وقال السفير العراقي في تصريحاته إن بلاده تدعم بشكل
فاعل إجراءات الحكومة المصرية فى مكافحة "الإرهاب" وتعزيز الاستقرار
بها، مشيرا إلى أن "الإرهاب" الذى يحدث فى العراق ومصر هو سلسلة واحدة
مترابطة تستوجب التعاون الأمني بين البلدين للقضاء عليه، فلا يمكن مواجهة "الإرهاب"
الا من خلال عمل جماعي.
وحول التعاون المصري–العراقي فى المجال السياسي قال
السفير الدباس إن العلاقات بين البلدين، متميزة ولكنها تضررت كثيرا أيام نظام صدام
حسين بعد غزو الكويت الشقيق وفي عام 2003 بدأنا فى الاتجاه لإحياء علاقتنا مع
الأشقاء العرب، خاصة مصر وبالفعل حضر الكثير من المسؤولين العراقيين إلى القاهرة.
وفى عام 2009 حضر رئيس الوزراء العراقي نورى المالكي
إلى مصر وتم توقيع بروتوكول حول تشكيل اتفاقيات تعاون إستراتيجي بين الجانبين فى
جميع المجالات، وبالفعل بدأت اللجنة المشتركة بين البلدين فى السعي لتفعيل تلك
الاتفاقيات وعقدت اجتماعا لها فى بغداد وحدث اتفاق على تطوير وتحديث الاتفاقيات
على أن تدخل حيز التنفيذ وكان مقررا عقد اجتماع للجنة المشتركة بالقاهرة فى أكتوبر
الماضي، إلا أن الأحداث التى تمر بها مصر، حالت دون ذلك ونحن مازلنا فى انتظار
ترتيبات عقد اللجنة برئاسة وزيري خارجية البلدين.
وأعرب السفير العراقي عن أمله فى أن تكون هناك زيارات
رسمية لوفود مصرية إلى العراق، خاصة وأن هناك العديد من الوفود العراقية الرسمية
التى حضرت للقاهرة ولكن لم تكن هناك أى زيارات من القاهرة لبغداد، رغم أن ذلك سوف
يسهم بصورة كبيرة فى دعم العلاقات بين البلدين فى كل المجالات.
وفيما يتعلق بالتعاون التجارى بين القاهرة وبغداد قال
السفير ضياء الدباس إن عدم وجود اتفاقيات نافذة بين البلدين، أدى إلى عرقلة
التعاون التجاري ولكننا وفى إطار حرصنا على التعاون مع مصر ركزنا على استخدام
الشركات الكبرى وتنفيذ مشاريع فى مجالات الطاقة والنفط والغاز والبناء تم وضع
استثناءات للشركات المصرية، حتى تستطيع الدخول إلى الأسواق العراقية والعمل بها.
وأشار إلى وجود عشر شركات مصرية تعمل فى العراق ونقوم
بتسهيل مهتها بصورة كبيرة ونمنح تأشيرات الدخول للمصريين والعمالة التي تحتاجها
تلك الشركات موضحا أن السفارة تمنح ما بين 40 – 50 تأشيرة يوميا للمصريين.
وقال السفير العراقي إن حجم التبادل التجاري بين بغداد
والقاهرة بلغ مليار دولار العام الماضي نصفه مبيعات نفطية لمصر وأننا نسعى من خلال
رجال الأعمال إلى دعم التعاون التجاري بصورة أكبر فى مجالات عديدة.
وحول التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين قال السفير
العراقي بالقاهرة إن البلدين تربطهما علاقات ثقافية وثيقة، فلكل منهما حضارة عريقة
وواقع ثقافي كبير ولكننا نسعى منذ عام 1991 إلى إعادة افتتاح المركز الثقافي
العراقي بالقاهرة وقمنا بتقديم طلبات عديدة للحكومات المصرية المتعاقبة منذ أيام
مبارك ولكن ليست هناك استجابة لهذا الطلب على الرغم من أهمية تفعيل هذا المركز.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية ورؤية العراق لها قال
السفير الدباس إن موقف بلاده واضح مع تطلعات الشعب السوري فى اختيار من يحكمه وهو
حق مشروع وطبيعي لأننا كنا فى العراق ضحية لنظام غير مرغوب فيه من الشعب ومن خلال
تحركاتنا لمسنا أن الحل الأمثل لحل الأزمة السورية هو الحوار والتفاهم بين
المعارضة والنظام.
وأكد أن الحوار هو السبيل الوحيد وأن التدخل الخارجي
سوف يزيد الأمور تعقيدا ويؤدي إلى نمو الحركات المتطرفة التى تحصل على دعم من جهات
مختلفة، مشيرا إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، سوف تزداد الأمور سوءا وسوف
يصل ذلك إلى دول المنطقة بأكملها.
وحول رؤيته للقضية الفلسطينية قال السفير العراقي إن
لها تداعيات كبيرة على الواقع العربي، خاصة وأن سلطات الاحتلال تتجاوز كثيرا رغم
وجود قرارات دولية تحتم عليها الالتزام بما اتفق عليه المجتمع الدولي وخاصة إقامة
دولتين وعدم اعتراف المجتمع الدولي بالمستوطنات التى تقام بشكل مستمر.
وأضاف أن عدم وجود موقف حازم دوليا وعربيا تجاه "إسرائيل"،
سوف يجعلها تستمر فى تجاوزاتها وستظل القرارات الدولية ذات الصلة .
المصدر : بوابة الأهرام المصرية
3/3/2014