اللاجئون الفلسطينيون في العراق ورحلة البحث عن منافي جديدة 3- صادق أبو السعود

بواسطة قراءة 6582
اللاجئون الفلسطينيون في العراق ورحلة البحث عن منافي جديدة 3- صادق أبو السعود
اللاجئون الفلسطينيون في العراق ورحلة البحث عن منافي جديدة 3- صادق أبو السعود

اللاجئون الفلسطينيون في العراق ورحلة البحث عن منافي جديدة – 3-

صادق أبو السعود

اللاجئون بعد الاحتلال:

شكل احتلال العراق ومنذ لحظاته الأولى أثرا كبيرا على اللاجئين الفلسطينيين في العراق تمثل بالعديد من الممارسات السلبية تجاههم سواء من قبل قوات الاحتلال أو الأطراف العراقية الأخرى:

§       كانت البداية مع قصف المجمعات السكنية في البلديات واستشهاد وجرح البعض منهم.

§   طرد بعض الفلسطينيين من البيوت التي كانوا يسكنوها والبعض من هذه البيوت كانت مؤجرة من قبل الحكومة العراقية، والبعض الآخر تلقى تهديدات بالقتل للخروج من بيته علما أنها كانت بيوتا غير مؤجرة من قبل الحكومة بل من قبل اللاجئ الفلسطيني نفسه تحت ذريعة أن الإيجار غير كاف. نتيجة لما تقدم فقد تم إنشاء مخيم جديد سمي بمخيم العودة في منطقة البلديات وتحديدا على أراضي ملعب نادي حيفا لكرة القدم وذلك لاستيعاب الفلسطينيين الذين طردوا من مناطق سكناهم وتم إسكان ما يقارب 500 عائلة(15).

§       تعاملت قوات الاحتلال مع الفلسطينيين على أنهم حلفاء النظام السابق وكانت معاملتها لهم تقوم على هذا الأساس.

§   قضية خطيرة أخرى وهي الممارسات التي قامت بها بعض الأطراف العراقية ممن كانت تحسب على المعارضة عبر تهديد اللاجئين الفلسطينيين بالقتل وذلك عبر توزيع بيانات تؤكد هذه التهديدات ، وقد قتل فعلا بعض الفلسطينيين على هذه الأرضية هذا بالإضافة إلى التصريحات التحريضية لبعض الأحزاب القادمة مع الاحتلال مثلما صرح بذلك حزب المؤتمر الوطني العراقي واصفا مجتمع اللاجئين في العراق بأنهم "يشكلون طابورا خامسا وكريها للنظام السابق".إن هذا الوصف يشكل قضية خطيرة فهو في ذلك يدعو المجتمع العراقي وخاصة ممن كان له موقف من النظام السابق إلى التحرك وبكافة الوسائل ضد مجتمع اللاجئين في العراق.

§   اتخذ التحريض على الفلسطينيين أشكال أخرى عبر الفضائيات التي تشكلت بعد الاحتلال مثل المحطة الفضائية العراقية التي عرضت بعض الفلسطينيين على أساس قيامهم بتدبير عمليات تفجير في أماكن مختلفة من بغداد وأنهم عناصر يتبعون تنظيم القاعدة، وقد برأهم القضاء العراقي فيما بعد.

§   معاناة الفلسطيني على الحواجز الأمنية حيث كان يعتقل أحيانا لمجرد أنه فلسطيني، ناهيك عن مسلسل الشتائم وإهدار الكرامة الأمر الذي دفع بالبعض إلى أن يحمل هويات عراقية مزورة رغم ما تحمله تلك الهويات من خطورة واضحة عند اكتشافها كما أشار جمال أحمد محمود من ملجأ الزعفرانية(16)   

§   شكل تدمير مقر الإمامين في سامراء نقطة تحول خطيرة نحو استهداف الفلسطينيين في العراق، فأصبح الفلسطينيون هدفا للعديد من الأطراف منها لواء الذئب التابع للدولة الذي مارس الكثير من الاعتداءات واقتحام المجمعات السكنية واعتقال العديد من أبناء الجالية بتهمة الإرهاب.

