتوى تنتقد ما يجري من استعدادات في العواصم العربية والإسلامية للاحتفال بـ "الكريسماس"، وقال إن هذا "حرام وعيب ولا يليق"، معتبرا الاحتفال بالمناسبة دليلا على غباء في تقليد الآخرين وعلى جهل بما يوجبه الإسلام في هذه الظروف، ورأى أن الاحتفال بأعياد غير إسلامية معناه أن الأمة تتنازل عن شخصيتها الإسلامية، مطالبا المسلمين بالحرص على تميزهم في أعيادهم وتقاليدهم.

وأيد علماء أزهريون الفتوى مؤكدين أنه لا يجوز شرعا للمسلمين الاحتفال بهذه المناسبة، لما يحدث فيه من شرب للخمور وأمور لا أخلاقية، مؤكدا أن الاحتفال به يساهم في طمس الهوية الإسلامية للبلدان العربية، كما أنه أحد أشكال التغريب، لأن ما يحدث في الدول العربية بدءا من الترتيب والاستعداد للاحتفال ونهاية بالاحتفال برأس السنة الميلادية يشبه ما يحدث في الدول الغربية، في مقابل عدم القيام باستعدادات مماثلة للأعياد الإسلامية، وعلى رأسها عيدي الفطر والأضحى وعيدي رأس السنة الهجرية والمولد النبوي.

واعتبر الدكتور محمد عبد المنعم البري المراقب العام لـ "جبهة علماء الأزهر" أن احتفال المسلمين بـ "الكريسماس" والاستعداد من جانب أصحاب المحلات لبيع شجرة الكريسماس والخمور والهدايا التي تشكل جزءا من هذا الاحتفال دليلا على "ضياع" خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتساءل: هل نجد في العواصم الغربية مظاهر للاحتفال بالأعياد الإسلامية مثلما يحدث بالعواصم العربية والإسلامية من مظاهر احتفال بالكريسماس وكأنه عيد من أعياد المسلمين؟.

وحذر البري من الاحتفال بالمناسبة لكونها مناسبة غير إسلامية، قائلا: لا يليق بهذه الأمة أن تحتفل بما يسمى عيد الكريسماس، لقوله تعالى: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

ورأى الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ الفلسفة والأخلاق الإسلامية أن من يحتفلون بعيد الكريسماس "هم أناس لا يعرفون الفرق بين الحلال والحرام وكل شغلهم الشاغل هو شرب الخمور والمسكرات وقضاء الليالي الحمراء، فهي فئة بعيدة كل البعد عن الإسلام ولا تعي حقيقته كما أنهم لا يعرفون ما معنى هوية إسلامية".

وينظر إلى احتفال بعض المسلمين بعيد الميلاد، بأنه يمثل ازدواجية ثقافية وخليط ثقافي غريب يحمل من خلاله الشخص بعضا من الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية والإلحادية، مؤكدا أنه لا يجوز شرعا الاحتفال بشرب الخمور والعربدة.

بدوره، استنكر الشيخ فرحات سعيد المنجي مستشار شيخ الأزهر سابقا الاحتفال بهذه الأعياد التي يباح فيها كل شيء من لهو وشرب للخمور وسلوكيات بعيدة عن الإسلام، وإن أكد أنه يجوز للمسلم فقط بالتهنئة إلى المسيحيين المحتفلين، دون مشاركتهم احتفالهم، لأنهم "لم يقاتلونا في الدين أو يخرجونا من ديارنا انتهى.

الحقت هذه الفتوى حتى لا يقال ان فقط علماء السعودية هم من يرى تحريم هذا الاحتفال.

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"