خرج أهلنا من فلسطين إلى العراق بسبب الحروب والمذابح التي حصلت لهم وبعد التمزق الذي أصابهم من الهجرة عادت نفس العجلة لتدوسهم مرة أخرى ولكن هذه المرة لم يكونوا لوحدهم كان معهم أجيال تعيش اليوم نكبة أقسى واشد من نكبتهم الأولى لان نكبتهم الأولى كانت عوائل كاملة خرجت من حيفا إلى العراق ومنهم من استوطن جنين ولكن اليوم تم تهجير الناس حسب الحروف الأبجدية حسب الطول حسب الماساة نعم تم تدمير ما تبقى من الذين وصلوا تدمير عوائل بالكامل عائلة مكونة من الأب وإلام وولدين وبنت الأم توفيت والوالد عاجز عن الحركة كما الهجرة الأولى سافر الابن الأكبر إلى السويد وأتم كل شي وبعد الحصول على لم الشمل توفي الوالد وكان نصيب الأخ الأصغر إلى البرازيل وأما الأخت فكان حظها أوفر قليلا تزوجت والتحقت بزوجها في نيوزيلاند .
تخيل أيها اللاجيء الفلسطيني خارطة العالم وانظر بعين الحسرة والألم بعد ما كانوا تحت سقف واحد ويلفهم غطاء الحنان العائلي أصبح يمزقهم بعد المسافات أي واحد سيحاول أن يبادر لزيارة الآخر المسافة بعيدة ولكن الحب والشوق لبعض كبير اكبر من العالم اكبر من كل ما تخيلتم اتفقوا أن يجتمعوا في مكان أسهل على الجميع.
لم وهو أن يلتقوا في السويد مع أخوهم الأكبر وبعد اخذ ورد وبعد اتفاق وإلغاء لم يلتقوا ولن يلتقوا ما دامت أعمدة البيت سقطت الأم والأب إن هم ذهبوا فمن الذي سيجمعنا بعدهم وهذه قصتنا نحن اللاجئين فلسطين ماتت في قلوبنا فكيف نلتقي في رأي فكيف نجتمع على كلمة هل هو عقاب من السماء هل نحن بسطاء لهذا الحد ليتلاعبوا بمشاعرنا هل نحن مسيطر علينا عن بعد لماذا كل هذه الاحتجاجات .
حاول أن تخرج من ضعفك وجدد حبك لوالديك ولا تدعي موتهم فالمثل القائل الأب (خلف وما مات ) صحيح ، كن شجاعا أيها الأخ الأكبر ولم شمل العائلة ليس صحيحا انه إذا مات الأبوين يعني الحياة انتهت نحن الذين نصنع الحياة نحن الذين نبعث الأمل وحتما سيلتقي الأخوة في مكان ما ولو بعد حين ولكنهم سيلتقون لان الإرادة إن وجدت فلا مستحيل مهما بعدت المسافات ونحن يا أهلنا في الشتات اجعلونا مثل هذه العائلة أن نلتقي في أي شي المهم أن نلتقي وحتما سنلتقي وبعدها سيعود أبوينا ستعود فلسطين بحبنا لبعض وترك المسافات وان كنا قريبين وسنلتقي يوما إنشاء الله في فلسطين بحبك يا أمي بحبك يا أبي بحبك يا فلسطين بحبك لأنكم العامل المشترك في جمعتنا والعامل المشترك في فرقتنا .
29/4/2009
ثامر العيد