تربية الأبناء ما بين الماضي والحاضر - وائل الأسعد

بواسطة قراءة 9504
تربية الأبناء ما بين الماضي والحاضر - وائل الأسعد
تربية الأبناء ما بين الماضي والحاضر - وائل الأسعد

بسم الله الرحمن الرحيم

لم تكن حياتنا القديمة بهذه الصعوبة والمعاناة التي نعيشها اليوم , ففي السابق كانت الحياة جميلة , ولها طعم خاص ومذاق حلو , كانت العائلة الواحدة التي تتكون من 5 أفراد تعيش في بيت واحد , بل وبعض العائلات كانوا يعيشون في غرفة واحدة وتحت سقف واحد , كانت أيام جميلة بحلوها ومرها , فرحها وحزنها , كانت اللمة الجميلة بين رب الأسرة و أولاده مابعد صلاة الجمعة والحوار الذي يكون بينهم من أسئلة دينية وثقافة علمية , وتاريخ حضارتنا , وقضيتنا الفلسطينية وسرده لهم من القصص والبطولات والروايات الشهيرة كان لها نكهة خاصة , من الصعب مقارنة الأمس باليوم , ففي وقتنا الحالي الكثير من الآباء لا يجتمعون بأولادهم ولو لساعة واحدة في اليوم , تراه مشغول في أمور حياته وما نحو ذلك , ولكن هذا لا يمنع في أن يجلس مع ابنه على الأقل ساعة في اليوم ويتسامر معه في كافة الأمور , ما المانع في أن يفعل ذلك ؟ , يخصص وقتاً لابنه , فمثلاً يكلمه عن أمور الدين الأسلامي الحنيف , يكلمه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبة سلم ورضي الله عنهم,,  عن زوجات النبي صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهن , كثير من شبابنا المسلم اليوم وفي مجتمعنا لا يعرفون زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن , وكما تعرفون انه من الواجب أن نتفقه في الدين  ,و أن نتعلم , فالعلم نور والجهل ظلام , هذه العبارة مرت وما زالت تمر علينا كثيراً , ولكن هل من تطبيق ؟ .. وكذلك يتحاورون عن الأمور الاجتماعية والاخبارية ويتناقشون أخبار أهلنا الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات ,, ... وهكذا...  المهم أن لا يتركه ولا يهمله لأن الأب بلا ريب هو راع وهو مسؤول عن رعيته , وكذالك الأم .

عندما كنا في بلداننا العربية , كان للأب وقفات كثيرة مع ابنه , وكذا الأم مع ابنتها ,, أتت الأقدار وتشتتنا في أوروبا , نسي الأب ابنه , وحتى وللأسف صار الابن يأخر مجيئه للبيت ليلاً , والأب في سبات عميق ,, ولا يسأله لمَ تأخرت ؟ , أين كنت ؟ ,, من هم صحبتك ؟ ,, وبالتالي نلاحظ الانفلات التام للابن , واللامبالاة من جانب الأب .. أما البنت أصبحت الرقابة عليها شبه معدومة , فتلبس كيفما تشاء , وأرى ذلك بأم عيني ,, تلبس لباساً ضيقاً , وتجلس على النت ساعات طويلة , على المواقع الاجتماعية للتواصل ( الفيس بوك,,  تويتر وغيرها ) , ولا رقابة عليها أو شبه معدومة ,, وقد تأمرها نفسها للتطرق إلى أشياء محرمة , مخالفة لديننا الحنيف,,  ولا أعمم جميع الفتيات , فهناك من تربين تربية صحيحة صالحة ناجحة , ويعود الفضل لله تعالى ثم للوالدين .

هل سترجع أيامنا القديمة , تلك الأيام البسيطة التي كنا نعيشها , رغم بساطتها إلا أنها كانت جميلة ولا يمكن أن تقدر بثمن , عندما كان إيماننا أقوى من الآن , وعندما كنا نسمع صوت الأذان نحن الشباب نتسابق من يصل إلى المسجد قبل الآخر , وعندما كان تحفيظ القرآن الكريم في كل عطلة صيفية في مساجدنا ,, والله أصعب شيء عندنا نحن المسلمين هو أن نهزم من الداخل,,  خسارتنا لديننا ,, خسارتنا لعقيدتنا ,, هي الطامة الكبرى ,, أيام ذهبت ,, هل ستتكرر ثانية ؟ .

 

وائل الأسعد

14/3/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"