الهاربون إلى الصحراء بين خيارات الموت ؟!!

بواسطة قراءة 8175
الهاربون إلى الصحراء بين خيارات الموت ؟!!
الهاربون إلى الصحراء بين خيارات الموت ؟!!

كومة من الآدميين التي تشي كل ذرة من كيانهم بالخوف والبؤس وانتظار المجهول ، الذي لن يعود، بأية حال ، بالخير عليهم .

 

أكثر من 300 فلسطينياً بينهم عدد من النساء والأطفال والمعوقين والمرضى ، من مشردي حرب التطهير العرقي التي شنتها عصابات الإرهاب الصهيوني المسلحة عام 1948، الذين اصطحبتهم فرقة الجيش العراقي التي شاركت في تلك الحرب ، تم تشريدهم مرة أخرى هرباً من الفظائع والمجازر وعمليات التنكيل على يد الوحوش البشرية من قوات الأمن العراقية ، والميليشيات المنفلتة من عقالها والمتعطشة للدماء .

 

خيام بالية ممزقة في هجير الصحراء لا تقي من لهيب صيف تموز، نصبت على التراب ، أطفال يلعبون بين أكوام التراب غير مدركين للخطر الداهم الذي ينتظرهم كلسعة عقرب ، أو لدغة أفعى .

 

مؤونتهم عدد من ربطات الخبز الملقاة في الحرارة وبعض المعلبات المعرضة للتلف السريع بسبب حرارة الصيف ، وبضعة غالونات من الماء تجود بها قوافل الزائرين من الفصائل الفلسطينية ، ربما من باب رفع العتب. فلا سعي لدى الجهات المعنية من أنروا، أو مفوضية عليا لشؤون اللاجئين ، بعد قرار الحكومة السورية بعدم استقبال أي فلسطيني هارب من العراق ، بعد استقبالها للدفعة الأولى .

 

هذا الوضع يؤدي للاستنتاج ببساطة أن المراد القضاء على الوجود الفلسطيني اللاجئ بشكل خاص، لمحو كل أثر يتعلق بنكبة 1948 وإلا ما معنى تخلي كل الجهات المعنية بهذه الأوضاع عن هؤلاء البائسين ، يضاف إلى بؤسهم خوفهم من هجوم عراقي آخر بعد الهجوم الأول الذي تعرضوا له ، وأنقذتهم منه قوات الجمارك السورية .

 

أما هدف الهجوم فهو اختطاف شابين بعد عملية تفجير انتحارية لإجبارهم على الاعتراف بأنهم الفاعلون، بعد تعريضهم لعمليات تعذيب وحشية تجبرهم على ذلك ، كما أفادوا، وهذا ديدنهم دائما حيث تعرض عدد من الفلسطينيين لأشد أنواع التعذيب وإجبارهم على الإدلاء باعترافات وأعمال لم يرتكبوها كي يبرروا لقتل الفلسطينيين واستهدافهم من قبل الميليشيا البربرية الشعوبية .

 

وللإنصاف فإن جل ما يقدم لهم من خدمات يقتصر على زيارتين صباحية ومسائية من طبيب لصحة ريف دمشق ، وطبيب متطوع من الأنروا يزورهم مرة واحدة في الأسبوع وسمح لامرأتين في حالة ولادة بعبور النقطة الحدودية لتقديم الخدمات الضرورية لهما ، وسمح لثالة إلا أن الجنين توفي بعد خمسة أيام من ولادته .

 

مر على وجود هؤلاء أكثر من أربعة أشهر ، دون أن يبدو مؤشر واحد على إمكانية تحسين أوضاعهم ، بل ازدادت مخاوفهم بعد قيام المفوضية السامية للاجئين بتوزيع خيام شتوية عليهم ، في إشارة منها على أنها منحتهم خياماً صيفية وأخرى شتوية يبقوا هناك حتى يهلكوا، خاصة أن الأمراض بدأت بالتفشي بينهم ، حيث أصيبت أسرة كاملة مكونة من خمسة أطفال بالجدري. وتوجد حالات التهاب في المعدة والمري ، وطفل في الثانية عشر من عمره قضى نحبه هناك بعد تعرضه لحادث دهس غير متعمد من قبل شاحنة كبيرة كان يتزود من الماء لأهله ومن معه .

 

كما توجد حالة إصابة قلبية لم يسمح لصاحبها حتى ساعة إعداد التقرير بعبور الحدود لتلقي العلاج اللازم .

 

طلب منا بعض هؤلاء السؤال عن إمكانية لم شملهم مع بعض أقاربهم الموجودين داخل الأراضي السورية والذين يحملون وثائق سفر فلسطينية سورية ، أو مع أقاربهم الموجودين في مخيم الهول في الحسكة.

 

المجموعة 194، ورابطة اللاجئين الفلسطينيين في أوروبا تضع هذا التقرير بين أيدي كل الجهات المعنية كي تقوم بواجبها تجاه كومة البؤس البشرية هذه التي لم ترتكب ذنباً سوى البحث عن مكان آمن من هول المجازر التي ترتكب بحقهم في العراق بتهمة أنهم " فلسطينيون".

 

ومن الجدير بالذكر,ان اللاجئين الفلسطينيين في العراق والبالغ عددهم عشرون الف لاجيء قد طالبوا برسالة نشرت في القنوات والوكالات الاعلامية تطالب بنقلهم الى قطاع غزة بعد تردي اوضاعهم الامنيه والصحية والمادية وقد وصفوا حالهم مختصرا (بان من يتكلم اللهجة الفلسطينية في بغداد يخطف ثم يقتل وان تحركوا خارج مجمعاتهم مترا واحدا فانهم معرضون للاعتقال او القتل) وقد اكد اللاجئون برسالتهم بان لامجال لبقائهم هناك ، وأنهم يتعرضون للقتل والتضييق يوميا .

 

والآن ونحن مقبلون على فصل الشتاء كيف سيواجه هؤلاء الضعفاء الفارين المشردين البرد القارص والأمطار الغزيرة في هذه الصحراء القاحلة المظلمة المخيفة ؟!!! أم أن الدم الفلسطيني أصبح مباحا ولا قيمة له ؟!!!!!!!!!

 

أضافت الرابطة العراقية تعليقا على ذلك المشهد المأساوي فقالت : صورة مساوية لاخواننا اللاجئين الفلسطينيين الهاربين من العصابات الطائفية, فهل تختلف هذه الصور عما فعله بهم اليهود الصهاينة السفاحون قبل عقود..؟! أم هي طبق الأصل.. وأين هي يا ترى المراجع الشيعية التي تصدر الفتاوي والبيانات من أجل حمايتهم والتي معظمها كانت لذرّ الرماد على العيون, بينما قطيعها الضال يعيث فساداً وانتهاكاً وقتلاً وتشريداً حتى بمن استجار بنا, ألا أننا لن نستغرب هذا الاجرام الفاحش فقد ارتكب حلفاؤهم من حزب الشيطان وحركة أمل مجازر بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يشيب لها الولدان, وها هي ذي ذات فرق الموت الطائفية تكمل المشوار الطائفي البغيض, فهل هناك من بقيت على عينيه غشاوة وينتظر من أشدّ الحاقدين على العرب والفلسطينيين أن يحرروا لهم أرضهم ويدافعوا عنهم ويكونوا الجدار الذي يقف بوجه الصهيونية !؟


الجواب: وأنى لفاقد الشيء أن يعطيه..