وبعد:
ان صفة البطل والبطلة لا تطلق
جزافا على إي إنسان، فمختصر تعريف البطل والبطلة والبطولة هو صفة الذي يقوم بأعمال
مميزة نحو الخير والإبداع والكرامة والحرية.. هو الذي أتى أو قام أو أنجز عمل
متفرد خالد لاجل صالح الامة وقيمها وطموحها.. سواء كان ضحى بدمه ونفسه او عرقه او
جهده او ماله او مواقفه الجريئة أو انتاجه الفكري او في غزارة انتاجه الفكري
والعلمي الذي يصب كله في إعلاء شان الأمة وبيان قيمها وثوابتها وخدمة المجتمع
وتحقيق الكرامة والسيادة والحرية للبلاد والعباد.. والهدف من ذلك كله ابتغاء مرضاة
الله سبحانه وتعالى وتحقيق العبودية لله في الأرض.
في يوم الأربعاء 9 نيسان عام 1948م استشهد
بإذن الله على ثرى القسطل قرب القدس عملاق الجهاد الفلسطيني القائد الأسطورة عبدالقادر
الحسيني (أبو موسى) في معركة بطولية ضارية غير متكافئة.. وخلا الميدان من احد أبطال
المقاومة والصمود الفلسطيني في وجه المشروع العدواني الصهيوني.
من سلبيات وأخطاء بعض الساسة الفلسطينيين انه خرج 10.000 عشرة ألاف شاب
ورجل فلسطيني في تشييع القائد عبدالقادر الحسيني قائد قوات الجهاد لدفنه في
القدس.. كثير من هؤلاء هم مقاومون مجاهدون يحملون السلاح.. وانشغلوا في هذا الأمر..
ولو لساعات.. أو نصف نهار ..؟.
بعد استشهاد بإذن الله عبدالقادر
الحسيني انفردت العصابات الصهيونية المسلحة المدربة المنظمة بقرية دير ياسين
القريبة الآمنة.. وحين ناقش قائد القوات الصهيونية التي اقتحمت دير ياسين، ناقش
ساسة الصهاينة على هذه العملية الإجرامية وما تتركه من صدى وضجة واثر في العالم
يؤثر على سمعة الصهاينة وولوغهم بالدم، اجابهم قائد المجموعة المجرم (مناحيم بيغن)
نحن ننفذ ونقتل ونطرد ونشرد أهل المدن والقرى.. وانتم صرحوا بالشجب والاستنكار
وبأنكم لا ترضون ولا تعلمون..!؟ هذا جزء من سلوكيات الصهاينة في فلسطين على مر
السنين.. كما وردت في كتابهم و مذكراتهم.
دخلت العصابات الصهيونية المسلحة قرية دير ياسين بعد منتصف الليل ليلة 9
على 10/4/1948 معززة بعشرات الدبابات ومئات العناصر المسلحة ومعهم الرشاشات فضلا
عن البنادق والقنابل وأنواع السلاح.. اخذوا ينسفون البيوت على أصحابها.. ويقتلون
الناس العزل بهمجية وغدر وحقد.. يقتلون الأطفال.. والنساء... والشيوخ.. والرجال
العزل.. يطلقون النار على كل شيء يتحرك.. بقروا بطون الحوامل (بالحربة) أي السرنجة
وكان هؤلاء المجرمون حين يبقرون بطن المراة الحامل بكل وحشية وجسارة يتراهنون استهتارا
بارواح البشرية يقول احدهم للاخر بسخرية في بطن هذه ولد، يقول الاخر لا في بطنها
بنت، وكانهم يغرزون (الحربة) في بطيخة , هذه هي بعض سلوكيات الصهاينة.. اعتدوا على
الاعراض.. نهبوا الممتلكات.. دمروا ونسفوا البيوت على من فيها.. قتلوا البشر.. من
دون رحمة .. لان الصهاينة لا يعرفون الرحمة .. لان الحركة الصهيونية حركة عنصرية
ارهابية اجرامية هدامة مدمرة .. قدوتها النازية , تتستر و تتمسح بالدين المحرف و
المزيف.
في بيت (عائلة الحاج عايش ابو محمد) في دير ياسين عندهم بندقية قديمة وبعض
الرصاصات دفاعا عن النفس ولمثل هذا اليوم العصيب، عندما توسعت اعمال القتل
والاجرام الصهيونية وتمت مهاجمة البيوت والعوائل الفلسطينية الامنة فتصدى لهم
الشاب محمد بن الحاج عايش مسك بندقيته واخذ يدافع عن نفسه وعائلته وقريته ومصيره..
يسدد الطلقات للصهاينة الذين ردوا بكثافة على المصدر فوقع جريحا.. بل شهيدا بإذن
الله مضرجا بدمه الطاهر بإذن الله .. دمه الزكي بإذن الله.
