بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين رضوان الله عليهم اجمعين .
اما بعد
ليس من الصبر على البلاء عدم انكار المنكر فالواجب عند وجود البلاء بالمنكرات هو انكارها باليد او باللسان او بالقلب حسب الطاقة لقول الله سبحانه وتعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) سورة التوبه الاية 71 ، وعلى المسلمين عند الابتلاء بالمنكرات سواء كان ذلك بالبيت او في الطريق او في غيرها الانكار ولا يجوز التساهل في ذلك ، اما الاحاديث الواردة في الصبر فهي كثيرة ومنها قوله صلى الله عيله وسلم في سنن الترمذي وغيرها (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل ) الحديث هو حديث صحيح ومنها قوله صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله له خير وليس ذلك لأحد الا للمؤمن ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه الامام مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه ، وقال الله سبحانه في كتابه الكريم (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون) سورة البقرة الايات 155- 157، وقال عز وجل في كتابه الكريم (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) سورة الزمر الاية 10 ، والايات والاحاديث في ذلك كثيرة نسأل الله ان يجعلنا واياكم من الصابرين انه جواد كريم ومما ورد في الاحاديث في الصبر على البلاء قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي ومسند احمد بن حنبل (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئه ) رواه احمد بن حنبل في مسنده عن أبي هريرة ، وبعض الناس يظن أن هذا الذي يصاب بالامراض ونحوها مغضوب عليه وليس الامر كذلك فانه قد يبتلى بالمرض والمصائب من هو من اعز الناس عند الله وأحبهم اليه كالانبياء والرسل وغيرهم من الصالحين كما تقدم في قوله صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيرها (أشد الناس بلاء الانبياء) ، وكما حصل لنبينا صلى الله عليه وسلم في مكة وفي يوم أحد وغزوة الأحزاب وعند موته صلى الله عليه وسلم وكما حصل لنبي الله أيوب عليه السلام ولنبي الله يونس عليه السلام وذلك ليرفع شأنهم ويعظم أجورهم وليكونو أسوة صالحة للمبتلين بعدهم .
نسأل الله لنا ولكم الصبر في الابتلاء والمصائب وأن يجعلنا من الصابرين والشاكرين وأن يهدينا الى الصراط المستقيم انه ولي ذلك والقادر عليه والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الهدى نبينا محمد وعلى اله واصحابه احمعين .
بقلم الاخ : احمد أبو هاجر
17/3/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"