ج10: إجزم جبع عين غزال في مناورات ومذكرات فوزي القاوقجي القائد ..!
فوزي الدين القاوقجي ( الجنرال ) العربي اللبناني( الجنسيه والمولد) الذي لمعت صورته ، وذاع صيته ، و برقت شهرته عبر عدة مغامرات بين بهلوانية و مشبوهة ، مغامرات مفبركه و سيرة غامضة ، أمامها اكثر من علامة استفهام ، و علامات تساؤل ،قيل انه اشترك في الثورة السورية عام 1925م التي قامت ضد الاحتلال الفرنسي من قادتها ابطال سوريا ( الشام ) منهم سلطان الأطرش و البيطار و الجابري .. و عشرات من القادة الأحرار ، لا اعرف ما هو دور فوزي القاوقجي في المقاومة الذي حصل بموجبه على أوسمة و نياشين و ثناء من مخابرات الجيش الفرنسي الذي اعدم ابطال سورية ، و عمل مع المخابرات الفرنسية كما هو ذكر ذلك في مذكراته .. ؟! ماذا كان عمله مع المخابرات الفرنسية ليحصل على وسام او اوسمه وتكريم ...
دخل فلسطين قادماً من العراق عبر شرق الاردن للمشاركة في ثورة فلسطين الكبرى 1936 – 1939م على رأس [ 400 ] مجاهد و ثائر معظمهم من العراقيين و الفلسطينيين و غيرهم من الأشقاء العرب . و دخل بقدرة قادر كقائد أعلى لثورة فلسطين في حين ان قادة كل ثورات التحرير و المقاومة في العالم يكون القائد قد تدرج في مناصب الثوار و الثورة القيادية .. و ليس رأساً يكون في قمة الهرم و بمثل هذه السرعة ..!! بعد ان عبر الحدود على اساس انه ضابط عربي وله خبره عسكريه ..؟؟!!
اما ثورة فلسطين في 20 نيسان 1936م فقد كانت ثورة تحررية كبرى أشعل فتيلها الشيخ فرحان السعدي والشيخ عطية احمد عوض ( رحمهما الله) قامت الثورة على إثر ثورة و استشهاد القائد المربي الشيخ عز الدين القسّام و قام الإضراب الشعبي الذي دام (6) أشهر و استمرت المقاومه والثورة أشهر و أعوام .. حتى أن معظم الريف و القرى باتت تحت سيطرة الثوار الابطال و في الليل حتى بعض المدن ساقطة بيد الثوار ..
إنه إضراب شعبي بطولي طويل ناجح و رائع ضد مؤامرة الانكليز و ظلمها .. و ثورة فلسطينة عربية إسلامية تحررية كبرى ..1936 – 1939م .. إنها مقاومة مشرفة لمجاهدي فلسطين الأحرار الأبطال.
كان لثورة فلسطين رجالها وروادها وقادتها و لجانها الشعبية و ادواتها الراصدة و محاكمها الخاصة و عيونها الساهرة و أنصارها في عمق الشعب الفلسطيني كله .. و للثورة و الثوار سيطرة فعلية شبه تامة على الأوضاع و البلاد و العباد .. لولا تضليل و تآمر بعض ملوك و حكام و رؤساء الدول العربية ..
كانت المؤامرة .. و الطامة الكبرى حين اصدر هؤلاء حكام العرب بيانهم السياسي و ندائهم الشهير المخادع المؤامرة بإيعاز و توجيهات من دوائر و إدارة الانكليز في ( لندن و القدس و حيفا و القاهرة ) و هذا النداء البيان الخادع القاضي و المتضمن دعوة للمجاهدين بوقف المقاومة ..بدون شروط بدون ضمانات و ذلك اعتماداً على حسن نوايا - صديقتنا بريطانيا - إنها الخديعة و الخيانة بعينها .. كان للقائد (الجنرال) فوزي القاوقجي دوراً مرسوماً مريباً و موضع شك لمثل هذا المرحله العصيبة ، لمثل هذا الموقف ، فهو مثلاً (كقائد ثوري وصاحب مشروع استشهادي)لم يرفض هذا النداء و الاستمرار بالمقاومة ولو ليوم واحد ، او بطلب عقد مجلس لقادة المقاومة للشورى و دراسة الموقف ، لدراسة الموضوع و طلب مهلة 48 ساعة مثلاً على الأقل لدراسة الموقف مع القادة و الثوار في الميدان..