§   قيام مليشيات جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر ومليشيات بدر التابعة للحكيم باختطاف العديد من الفلسطينيين وتعذيبهم بصورة بشعة قبل قتلهم، وتتحدث مصادر الجالية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني على أيدي هذه المليشيات وهو رقم كبير مقارنة بعدد الجالية، وهناك حوالي 150 جريح، ولا يزال هناك حوالي 68 معتقلا لدى القوات الأمريكية والبريطانية، والتي أفرجت عن حوالي 180 معتقلا، ولا تتوفر أرقام موثوقة عن عدد المعتقلين لدى الحكومة العراقية، وهناك 4 مفقودين لا يعرف عنهم شيئا ومن المرجح أنهم قتلوا.

§   وزارة الهجرة والمهجرين تتولى حاليا المسئولية عن اللاجئين الفلسطينيين منذ سقوط بغداد، وتتعامل الحكومة العراقية مع اللاجئين في إطار قانون اللاجئين السياسيين الرقم 51 لسنة 1971 وهي بذلك تخالف قرارات الجامعة العربية وتعليماتها المتعلقة بطبيعة العلاقة ما بين الدول العربية المضيفة واللاجئين.

§   عانى الفلسطينيون مشاكل مع قضية الإقامة والتي كانت تتطلب تجديدها كل 3 أشهر مع ما يترافق ذلك من تعقيدات ومعاناة عند مراجعة الفلسطيني لأية دائرة حكومية.

§   أصدرت الحكومة العراقية حديثا بطاقة تعريف جديدة باللاجئ اعتمدت فيها على بصمة العين وبصمات الأصابع وكتاب تأييد من وزارة الهجرة والمهجرين وكتاب تأييد آخر من وزارة الداخلية/ مديرية الإقامة (17).

 

المخيمات التي أنشئت بعد الاحتلال:

لعبت ظروف الاحتلال واستهداف الجالية الفلسطينية من قبل بعض الأطراف العراقية في نشوء مخيمات داخل العراق وخارجه وهي كما يلي:

1.    مخيم العودة الذي تم تعرض له في مكان سابق من هذه الورقة وتمت الإشارة إلى الأسباب التي دفعت نحو تشكيله والأعداد التي ضمها والذي أغلق في منتصف 2005.  

2.  مخيم الرويشد: تم إنشاؤه داخل الحدود الأردنية على بعد 70 كم تقريبا من الحدود العراقية الأردنية وسمي مخيم "ايواء1" وقد ضم ما بين 500- 1000 شخص وسمحت الحكومة الأردنية بدخول حوالي 400 من المتزوجين بأردنيات. وفي حديث مع عطا رشدي (18) أحد الذين كانوا مقيمين بالمخيم حيث أشار بأنه عاد إلى بغداد مرة أخرى نتيجة للمعاناة الشديدة في المخيم دون أن يكون هناك أفق واضح لحل مشكلتهم، ونوه أن السفارة الفلسطينية في عمان قد منحتهم 500$ لكل عائلة. وتم إغلاق المخيم في أواخر 2007 بعد أن عاد جزء من قاطنيه إلى بغداد والجزء الآخر تم ترحيله إلى البرازيل وكندا وأميركا ونيوزيلندا.   

3.  مخيم الكرامة: نشأ هذا المخيم ليضم العديد من الجنسيات في المنطقة الواقعة بين الحدود العراقية والأردنية، وانضم إليه العديد من الفلسطينيين قبل انضمامهم لمخيم الرويشد.   

4.  مخيم طريبيل: تشكل المخيم في البداية مع وجود 89 فلسطيني خرجوا في الثامن عشر من آذار 2006 بعد أحداث تفجير  المساجد، وقد منعوا من دخول الأردن وإقامة مخيم لهم في منطقة طريبيل داخل الأراضي العراقية ليصبح العدد 178، وقد تم إغلاق المخيم بعد موافقة الحكومة السورية على دخولهم لأراضيها بتاريخ 12/5/2006.   