من بعده اخذ البندقية الحاج
والده عايش ابو محمد وهو رأى ما راى من هول الماساة والظلم مسك بندقية ولده واخذ
يسدد الطلقات نحو تجمعات وعناصر الصهاينة المعتدية.. قاتل.. وصمد.. وتحدى الصلف
الصهيوني.. حتى استشهد بإذن الله ... مضرجا بدمهم الطاهر لحق بولده .. لحق بقوافل
الشهداء الابرار بإذن الله .. إن شاء الله يشكو إلى اليه ظلم الصهاينة .. وتخاذل
الحكام والقادة في هذا الموقف الرهيب الشديد كانت الفلسطينية حلوة زيدان ام محمد
قد رأت من صمود وبطولة ولدها محمد واستشهاده بإذن الله .. ورأت بسالة زوجها وصموده
واستشهاده بإذن الله .. وكانها فارسة من الفرسان تخوض الحرب اذا فرضت عليها..
تخوضها بقوة وجراة.. وايمان عال بالله.
الفلسطينية (حلوة زيدان) امسكت بالبندقية والتي لا زال بداخلها بضعة رصاصات
واخذت تطلق النار على عصابات الصهاينة بكل جسارة وشجاعة وكانها تستعيد دور بطولة
الصحابية نسيبة الانصارية (ام عمارة) رضي الله عنها في معركة احد لقد سددت
الفلسطينية حلوة الرصاص للصهاينة بكل شجاعة.. استبسلت.. حتى استشهدت بإذن الله استشهاد
بإذن الله الابطال الفرسان في الميدان.. اي عائلة مجاهدة هذه..؟! لله درك يا حلوة
زيدان .. يا اخت الرجال.
تحية اعجاب ورحمة للعائلة المؤمنة المقاومة الشهيدة بإذن الله .. اليست هذه
البطولة هي اغرب من الخيال.. لكنه فعل الايمان بالنفوس المؤمنة.. المدافعة عن
عقيدتها وكرامتها ودينها ووجودها ومصيرها.
ان بطولة هذه العائلة.. وعلى الاخص بطولة و مقاومة واستشهاد بإذن الله
الفلسطينية حلوة زيدان هي وقفة ابية مشرفة من مئات المواقف التي وقفها ابناء
فلسطين خلال قرن من الجهاد والمصابرة والنضال والصمود.. بوجه النازيين الصهاينة
المعتدين الجدد.
وارتكب الصهاينة مجزرة وحشية يندى لها جبين الانسانية.. مجرزة وحشية وجريمة
بشعة اقترفها الصهاينة المعتدين بقتل 254 انسان مدني اعزل آمن بريء.. تم قتلهم
بوحشية ثم التمثيل بجثثهم وازهاق ارواح الاطفال.. النساء.. والشيوخ.. والرجال
والعزل.. خلال ساعات بواسطة احدث الاسلحة الفتاكة.
نفذ هذه المجزرة المأسوية عناصر عصابات الصهاينة العسكرية الإرهابية
المدربة المسلحة وهم اعضاء منظمتين صهيونيتين ارهابيتين هما منظمة (الارغون) وتسمى
(تسفاي ليئومي) المعروفة باسم (اتسل) رئيسها الارهابي العريق المجرم (مناحيم بيغن)
والمنظمة الصهيونية الثانية التي اشتركت في هذه المذبحة هي (شتيرن) نسبة إلى
مؤسسها الصهيوني الارهابي (ابراهيم شتيرن) واسم ابراهيم براء من هذه النفوس
المريضة الشاذه الشريرة، وتعرف ايضا باسم (ليحي) كذلك منظمة وعصابة (الهاجانا) قد
لعبت دورا في مذبحة دير ياسين.. التي غدت هذه المذبحة وهي الابادة الجماعية
الماساوية الرهيبة رمزا للشر وللارهاب الصهيوني.. على مستوى العالم.. وخلال القرن
العشرين والقرن الواحد والعشرين و الى قيام الساعة بإذن الله.
وقد كتب وتحدث الارهابي (مناحيم بيغن) الكثير معترفا بجريمته غير مبال، غير
نادم لان الجريمة والشر متاصلة في نفسيته المريضة الشاذة، قال عن مذبحة دير ياسين:
(ان الفلسطينين دافعوا عن بيوتهم ونسائهم واطفالهم بقوة، فكان القتال يدور
من منزل إلى منزل، وكلما احتل
الصهاينة بيتا فجروه على من فيه بالمتفجرات واصابع الديناميت الشديدة الانفجار
والاذى).
بدات المجزرة بعد منتصف الليل 9 على 10 نيسان 1948 في الصباح تقدمت عصابات
الصهاينة بشكل بطيء ثم بعدها تم احتلال القرية الذين يريدونها خالية من السكان.
دخل عناصر ومسلحو عصابة (شتيرن) الارهابية الاجرامية المسلحة تتقدمهم سيارة
مصفحة تحمل مكبرا للصوت وهدفهم للوصول إلى قلب القرية وهم يذيعون قائلين خادعين
الفلسطينين اهالي القرية العزل:
انكم مهاجمون بقوة اكبر منكم ان المخرج الغربي لدير ياسين الذي يؤدي إلى
قرية عين كارم مفتوح امامكم وغادروا القرية سريعا وانقذوا ارواحكم...!؟.