ماذا كان موقفه و دوره كقائد .. فهو الذي اصدر بيانه الفوري و العاجل و السريع الشهير للثوار و المجاهدين على تراب فلسطين بإلقاء السلاح و وقف القتال و الإخلاد للسكينة و رمي السلاح .. و تنفيذ الأمر خلال ساعتين ..!! اجل خلال ساعتين ..!! رغم ندرة وسائل الاتصال وضعف الاعلام انذاك ..!!
كيف نفذ هذا الآمر قرار وقف المقاومة خلال مدة ساعتين .. ولم تكن آنذاك وسائل إعلام مثل اليوم ..متوفرة .. و كأنه يعد العدة لهذه المهمة إعداد مسبق و منظم من قبل ، إضافة لذلك فأنه دخل في خلافات مفتعله حادة وازمة ثقه و انقسامات و معاداة قادة ابطال في فلسطين الذين لا يشق لهم غبار لا في إيمانهم ولا في وطنيتهم و لا يشك في تضحياتهم ولافي نزاهتهم و مكانتهم في المقاومة الفلسطينية .. ثم قضوا هؤلاء شهداء كرام على ثرى فلسطين إما صعوداً للمشانق .. و إما قتلوا برصاص الجيش البريطاني الصهيوني في ساحات المعارك .
و هؤلاء الذين اختلف او اختلق الخلاف معهم و اضعف الثورة و المقاومة ، و اضعف الصف الوطني في فعله ، من هؤلاء الذين اختلف معهم قائد و مفجر ثورة 1936م القائد الشيخ فرحان السعدي الذي أعدمته بريطانيا و في شهر رمضان ( 27/11/1937م) ، ثم اختلف القاوقجي الاختلاف المفتعل الآخر عدة مرات مع القائد الأسطورة الشهير الشهيد عبد القادر الحسيني الذي استشهد في معركة القسطل - الغير متكافئة – يوم الجمعة 9 نيسان 1948م.
قد يكون فوزي القاوقجي لعب دوراً سياسياًاًً مخابراتياً و تواطؤاً مع الاحتلال الفرنسي في سوريا ثم تحول مع الاحتلال البريطاني في فلسطين .. مثل ما لعب هذا الدور المزدوج المشبوه من قبله ومن بعده كثيرون لعل منهم : الجنرال كلوب باشا ( أبو حنيك و أبو فارس ) ، و لورنس الجاسوس البريطاني الصهيوني سيء الصيت مفجر الثورة العربية ضد الاتراك ، عبدالله فيلبي و عبد الإله و الملك فاروق و كاميليا – ليليال كوهين –ولياليها الحمراء في قصر عابدين والتي كانت والملك فاروق وادمون جهلان وبولي وراء صفقه الاسلحه الفاسده في حرب فلسطين 1948 واغتيال الداعيه الشيخ الامام الشهيد حسن البنا عام 1949، و الإخطبوط الصهيوني ناحوم حاييم الذي جمع (8)ثمانية ملايين جنيه مصري وقدمها لعصابة الصهاينة في فلسطين قبل عام 1948 ويوسف قطاوي الذي منع اي تعاون مصري فلسطيني وهوا من يهود مصر ولكنه صهيوني وذلك عندما زار طلعت حرب فلسطين عام 1928 لتأسيس بنك (فلسطين – مصر) ووفق على مشروعه الا ان يوسف قطاوي وشيكوريل ( من يهود مصر) الاعضاء في مجلس اداره بنك مصر حالوا دون تأسيس بنك ( مصر فلسطين ) حتى لا ينافس البنوك الصهيونية في فلسطين..!!؟؟ ثم عين القطاوي وزيراً في ما بعد لتكون زوجته رئيسة وصيفات قصر الملك فاروق لتكون كل اسرار الدوله المصرية تحت تصرف هؤلاء الصهاينه في ارض الكنانه.... هؤلاء و أمثالهم .. الذين تقنعوا بلباس العروبة او الوطنية و هم جواسيس لأعداء العروبة .. و لأعداء الاسلام ..
