اللاجئون الفلسطينيون
110. أصبح القتل والتهديد والترهيب والإختطاف هو الوضع السائد بالنسبة للفلسطينيين في العراق، وتفيد التقارير بأن معظم هذه الأعمال يتم تنفيذها على يد ميليشيات يرتدي أفرادها زي الشرطة أو القوات الخاصة حيث يلقى معظم الضحايا حتفهم أو ببساطة يختفون. وقد تعرض 16 فلسطينيًا للخطف ولقي 9 حتفهم خلال الفترة التي يغطيها التقرير. كما تلقى مكتب حقوق الإنسان تقاريرًا غير مؤكدة تفيد بأن العديد من الضحايا يتم إستجوابهم ثم قتلهم في معتقلات غير قانونية تديرها الميليشيات. وذكر العديد من المقيمين أنهم تسلموا رسائل تهديد تطالبهم بإخلاء منازلهم حيث يشغل هذه المنازل المهجورة بعد ذلك أعضاء الميليشيات أو أتباعهم .
111. وفي 2 تشرين الثاني/نوفمبر، لقي شخصان حتفهما أمام والديهم على يد الحرس الوطني العراقي في منطقة الفضل في بغداد. وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر، تم العثور على جثة توفيق عبد الخالق، البالغ من العمر 72 عامًا، حيث بدت عليها آثار التعذيب. وفي 13 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل مسلحون مجهولون إحدى السيدات الفلسطينيات في منطقة المشتل ببغداد، حيث قامت الميليشيات بإحتلال منزلها وعندما طلبت مساعدة القوات متعددة الجنسيات، قامت الميليشيات بإحراق المنزل قبل مغادرتهم. كما تم إستهداف مجموعة أخرى من الفلسطينيين وإختطافهم من أجل المطالبة بالفدية ثم تم إطلاق سراحهم أو قتلهم. وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر، تعرض سائق تكسي إلى الإختطاف في منطقة الحبيبية ثم أُطلق سراحه. كما أُختطف أحد أصحاب المحال التجارية من متجره في منطقة المشتل في 2 كانون الأول/ديسمبر. وقد حضر المختطفون مستقلين إحدى سيارات الشرطة وثلاث سيارات مدنية، وتم العثور على جثته في 7 كانون الأول/ديسمبر في معهد الطب العدلي ببغداد.
112. وتتكرر الهجمات على المجمعات التي يسكنها الفلسطينيون في منطقة البلديات ببغداد على سبيل المثال لغرض إجبارهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم. وتقع البلديات وسط منطقة شيعية حيث عادة ما يتبع التهديدات إطلاقات نارية خفيفة وهجوم بالهاونات. وخلال الشهرين المنصرمين، تم الإبلاغ عن ست حوادث على الأقل لهجمات منظمة على مجمعات سكنية يقطنها فلسطينيون كماحدث في 26 تشرين الثاني/نوفمبر، عندما قامت مجموعة مسلحة بالهجوم على المنطقة وطالبت الفلسطينيين بالمغادرة وإلا فإنهم سوف يتعرضون إلى الموت. وفي 9 كانون الأول/ديسمبر، سقطت ثلاث قذائف هاون في منطقة البلديات أسفرت عن إصابة عشرة أفراد بجروح. وفي 13 كانون الأول/ديسمبر، تواصل الهجوم بقذائف الهاون حيث إستمر لمدة ثلاث ساعات، مسببًا مقتل 11 فردًا وإصابة آخرين بجروح. وأفادت التقارير أن قوات الشرطة قامت بتطويق المنطقة، حسب ما ذكرت بعض الروايات، فيما ذكر آخرون أن المليشيات هي التي طوقت المنطقة، مما منع المصابين الفلسطينيين من الوصول إلى المستشفى.
113. ويجري مكتب حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إتصالات دورية ويواصلان مراقبة أوضاع الفلسطينيين. وفي حادثتين على الأقل في شهر كانون الأول/ديسمبر، دعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) القوات متعددة الجنسيات إلى التدخل بينما كان مجمع سكني يقطنه فلسطينيون يتعرض إلى الهجوم. وذكرت التقارير وصول القوات متعددة الجنسيات والشرطة بعد إنتهاء الهجمات كما قامت بدوريات بسيطة في المنطقة. وأفادت منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن 350 فلسطينيًا من العراق (والذين تركوا بغداد مؤخرًا) لازالوا قرب موقع التنف الحدودي بين العراق وسوريا في مخيم مؤقت للاجئين يقع في الأرض الحرام على حدود البلدين. وقد منعتهم الحكومة السورية من دخول أراضيها فيما رفضوا هم العودة إلى العراق. ونتيجة لذلك، فهم يعيشون في ظروف بائسة ازدادت تفاقمًا خلال الأشهر الستة الماضية. وما زال 131 فلسطينيًا داخل حدود العراق قرب موقع التنف الحدودي. وبالمثل، وعلى الحدود الأردنية، لايزال 7 فلسطينيين عالقين بين الحدود العراقية والأردنية .