لكن سكان القرية العزل صدقوا هذه الخديعة وهذه الفعلة الغادرة، صدقوا
النداء فخرجوا من بيوتهم للنجاة بانفسهم لا يحملون شيء.. ولا يوجد عندهم سلاح..
لما خرجوا تم حصدهم بالرشاشات صغارا وكبارا اطفالا ونساءا.. ثم قتلهم بالرصاص من
قبل عصابات الصهاينة والاجهاز عليهم جميعا الا ما نجى باعجوبة وهم افراد قلائل كتب
الله لهم الحياة والنجاة ليحدثوا العالم عن هول الجريمة، تقدمت نحوهم ايضا فرق
المتفجرات التابعة لعصابات (الارغون) و(شتيرن) و(الهاغاناة) واطلقوا الرصاص على كل
كائن يتحرك.. ثم نسفوا غالبية البيوت.
هذه المجزرة الصهيونية التي قال عنها الكاتب اليهودي (هاري ليغن) في كتابه (القدس والمعركة):
(انه عمل فظيع نحو قرية لم تقترف اثما)
ارتكب وقاد مجزرة قرية دير ياسين الارهابي السفاح (مناحيم بيغن) والذي
اصدر احد كتبه (يوميات
الثورة) وغيره، يسخر ويعترف فيه بانهم قرروا القيام بمذابح ضد الفلسطيين وطلب من
بن غوريون وغيره من زعماء الصهاينة السياسيين ان يستنكروا العمل وانه لا علم لهم
به...!! هكذا توزيع ادوار الشر والجريمة..!.
(مناحيم بيغن) هذا القاتل تم بواسطة عصابته القاء القبض على عدد من الضباط
والجنود البريطانيين في فلسطين في الاربعينات من القرن الماضي، وتم ربطهم و
تعليقهم على اجذع الشجر ثم جلدهم.. وتعذيبهم.. واذلالهم وقتلهم... حتى ان اسم هذا
المجرم موجود في سجلات الشرطة البريطانية في لندن و(الانتربول) الدولي له سجل من
ضمن المجرمين الدوليين المطلوبين للعدالة .. وعليه القاء القبض على سوء اعماله..
وجرائمه .. ومن المطلوبين دولياً .. على جرائمه.
في عام 1982 في ايلول اتفق هذا المجرم مع المجرم شارون على تنفيذ مذبحة
صبرا وشاتيلا وازهاق 3000- 4000 نفس بريئة في بيروت... بعلم الادارة الامريكية
الظالمة المتصهينه خلال ايام الاربعاء و الخميس والجمعه .. في أيلول.
بعد السبعينات من القرن الماضي سافر هذا السفاح من تل ابيب إلى القاهرة ثم
إلى الاسكندرية ليجتمع مع الخائن والعميل (انور السادات) بصفته رئيس وزراء الكيان
الصهيوني ويطلب منه حذف ايات قرانية من المناهج الدراسية في مصر في كافة مراحلها
وعلى الاخص الآية:
{ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن
بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ كَانُواْ
لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } سورة المائدة : الآيات 78- 79.
اجل ان السفاح (مناحيم بيغن) وما يسمى انذاك (رئيس وزراء الصهاينة المحتلين
في فلسطين) يركز على تغييب هذه الآية ، لان هذه الآية الكريمة ومئات غيرها
تعريهم.. تكشفهم.. تكفرهم تفضح سوء افعالهم واعمالهم الشريرة.. وفات هؤلاء الاشرار
ان هذا القرآن الكريم الذي هو من عند الله سيبقى يتلى في كل يوم وكل ساعة في كل
العالم إلى قيام الساعة... والى ان يرث الله الارض ومن عليها.
مهما طال ظلام الظالم وبغي الباغي لنا موعد مع النصر المؤزر بعون الله،
نعانق المسجد الاقصى والقدس وفلسطين.. بعبق شجر الزيتون والبرتقال.. ثم بارادة
السواعد القوية المؤمنة المتوضئة.. ونبقى نتلو كتاب الله ولا ولن نساوم على ذرة
تراب ولا شبر من ارض فلسطين لانها غالية وقضية تمس العقيدة. ولم نستسلم والمصير
والطموح والوجود الفلسطيني (12 مليون) والعربي (350) والإسلامي ( اكثر من 2 مليار
مسلم ) .
وان الكيان الصهيوني العنصري العدواني
الغاصب زائل لا محالة بإذن الله .. ومن افرازاته مؤخرا صنع فيلم سخيف يريد النيل
من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ومن افرازات هذا الكيان المستكبر قتل واعتقال
وطرد الفلسطيين مع اشراقة كل يوم... ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. قال
الشاعر:
يا قدس هذا زمان الليل فاصطبري فالصبح من رحم الظلماء مسراه
يا قدس لا تقلقي فالحق منتصر وصاحب الحق
ليس يرده الله
ما دام في القلب عهد قد حفظناه وفي اليمين كتاب ما
تركناه
والحمد
لله رب العالمين
14 / 9 / 2013
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"