إن تولي قيادة القاوقجي الثورة التحررية الفلسطينية الكبرى 1936 -1939م كقائد عام للثوار و في كل فلسطين وبهذه السهولة ، و بين ليلة و ضحاها ، يطرح علامات الاستفسار و الاستفهام ..؟ فضلاً عن سلوكه داخل المقاومه الفلسطينية .
إن فوزي القاوقجي كضابط و له خبرة عسكرية .. هذا ليس سبب كافٍ لان يتولى قيادة الثورة الفلسطينية فوراً ، و هناك ضباط وقادة اخرون مثله مثل سعيد العاص ومحمد الاشمر ومحمد الاحنيطي وعبد القادر الحسيني و آخرون .. هذا ليس سبباً كافاً و مقنعاً لان الخبره العسكريه مطلوب معها الاخلاص والايمان والعمل في سبيل الله .
او انه له مغامرات و حروب خاضها و خبرة و معارك قادها او اشترك فيها .. إن هذا ايضاً لا يكفي لأن يكون او نجعله نزيهاً أميناً و فياً صادقاً مؤمناً .. و هذا ليس دليل على انه له مثل هذه الصفات و هو المعروف ( بمعاقرته النساء و شرب الخمر في ميدان فلسطين ولبنان 1948عام ) وتحوم حوله الشبهات وعلامات الاستفهام العديدة
من جانب أخر ان الجيش و الإدارة البريطانية المجرمة طاردت ثوار فلسطين و على الأخص القادة ، طاردتهم كلهم و أعدمتهم و قتلتهم وشردت اخرين .. و القاوقجي أمامها يجتمع كلما شاء كلما أراد على انفراد بالضباط الانكليز - في حرب 1948م - اجل لقاءات سرية مشبوهة متكرره ينفرد بها ...؟
القاوقجي في مذكراته تطرق الى موقف و حالة القرى الفلسطينية الثلاث الصامدة : اجزم ، جبع ، عين غزال التي تعبت و عانت من الموقف العسكري او الحربي المتدهور .. و كانت بأمس الحاجة للدعم العسكري و بأنه لم يتمكن من مساعدة اهلها ، على اعتبار ان هذه القرى الثلاث اقرب على الجيش العراقي منه ، و المسافة كما يقول ثلاثة عشر كيلو متراً .. هل هذا مبرر ..؟ و كأنه بل يكشف نفسه بأنه يعمل وفق قواعد مرسومة وفق حدود معينة وفق قواعد لعبه عربية رسمية مقيدة جامدة محدودة يتقيد بها ، و لم يتصرف ، و لم يتحرك كثائر و مقاتل و قائد و طني و كمجاهد كما كان يتصرف عبد القادر الحسيني و عبد الكريم قاسم و الضابط عمر علي و البكباشي البطل احمد عبد العزيز والضابط السوري الشهيد سعيد العاص .. و عشرات أمثالهم ، ان موقفه هذا لا يمكن وصفه إلا بالموقف العاجز ، و المتخاذل ، و موقف مرفوض مطلقاً ، في منطق الثوار والمقاومه ، و مرفوض في منطق نظام الجيوش ، و لا يوجد لدى القاوقجي أية مبررات علمية منطقة مقنعة .. لهذا الموقف السلبي المُشين المتفرج ، هل كان سيقف موقفه هذا الابطال القادة الشهداء ( الذين قضوا نحبهم .. و الذين ينتظرون دورهم .. ) على سبيل المثال – لا الحصر :
القائد فرحان السعدي ، المجاهد القائد عبد الرحيم الحاج محمد ، حسن سلامة والقائد عارف علد الرزاق وعارف الحمدان ويوسف سعيد ابو دره ، القائد الضابط سعيد العاص ، الضابط المصري الشهيد احمد عبد العزيز ، الشهيد القائد عبد القادر الحسيني ، القائد عمر علي ، الذي أمد هو و إخوانه أمد المناضلين الفلسطينيين بالسلاح المتيسر و الذخيرة و الخبرات و التدرب ، ثم من هؤلاء مصطفى السباعي و الضابط محمود شيت خطاب وخليل سعيد ، و عبد الكريم قاسم و محمد محمود الصواف .. و الآلاف غيرهم مثلهم عسكريون و مدنيون عملوا وفق ما يملي و يفرض عليهم دينهم و أخلاقهم و ضميرهم وعقيدتهم ...
