ومن هنا بدأ المسلسل الدامي لحياتنا في العراق من قبل المليشيات التابعة لقوى الظلم والمتنفذة في مؤسسات الدولة مثل ما يسمى بقوات بدر والصدر وحزب الدعوة وبمساندة المحتل لهم فكان الخطف من نصيب العديد من ابنائنا ومقايضتهم بدفع الفدية ومنهم من دفع الفدية وأردوه قتيلا ومنهم من عاد الى ذويه سالما بعد ان تركوا علامات دامغة على جسده من أثار التعذيب بكل الوسائل ومنها على سبيل المثال استخدام المثقاب الكهربائي (الدريل) والكهرباء ووسائل متعددة من اساليب لم نعهدها ولن نسمع بهامن قبل قد مورست ضد اهلنا ناهيك عن الاعلام لتأجيج الشارع علينا بغية تحقيق اخراجنا من العراق . وفي هذه المرحلة قلت الخدمات في المناطق القاطنين بها بسبب الاعلام المفبرك ضد الناس ولاحول لهم ولا قوة الا بالله فبدأت تتصعب الامور عليهم حتى في قضايهم اليومية وذلك يوعز عدم الافصاح عن الهوية لان الافصاح عنها يعني الموت وقد تم اغيال العديد من اهلنا آنذاك . وفي مطلع عام 2006 وتحديدا في شباط 22 قد تم تفجير في مرقد الامامين في سامراء وهنا بدأ ظهور الطائفية بشكل معلن وهنا تزايدت الحملة على اهل السنة وضاقت الارض بنا نحن المستضعفين وكثر الهرج فينا والهجوم على مساجد الله وقد طالنا من هؤلاء ما طالنا من قتل وقصف مدفعي ، وبتاريخ 13- 12 - 2006 هذا الحدث المشئوم علينا فقد امطرونا بوابل حقدهم الطائفي بعدد كبير من قذائف الهاون وكانت مجزرة حقا بسقوط مجموعة من اخوتنا وابنائنا نحسبهم عند الله شهداء واكثر من اربعين جريحا والمشكلة هنا تكمن في كيف ايصالهم الى المستشفى حيث ان غالبية المستشفيات تقع تحت سيطرة الطائفين الصفوين ومنهم من تم نقلهم الى مستشفى النعمان في الاعظمية وتم معالجتهم وهذا يعد موقف من قبل اخوتنا اهل الاعظمية الذي لا يمكن نسيانه ، وقبل هذا القصف سبقه قصف في 19-10-2006 ادى الى سقوط ثلاث ضحايا نحسبهم عند الله شهداء وبعض الجرحى وقسم منهم لا يزال يعاني من اثر الاصابة التي المت بهم نسأل الله ان يبريهم من جراحهم ويجعلها في ميزان حسناتهم وان يرحم قتلانا ويضعهم في منزلة الشهداء .
ان هذه الفترة تعد من اصعب مراحل حياتنا في العراق واستمر مسلسل الجريمة الطائفية الشعوبية اتجاه اهل السنة والفلسطينيين واستمرار الهجومات المسلحة على مجمع البلديات وسقوط (شهداء) وجرحى نتيجة المصادمات التي تمت بيننا وبين الطائفين حتى نهاية 2006 وفي عام 2007 استمرت التنديدات لاهلنا في جميع المناطق ونزوحهم الى مجمع البلديات وهنا كنا نطالب الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية والمؤتمر الاسلامي وقد تم اللقاء بممثل الامين العام للجامعة العربية وتقديم له مذكرة عن اوضاعنا وحضر اللقاء السفير الفلسطيني دليل قسوس والعميد محمد قاسم وناصر شعبان وانا وقد خرجنا من هذا اللقاء ولم نحصل على اي وعود تذكر سوى انه قد قال سارسلها الى الامين العام والى اعضاء الجامعة العربية اما عن السلطة فقد ارسلو لنا ممثل عن حركة فتح تمثلت بالاخ رجوب الذي اثر علينا بعد اللقاء من خلال تصريحه كلام لم ندلو به وقد اثار المشاكل بيننا بغية تبيض وجه الحكومة العراقية ومراضاة الامريكان ولكن الذي حصل هو مطالب اهلنا هو :
1- المطالبة بالخروج الى بلد عربي اخر او نقلنا الى مكان آمن .
2- المطالبة بوقف وتوجه الاعلام الطائفي علينا .
3- الحد من الاعتقالات الغير مبررة اتجاهنا .
4- وقف المداهمات من قبل القوات العراقية والاهانات والقذف الذي يسمعونا اياه اثناء وجودهم في المجمعات .
ولكن الذي حصل كان العكس وفي 18-2-2007 قد ادلى المدعو رجوب على التلفاز بأن فلسطينيو العراق لا يمكن لهم العيش في العراق وانهم قد طلبوا مني اثناء لقائي بمن يمثلهم انهم لا يبغون البقاء في العراق لانهم في نفق مظلم لا يمكن ان يبقوا تحت مطرقة الطائفية وانهم معرضون للابادة . والبقية في الجزء الثالث والاخير .
جمال نايف ابو اركان
22/3/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"