5.  مخيم الهول: أسس هذا المخيم في المثلث السوري التركي العراقي على بعد ( 50 كم ) من محافظة الحسكة شمال سوريا على مسافة ( 1 كم ) من قرية الهول انضمت إليه العائلات التي كانت في مخيم طريبيل بالإضافة إلى عائلات أخرى انضمت إليهم وكان عددهم ( 304 فلسطيني ) ومن قبلهم استقبل هذا المخيم ( 18 فلسطيني ) أيضا نقلوا إلى كندا لاحقا، والآن يضم المخيم قرابة ( 400 فلسطيني ) ولا يزال مفتوحا لحد الآن. وعند سؤال محمد ابو بكر (19) عن الاعداد الموجودة في المخيم الان اجاب بأنها تزداد وتنقص باستمرار وهي الان 389 لاجئا.

6.  مخيم التنف: في المنطقة العازلة بين الحدود السورية العراقية وقرب مركز التنف الحدودي، أنشأ بتاريخ 12/5/2006 بعد تدفق أعداد من الفلسطينيين على أمل الالتحاق بمخيم الهول إلا أن السلطات السورية منعتهم من ذلك وقررت عمل مخيم في هذه المنطقة القاحلة، وصل عددهم مع نهاية عام 2007 ( 354 فلسطيني ). وفي نفس الحوار الذي جرى مع محمد ابو بكر(20) وعند سؤاله عن عدد اللاجئين في هذا المخيم اجاب بأن العدد يبلغ تقريبا حوالي 880 لاجئ. كما أن الظروف المعيشية بالمخيم تكاد تكون مستحيلة من حيث صعوبتها.

7.  مخيم الوليد: اقيم هذا المخيم في صحراء الانبار في تشرين الثاني 2006 ، واعداد اللاجئين في هذا المخيم كما هو الحال في المخيمات الاخرى تتزايد وتتناقص باستمرار وحسب ما أفاد محمد ابو يكر(21) فان العدد الحالي للاجئين في المخيم يبلغ1700 لاجئ.

هناك قضية مهمة لا بد من الإشارة إليها وأخذها بعين الاعتبار عند الحديث عن أعداد اللاجئين الفلسطينيين في تلك المخيمات وهي أعداد تزداد وتتناقص تبعا للوضع الأمني في بغداد ودرجة استهداف اللاجئين بالخطف والقتل هذا من جانب، أما العامل الآخر الذي يلعب دورا مهما في عدد اللاجئين بهذه المخيمات من ناحية الزيادة أو النقصان فهو يتعلق بالأخبار المتعلقة بقبول بعض اللاجئين في دول الشتات الأوروبية منها وغير الأوروبية وأحلام اللاجئين الفلسطينيين بالخلاص من كابوس القتل والخطف والمعاناة عند مراجعة الدوائر الحكومية والحواجز الأمنية ليكتشفوا فيما بعد معاناة من نوع آخر في دول اللجوء.

اللاجئون الفلسطينيون المهجرون من العراق ودول الشتات الجديدة :

توزع اللاجئون الفلسطينيون الذين خرجوا من العراق على العديد من الدول الأوروبية والآسيوية والأمريكيتين واستراليا ولا زال البعض منهم ينتظر حلمه باللجوء وفيما يلي أسماء هذه الدول وأعداد اللاجئين الذين استقبلتهم وتوثيق جزء من معاناتهم:

1.  قبرص: تستضيف قبرص حوالي 1700 لاجئ وقد شكل هؤلاء جمعية حقوق الانسان الفلسطينية(22) ويترأسها جبريل محمود حسن تيم. وفي تقرير أعده ماهر حجازي(23) في شهر آب من 2007 أشار إلى إن الدولة المضيفة تقدم للاجئين مرتباً شهرياً حسب عدد أفراد العائلة، حيث يحصل الأب على(200باوند) والأم على (100 باوند)، والأطفال فوق سن الخامسة عشرة يحصلون على (95 باوند),والأطفال دون سن الخامسة عشرة يحصلون على (50باوند), والباوند يعادل (2 دولار أمريكي)+(40سنتاً), كما تمنح قبرص اللاجئين تأمين صحي و بدل إيجار منزل، ومعظمهم لا يستطيع العمل إلا في الزراعة. كما يدرس أبناؤهم في المدارس اليونانية وبشكل مجاني، لكنهم يعانون من مشكلة اللغة اليونانية إضافة إلى المضايقات التي تتعرض لها اللاجئات من زملائهن القبارصة في المدارس على خلفية إرتدائهن الحجاب، ومشكلة أخرى تواجه اللاجئين وهي اللغة، إذا لاتوجد مدارس عربية، مما أجبر اللاجئين إلى التباحث مع الجاليات العربية في جزيرة لارنكا لإقامة مدارس عربية لأبناء الجاليات في قبرص اليونانية. ويشير التقرير بأن اوضاع اللاجئين جيدة نسبيا.

