قبل أن أبدأ في هذا الحوار مع الذات أود أن أسال نفسي من أنا وأين أصبحت ، جوابي انا فلسطيني لاجئ هُجر أهلي من بلدي فلسطين من مدينتي حيفا عام 1948 على ايدي العصابات الصهيونية وعاش اهلي مرارة التشرد والتنقل من داخل فلسطين وبعدها العراق ومرارة التنقل في العراق ما بين الشمال والجنوب ومنها الى بغداد وبعد ستين عاماً من المعاناة اجد نفسي خارج البلد الذي ولدت فيه مرغما وليبس بمحض ارادتي نتيجة القمع والقتل والخطف والمداهمات واسباب كثر لا تعد ولا تحصى .....
وبعد ذلك اجد نفسي لاجئ غير مسجل لدى الانوروا والمنظمات الدولية في سجلاتها وأنا بدون هوية ولا جنسية وجواز سفر ، انه الضياع في كل معنى الكلمة لا اهل حولك ولا اخوة ، العائلة الواحدة موزعة في عدة بلدان في الشتات وضاع النسيج الاجتماعي والعائلي هذه الهجرة أصعب وأشد وأكثر قسوة من هجرة 1948 لانهم هاجروا كلهم كتلة واحدة وكذلك نحن في القرن 21 في عصر المدنية والتطور والحضارة والتكنولوجيا والمعلوماتية ، نحن لاجئون لا يوجد على هذا الكوكب شعب مشرد في هذا القرن سوى شعبنا ، الكل يبحث عن مهجر يبحث عن دولة تقبل او توافق له بالهجرة وتعتبره لاجئ وهذا مكسب او انجاز يوازي تحرير فلسطين .
اين كنا واين اصبحنا كنا نبحث عن عودة الى شواطئ حيفا الى بر الامان الى ارضنا الطيبة كنا نبحث عن عودة الى فلسطين لقد قدمنا عشرات الشهداء والاسرى خضنا كل اشكال النضال كنا نختلف على الاسلوب ووجهات النظر متضاربة ومتباعدة في طريقة العمل والاسلوب ولكن نتفق جميعا على هدفنا هو تحرير فلسطين ونتوحد دائما ضد عدونا العنصري الهمجي الاستيطاني كانت الحناجر والاقلام والبنادق تتوجه نحو هذا العدو ضد ممارساته في قضم الاراضي والتهويد والقتل والتهجير وليس ضد بعضنا البعض .
احب ان أسأل نفسي اولا أليس نحن مهجرون وأصبحنا في أكثر من ثلاثين دولة ألم تتمزق أحلامنا وعلاقاتنا وتمزقت العائلة الواحدة أرجو من الجميع التوقف والتأمل في هذا الواقع المحزن الأليم ...
فلنبدأ في مراجعة الذات يمكن أن نكون نستحق ذلك وهذا ربما غضب رب العالمين سبحانه وتعالى علينا أو ان المؤمن مبتلى وهذا ابتلاء فلنسلم في أحد الخيارين او كليهما معاً .
الخلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية جيدة ولكن ان تتوجه حناجرنا واقلامنا وبنادقنا ولو كان عنا بنادق لوجهناها ضد بعضنا البعض ، كفانا سخف كفانا نشر غسيل بعضنا البعض على الصفحات الالكترونية نحن نمر بأكبر مؤامرة على شعبنا الفلسطيني ان كان في اراضي 1948 او في الضفة الغربية او اكبر حصار على شعبنا الصامد والمحاصر الصابر في غزة او على شعبنا الفلسطيني في الشتات في لبنان ما زالت المخيمات مدمرة مرورا في العراق أو شطب حق العودة وتهويد القدس ......
كل هذا لا يستحق منا التوقف والتكامل ومراجعة الذات ولكن عن القدح والذم والبحث عن طرق أخرى للعمل توحدنا نحو فلسطين .
رجاءاً من توجد له كلمة تجمعنا نحنو فلسطين من كلمة تخدم شعبنا كلمة توحدنا ضد عدونا الصهيوني نقول له اهلا وسهلا فلنكتب كلنا لفلسطين أن نكون أوفياء لدماء شهدائنا .
ابو العبد
7/1/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"