كي لا نظلم الأجداد - د.محمد خيري عثمان الماضي

بواسطة قراءة 1796
كي لا نظلم الأجداد - د.محمد خيري عثمان الماضي
كي لا نظلم الأجداد - د.محمد خيري عثمان الماضي

في هذه المقالة أحببت أن أبين للشباب خاصة مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ فلسطين سبقت ضياع فلسطين وسهلت ضياع فلسطين ، تعرضت الأمة العربية وفلسطين إلى حكم عثماني دام 400 سنة وكان في بدايته قويا ومزدهرا إلا انه وفي الفترة الأخيرة من حكم الدولة العثمانية شهدت تدهور في كل ولايات الدولة العثمانية ومنها فلسطين فقد ازداد الجهل والمرض والأوبئة كالكوليرا والجراد والجدري وكثر الجوع والفقر وقلة الموارد وكان أكثر الرجال خارج بلادهم يقاتلون مع الجيوش العثمانية في البلقان وروسيا وغيرها وكانت النساء تضطر أن تبيع كل ما لديها من ملك للإقطاعيين مقابل كيس ذرة أو كيس طحين لكي تطعم أطفالها وقتل من قتل من الرجال وعاد من عاد منهم مكسور الجناح والمعنويات وكانت اغلب العوائل الفلسطينية فقيرة تعتمد في معيشتها على ما ينبت من الأرض من خيرات برية كالخبيزة والعلت والشومر والميرمية والفقع والزعتر والملوخية وغيرها أو ما تعطيه شجرة الزيتون الكريمة من زيتون وزيت وكان اللحم شيء نادر وغير متوفر حيث كان القصاب ينادي في القرية لمدة اسبوع انه سيذبح عجل أو خروف لكل القرية وعندما يذبحه قد يجد من يشتريه أو لا يجد وجاء الاستعمار الانكليزي والذي جاء بالأصل ليهيأ البلاد للصهاينة حسب وعد بلفور سيء الصيت الذي طالب بإعطاء فلسطين لليهود وكانت الأنظمة العربية ضعيفة وتابعة ولا قوة لها وغير موحدة ولا تملك جيوش مدربة ولا أسلحة قوية بعكس الصهاينة المدربين والمشاركين في الحرب العالمية الأولى والثانية ويمتلكون أحدث الأسلحة في حينها وعملت انكلترا على محاربة شعبنا في كل شيء في رزقه وأرضه وإدخال الشباب في السجون والإعدامات والاعتقالات والمداهمات ، ورغم ذلك فقد قاتل أجدادنا بكل بسالة وقادوا الثورات ضد الانكليز والصهاينة وقدموا آلاف الشهداء بإذن الله وتعرضوا إلى مئات المجازر مثل مجزرة دير ياسين وغيرها إلا انه لم يكن لهم لا حول ولا قوة فلا سلاح ولا مال ولا قيادة مجربة وخبرة وتآمر من أغلب دول العالم وبعض الحكام العرب حين ذاك وبقي شعبنا أعزل يقاتل الصهاينة بجسده والصهاينة يملكون احدث الأسلحة كما نحن الآن وهم الآن فاضطر أجدادنا على الجلاء من فلسطين أو الإبادة الكاملة ، اضطروا على الجلاء من فلسطين إلى الدول المجاورة التي تشبههم في اللغة والدين والتراث والتقاليد والعادات والشكل هذا غيض من فيض فلا تظلموا أجدادكم .

 

بقلم : د. محمد خيري عثمان الماضي

15/11/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"