إن كل مقاوم حر شريف مخلص صاحب مشروع كفاحي يلتزم بالثوابت الشرعية في الدفاع عن عقيدته و وطنه و ارضه و أمته .. يعمل فوراً وفق جوارحه و ضميره و واجبه .. و تقديم المساعدة الفورية اللازمة بالمتوفر ، بالممكن ، لإخوانه الذين هم بأمس الحاجة لهذه المساعدة ، مساعدة عسكرية تعبوية مادية او أدبية و معنوية ... قدر الإمكان .. المهم المساعدة .. المهم التحرك و الفعل ..ولو تقديم مساعدة متواضعة عملاً بالحديث الشريف ( ولا تحقرن من المعروف شيء) وذالك بهدف رفع الضغط والحصار والظلم عن المجتمع المدني الاعزل المحاصر .. في هذه القرى او في غيرها.
فهذه القرى الثلاث المُقاومة الصامدة بعون الله ، اجزم ، جبع ، عين غزال و غيرها ، عاشت ظروفاً عصيبة و في حالة يرثى لها من شحة السلاح وقله ونفاذ التموين والطعام وشدة القصف الصهيوني والحصار و اهلها صامدون يقاومون بالممكن .. صابرون .. يشاغلون العدو .. و يقطعون طرق إمداداته .. يناوشونه .. كلما وجدوا الى ذلك سبيلاً ..
ذكر القائد فوزي القاوقجي .. موقف و حالة هذه القرى الثلاث مرتان او حالتان مرت بها ، الحالتين العصيبتين التي مرت بها كان هو نفس الموقف اللامسئول والغير مبالي الذي وقفه قائد جيش الإنقاذ في تلك المرحلة الصعبة كان جوابه الأول نفسه و في جوابه الثاني ان موقفه هذا لا يوجد له مبرر و تسمية ، إلا موقف العجز و اللامبالاة و عدم تحمل المسؤولية و التخاذل و الموقف المشبوه .
في حالات عصيبة و حرجة و صعبة مرت بها قرى فلسطين يفتعل الروتين و الرسميات و اللامبالاة و الضعف و التبريرات الواهية و الخداع و التضليل و التخاذل و هو يعمل بذلك و يعلم بذلك ...!!؟؟[1]
القاوقجي لم يساعد هذه القرى علماً إنها ضمن عملياته إن كان له عمليات ، إنها ضمن منطقته و مسئوليته المباشرة و كان تشكيل جيش الإنقاذ المدعوم من الجامعه العربيه من المحاربين الفلسطينيين و العرب لإنقاذ فلسطين و الحرب على ارض فلسطين لتحريرها من الاحتلال ..
أما جوابه الواهي بأن هذه القرى ليست ضمن منطقته ، و ان القيادة العربية تجهل هذه الأشياء هذا منطق مرفوض في المفهوم والعرف العسكري ، في حين ان منصبه قائد عام قوات جيش الإنقاذ الذي بإمكانه ان يهز الصهاينة و عصاباتهم و ان يهزمهم لو أراد و اخلص النية .
كان بالإمكان ان يهزمهم او يبعدهم عن أطراف هذه القرى .. و إدخال الخوف و الهلع في نفوس العدو و كان بإمكانه و قواته ان يخفف الضغط على الأقل عن هذه القرى الصامدة وفق إمكانياته المتاحة و المتوفرة وذلك اضعف الإيمان ...
جاء في مذكراته صفحة [ 220 ] :[2]
تلقيت من القيادة العامة للجيوش العربية البرقية التالية :
5 -7 -1948م رقم [133] من القيادة العامة العليا الى القيادة اللبنانية و فوزي ، راجعنا مناضلو اجزم ، جبع ، عين غزال طالبين تمويلهم بعتاد أفرنسي و ألماني و إنهم في موقف خطر جداً يرجى إيصال كمية من العتاد من النوعين المذكورين من الناصرة و بالسرعة الممكنة و إعلامنا .