2.  تشيلي: استقبلت تشيلي 116 لاجئا توزعوا على ثلاثة مناطق هي سانتياغو العاصمة وفيها 11 العائلة، ومدينة لاكاليرا وفيها 7 عائلات، ومدينة سان فليبي وفيها 8 عائلات تم استحضارهم جميعا من مخيم التنف. وفي رسالة منشورة على موقع فلسطينيو العراق(24) أشار كاتب الرسالة ثامر خطاب وهو احد اللاجئين الذين تم استقرارهم في تشيلي إلى حجم المعاناة من ناحية التأقلم مع المجتمع الجديد، وأوضاعهم الاقتصادية الصعبة، وصعوبة العمل والحصول على شقة ضمن المخصصات المقررة لهم وهي 150ألف بيزوس وهي ما تعادل 250$ وذلك لا يكفي، إضافة إلى ذلك صعوبة تأمين العلاج، وانتقد كاتب الرسالة المفوضية العليا للاجئين وذلك لأنها لم تضعهم بحقيقة الأوضاع في تشيلي.

3.  البرازيل: شهد شهر أيلول 2007 استضافة 100 من اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا مقيمين في مخيم الرويشد. وقد تم توزيع 22 عائلة في ولاية ساوباولو، و 18عائلة في ريو غراندي دو سول في جنوب البرازيل. وفي رسالة كتبها جاد الله صفا من البرازيل منشورة على موقع فلسطينيو العراق(25) أشار إلى خوف اللاجئين من المستقبل والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها.

4.  النرويج: استضافت النرويج لأسباب إنسانية وصحية 28 فلسطينيا من مخيم الوليد وقد غادر هؤلاء المخيم في 13/12/2008 (26).

5.  السويد: غادرت في 3/11/2008 الدفعة الأخيرة من اللاجئين الفلسطينيين في العراق متجهة إلى السويد، التي أعلنت قبولها لاستقبالهم مؤخرأ. وقد سافرت الدفعة الأخيرة المكونة من 38 لاجئاً، من مطار دمشق متوجهة إلى العاصمة السويدية ستوكهولم، بعد قضاء مدة تزيد عن عامين ونصف في مخيم التنف الصحراوي بين سورية والعراق، وبذلك يصل عدد من استقبلتهم السويد إلى 157 لاجئاً. وكانت المجموعة الأولى (36) لاجئاً توجهت إلى السويد بتاريخ (29-9-2008) والمجموعة الثانية (39) لاجئاً غادرت يوم (13-10-2008) والمجموعة الثالثة (46) لاجئا غادرت بتاريخ (27-10-2008).

6.    أيسلندا: أعلنت موافقتها على استقبال 29 لاجئا من مخيم التنف

7.  الهند: يوجد في الهند حوالي 300 عائلة فلسطينية وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء يتخذون من الهند مقرا مؤقتا لهم ريثما يتم قبولهم في إحدى دول اللجوء الأوروبية.

8.    كندا: أعلنت في 2008 عن عزمها لاستقبال 14 عائلة فلسطينية مقيمة في مخيم الهول

9.  ماليزيا: هنالك عدة عوائل في ماليزيا يعانون أيضا من عدم تمكنهم من العمل أو اكتسابهم الحماية القانونية هناك وحصلت حالات اعتقال لعدد منهم، ولازال مصيرهم مجهولا باستثناء عدد قليل منهم سوف يتم نقلهم إلى الولايات المتحدة. والمشكلة التي يعاني منها هؤلاء أنهم دخلوا البلاد بجوازات سفر عراقية مزورة، والسفير الفلسطيني في ماليزيا عبد العزيز أبو غوش(27) يقول أنه حضر منهم 24 شخصا فقط وسجلوا أسماءهم بالسفارة. ويقدر عددهم بمائة عائلة.