الإمضاء - صلاح الدين - نور الدين
و الكلام للقاوقجي في مذكراته :
كانت هذه البرقية اكبر صدمة نفسية اتلقاها في فلسطين ، فقد اثبتت لي من جديد هذا الجهل المطبق العجيب المستولي على القيادة العامة ، و الذي لم يذهب به الاختبار ، بعد وجود هذه القيادة مدة من الزمن في فلسطين ، ان القرى التي تسميها البرقية ، تقع الى جنوب حيفا ، و في منطقة الجيش العراقي ، و يفصلنا عنها كما بينت سابقاً ، ما لايقل عن خمسة و عشرين كيلو متراً ( خطاً هوائياً ) عدا المستعمرات الهوائية التي تعادل اكثر من نصف المستعمرات جميعاً .) [3]
هذا تبرير فوزي القاوقجي القائد العام ، الذي كان في فترة الثلاثينات في بغداد يشتري ويجمع السلاح بحجة دعم الثورة السورية ، فينافس مفتي فلسطين الحاج امين الحسيني و أعوانه بشراء السلاح بأن يزايد عليهم ( بعض الفلسان ) في سعر القطعة الواحدة ، حتى لا يشتريها الحاج امين الحسيني و ثوار فلسطين ، ثم يقوم القاوقجي بعد ان يكدس الاسلحة يقوم بخزنها في إحدى بيوت الكرادة في بغداد بحجة ارسالها الى سوريا ، المهم تعطيل شراء صفقات سلاح لثوار فلسطين .. ، و حينما أراد عدد من ضباط العراق الأحرار الابطال التطوع وان يشاركوا في الجهاد الفلسطيني و تقديم خبرتهم للثورة الفلسطينية فسافروا من بغداد الى الموصل ثم الى سوريا ففلسطين إلا ان القاوقجي في بغداد أبلّغ عنهم بعض الضباط المسئولين الموالين للانكليز في بغداد و وشي بهؤلاء الضباط المتطوعين فجاء الأمر الرسمي أسرع من البرق بضرورة عودتهم وإلا ... العقاب ، و هم لا يزالون في سفرهم بين بغداد و الموصل ...إن هذا غيض من فيض .[4] هذا هوا القاوقجي ...!!؟؟
إن التاريخ وحده سيكشف الاعيب العملاء و الخونة و الجواسيس ..
و التاريخ هو الفصل و الحكم على دور القادة و الجيوش و الساسة في نكبة الامة في فلسطين..
إن الجيش العراقي .. ساهم بنصيبه في المهمة التي ذهب لأجلها ، ساهم في الدفاع عن ارض فلسطين و ترابها الطاهر ..فكانت لعناصره صولات و جولات و معارك و مطاردة للعدو الصهيوني في نتانيا قرب تل ابيب و جنين ، و نابلس ، و طول كرم ، و العفولة ، و كفر قاسم ، و قياطية ، و القدس و قلقيلية و عاره و عرعره ، و كان فيه خيرة الضباط الشجعان الذين تصرفوا و اجتهدوا بشكل فردي ، و بشكل شخصي .. رغم انتمائهم لجيش رسمي نظامي .. كانت لهم أروع البطولات .. و كان منهم الشهداء و الأبرار .. و كان ممن اشترك في الحرب خيرة الضباط الشجعان الذين حاولوا مقاومة المؤامرة و خنق الكيان الغاصب .. شأنهم في ذلك شأن الجندي العربي .. و المتطوع العربي و المسلم .. و الحركات و الأحزاب العربية و الإسلامية التي شاركت بكتائبها في القتال في حرب فلسطين عام 1948م لعل أول تلك الأحزاب و الحركات هم الجماعات الاسلامية الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى فلسطين ...[5] وهذه حقيقة تاريخية مشهورة معروفة للجميع ومن ابطالهم القاده الامام حسن البنا ومحمد فرغلي ومحمد محمود الصواف محمود الصواف ومصطفى السباعي البكباشي واحمد عبد العزيز وعبد الرحمن خليفه وكامل الشريف وغيرهم كثير قاده وابطال...