10.         رومانيا: في السابع عشر من نيسان 2009 أعلنت المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية جيمينى باندايا انه قد تم نقل 59 فلسطينيا من مخيم الوليد الواقع بين العراق والأردن إلى مركز في رومانيا.وأضافت انه سيتم نقلهم فيما بعد إلى دول أخرى في إطار برنامج إعادة التوطين الخاص بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن المقرر أن يتم نقل 1200 فلسطيني من مخيم الوليد إلى المركز المؤقت في رومانيا وذلك في طريقهم لإعادة التوطين في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وقالت باندايا أن المركز افتتح في الشهر الماضي وهو نتيجة اتفاق ثلاثي بين الحكومة الرومانية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية.

11.         السودان: تم توقيع اتفاق ثلاثي ما بين المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وحكومة السودان وفلسطين لاستقبال 2000 لاجئ من فلسطيني العراق وقد ذهب وفد فلسطيني من اللاجئين للتعرف على الاستعدادات السودانية لاستقبال هذا العدد من اللاجئين. 

12.         منطقة كردستان في شمال العراق: الحديث عن استقبال اللاجئين الفلسطينيين في شمال العراق لم يكن وليد زيارة الرئيس ابو مازن لمنطقة كردستان والتقائه هناك مع المسئولين الأكراد، بل طرح الموضوع وبقوة في 2007، ورغم ما قيل حول هذا الموضوع من اجتهادات وفتاوى إلا أنه بمراجعة العديد من المواقع الالكترونية والصحف ووسائل الإعلام المختلفة لم نجد تصريحا واضحا لأحد المسئولين الأكراد يفيد باستعدادهم لاستقبال اللاجئين، رغم تصريحات بعض الأطراف الفلسطينية التي تفيد عكس ذلك، وتعرب عن استعداد الأكراد لاستقبال الفلسطينيين ومنحهم هويات للإقامة وتامين الأمن والسكن والعمل لهم. ورغم هذا وذاك يبقى هذا الموضوع رهين التطورات اللاحقة، والمشروع الفدرالي العراقي نفسه، وكما شرح احد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في العراق" لا نريد أن نخرج من مذبحة لمذبحة أخرى، وكلنا يعلم طبيعة التحالف الهش بين الأكراد والحكومة المركزية في بغداد وهو قابل لان ينهار في أية لحظة، ناهيك عن احتمال انفجار النزاع الكردي ـ الكردي عندها ماذا ستكون الضمانات لسلامة الفلسطينيين؟".

يبقى أن نقول في هذا المجال أن هناك ما يزيد عن 30 دولة  قد استقبلت اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها منها استراليا وفلندا وتشيكيا وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسويسرا، وايطاليا وفرنسا ونيوزيلندا ودول أخرى غيرها. وسواء كان ذلك بقصد أو بدونه فان ما يجري مع فلسطينيي العراق هو تهجير وإعادة توطين جديد، ويكفي أن نعلم بأن عدد الفلسطينيين في العراق بلغ تقريبا 25 ألف قبل الحرب على العراق وهم الآن في حدود العشرة آلاف والعدد قابل للنقصان أكثر مع حجم المعاناة والاستهداف لأبناء الجالية. وكما قال احد اللاجئين الذين قبلت بهم البرازيل " لقد كانت غابات الامازون أحن علينا من الصحراء العربية "، كيف يعقل أن يرفض العرب استقبال الفلسطينيين تحت شعار بات متهالكا وممسوخا وهو الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل يكون ذلك عبر إرسالهم إلى الشتات والمنافي مبتعدين آلاف الكيلومترات عن حلم عودتهم، أم في بقائهم في المخيمات التي تفتقر للمستويات الدنيا من العيشة الكريمة أو كما يبرر المعتدلون والممانعون العرب وهم في هذا سواء يجب أن تبقى المعاناة الفلسطينية قائمة كي لا تموت القضية!!!

توصيات

المطلوب فلسطينيا: 

1.    أن تتحرك وتنسق مع الدولة العراقية بصورة جادة وقوية لحماية من تبقى من أبناء الجالية في العراق والمحافظة على حقوقهم وان تنسق بذلك مع كافة الأطراف المعنية من خلال كافة المؤسسات العربية الرسمية والدولية على رأس قائمتها الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة.

2.    إيجاد آليات جديدة للتواصل مع أبناء الجالية وتفعيل الموجود منها

3.  ضرورة أن تعمل القيادة الفلسطينية على ضرورة مشاركة أبناء الجالية في كافة المؤتمرات الخارجية التي تتحدث عن اللاجئين الفلسطينيين والمرتبطة بحق العودة والتخلي عن التهميش القائم لهم.

4.    أن تقوم بتشكيل لجنة أزمات لمتابعة الساحات المتوترة التي يتواجد بها الفلسطينيون.

5.  ضرورة أن تعمل القيادة الفلسطينية على إنهاء مسلسل العذاب لأبناء الجالية الفلسطينية في العراق والعمل على تأمين دخولهم إلى قطاع غزة والضفة الغربية بدلا من مخيمات ودول اللجوء الجديدة وبدلا من البحث في توطينهم بشمال العراق أو السودان. 

المطلوب عربيا:

1.  وجود سياسية عربية مشتركة للتعامل مع ملف اللاجئين بصورة فاعلة اكبر عما هي عليه الآن وتلتزم به كافة الدول العربية. فلا يعقل أن يتم رفض الفلسطيني القادم من العراق لهذه الدولة أو تلك تحت أي شعار بينما توافق الدولة نفسها على ذهابه لآخر بقاع الأرض.

2.    ضرورة مراجعة كافة القوانين والتعليمات في الدول العربية بما يخدم حقيقة المصلحة العليا للاجئين.

3.    توفير الأطر السليمة لدعمهم اجتماعيا واقتصاديا

4.  خلق لجنة عربية بإشراف الجامعة العربية معنية بالتأكيد على حق العودة وما يتطلبه ذلك من الاتصال بالمؤسسات الدولية لتوضيح والتأكيد على هذا الحق التزاما بالقرارات الدولية بهذا الشأن. 

المطلوب دوليا:  

1.    ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وتوفير الحماية للاجئين وسبل العيش الكريمة

2.  أن تتفاعل المؤسسات الدولية المعينة بملف اللاجئين وأن تكثف من وجودها في صفوف الجالية في العراق، وتسهيل مهمة الذين يعيشون خارجه خصوصا في مخيمات التهجير ودول الشتات الجديدة.

3.    العمل مع الجهات المعنية داخل العراق وخارجه للحفاظ على حقوق اللاجئين المدنية والاجتماعية والاقتصادية.

4.  ضرورة قيام المؤسسات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين سواء وكالة الغوث أو المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بعمل إحصاء دقيق للاجئين في العراق والذين غادروا منهم لدول الشتات.

 

23/5/2009

صادق أبو السعود

باحث في مركز القدس للدراسات السياسية

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"



(15) الباحث، لقد أغلق هذا المخيم الآن بعد أن تم حل مشكلة السكن لقاطني المخيم بالتنسيق مع بعض الأطراف الدولية والعربية

(16) جمال أحمد محمود، 2005، لاجئ فلسطيني في ملجأ الزعفرانية، بغداد، العراق

(17) د. أنور العواودة، 19أيار 2009، مدير الهلال الفلسطيني فرع العراق،

(18) عطا رشدي، 2005، لاجئ فلسطيني عائد من مخيم الرويشد

(19) محمد ابو بكر، 14/9/2009، نائب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير، عمان، الاردن

(20) محمد ابو بكر، 14/9/2009، مصدر سابق         

(21) محمد ابو بكر، 14/9/2009، مصدر سابق

(23) ماهر حجازي، المنسـق الإعـلامي للاجئين                                                

(24) موقع فلسطينيو العراق، مصدر سابق

(25) موقع فلسطينيو العراق، مصدر سابق

(26) موقع فلسطينيو العراق، مصدر سابق