من هؤلاء ضباط الجيش العراقي الذين ساهموا في معارك حرب فلسطين 1948م على سبيل المثال – لا الحصر و التحديد – منهم :[6]
محمود شيت خطاب ، عمر علي ، عبد الكريم قاسم ، ماهر الكنعاني ومصطفى الراغب، إدريس عبد اللطيف النقيب ، عبد الرحمن عبد الله ، عبد الكريم الجدة ، فوزي جميل الخليل ، نجيب الربيعي والمقدم خليل سعيد .. و عشرات الضباط و غيرهم و جنود شجعان قاتلوا و استشهدوا على ارض الإسراء و المعراج .. تمنوا الشهادة فنالوها بأذن الله و منهم من لم ينالها ، لهم الرحمة و المغفرة ، و حسن المآب و جعلهم الله و كل الشهداء في عليين و مع الصديقين و حسن أولئك رفيقا .[7]
رشيد جبر الأسعد
كاتب فلسطيني
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"
[1] - إذا أردت ان تعرف بالوثائق و الأدلة حقيقة هذا الضابط فهناك عدة مراجع تاريخية يمكن العودة إليها ، منها مقابلاتي مع اللواء الركن خليل سعيد ( رحمه الله ) و ضابط الاستخبارات ماهر نعمان الكنعاني و ضباط آخرون زودوني بالمعلومات عن هذا الرجل و سوف انشرها في موضوع خاص مستقل إن شاء الله ، و هناك من كتب عن دوره المريب مراجع منها : عاصم الجندي : فارس القسطل : و نجيب سعيد الأحمد ( فلسطين تاريخاً و نضالاً ): و عيسى خليل ( عبد القادر الحسيني ) : و نبيل الأغا ( عبد القادر الحسيني ) ، و هاني الهندي : ( جيش الإنقاذ ) و صحيفة ( القدس ) لندن العدد(3358 ) بتاريخ 26/27 شباط 2000م : و مذكرات الحاج أمين الحسيني : و عارف العارف ج 3 ، و مذكرات المرحوم محمد محمود الصواف ، و عشرات غيرها من المراجع تؤكد ما قلته في حق هذا الرجل و تكشف المزيد من تواطئه ...
[2] - راجع : الدكتورة خيرية قاسميه : ( الدكتورة إعداد ) : فلسطين في مذكرات القاوقجي 1936 -1948م ، الطبعة الأولى ، ايار 1975م ، نشر دار القدس ، بيروت ، ج 2 ، صفحة ( 220 -224 ) .
[3] - خيرية قاسمية : ( الدكتورة إعداد ) فلسطين في مذكرات القاوقجي 1936 -1948م ، ج 2 ، ص (220 ) . ( المصدر السابق )
[4] - صحيفة ( القدس ) لندن ، يرأس تحريرها عبد الباري عطوان ، العدد ، ص ( 335 ) بتاريخ 26/27 شباط 2000م . فيها معلومات هامة و خطيرة عن دور القاوقجي المشبوه العميل .
[5] - راجع للأستاذ كامل الشريف : الإخوان المسلمون في حرب فلسطين عام 1948م و غيرها م المراجع.
[6] راجع إن شئت حول اشتراك الجيش العراقي في حرب فلسطين كتب النكبة لعارف العارف ، و عشرات الكتب تأليف ضباط من العراق و مذكرات عمر علي في صحيفة ( القادسية ) منها الأعداد ( 3889 ) في 18/4/1992م ، وعدد يوم السبت 11/11/19992م ، و مقال للعقيد فوزي جميل الخليل في صحيفة ( المصور العربي ) ، ايلول 1995م ، العدد (24) بعنوان ( مذكرات أول ضابط عراقي يقصف موقع الصهاينة في القدس المحتلة )
[7] - بلغ عدد شهداء الجيش العراقي في حرب فلسطين 1948 /1949م ( 250 ) شهيداً منهم (10) ضباط و (240) من الرتب الأخرى بين ضابط صف و جندي . و علاوة على ذلك فقد قدر انه استشهد نحو (200) من العراقيين ( خلا شهداء الجيش ) ممن لم تبت أسمائهم حيث التحق بعضهم بالقتال الى جانب الإخوان المسلمين الأردنيين او السوريين و جاهد البعض الأخر مستقلين ، و بذلك يصبح المجموع ( 450 ) شهيداً أسكنهم الله فسيح جناته. اما من قاتل من العراقيين في جيش الإنقاذ فقد جرى تقديرهم ضمن الأرقام التي وردت لشهداء الجيش . عن اللواء الركن خليل سعيد : تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين 1948 -1949م ، بغداد ، ج 3 ، ص (179).