لماذا جرى اغلاق موقع وكالة الاخبار العراقية في اليوتوب ؟! – إيهاب سليم

بواسطة قراءة 3173
لماذا جرى اغلاق موقع وكالة الاخبار العراقية في اليوتوب ؟! – إيهاب سليم
لماذا جرى اغلاق موقع وكالة الاخبار العراقية في اليوتوب ؟! – إيهاب سليم

إيهاب سليم – السويد :

في عام 2009, طُرحت فكرة إنشاء موقع لوكالة الأخبار العراقية المُستقلة في اليوتوب باللغات العربية والأنجليزية والسويدية, وجاءت الفكرة حينها للحاجة الى أرشفة بصرية لتاريخ الدولة العراقية المنهوب في أحداث عام 2003 وتاريخ الدولة الفلسطينية المنهوب في أحداث عام 1948, وكذلك لنقل الأخبار الحديثة والعلمية والثقافية, وحينها رحبَ بالفكرة الأستاذ سرمد عبد الكريم الطائي مُديرعام الوكالة وأجابَ: "نحن في خدمة أمتنا العربية دائماً", وجزاه الله خيراً .

فجرى أفتتاح الموقع المُستقل في اليوتوب ضمن عملية ربط داخلي مُباشرة مع موقع الوكالة الرسمي في الدنمارك, ولعبت شبكة خطوط الأنترنيت السريعة في أوربا الدور الأكبر في تسهيل رفع الفيديوات التي أنتجتها الوكالة وكذلك البحث الأسرع عن التاريخ المفقود ورفعه مع المُحافظة على مصدر القناة أو الجهة التي أنتجت الفيديو ضمن اللوائح والقوانين الأوربية والأمريكية المتعارف عليها, فكانت مُحصلة ما رُفعَ في موقع الوكالة باليوتوب ما يُقارب (848) فيديو وجُلها الأكبر خُصصَ ضمن طريقة العمل التالية :

1- نشر الفيديوات المُختصة في الشأن الفلسطيني والعراقي والإيراني والأوروبي باللغات المذكورة أعلاه اذا كانت من أنتاج الوكالة الخاص , ومنها على سبيل المثال لا الحصر : فيديو (مجزرة الطنطورة عام 1948) وفيديو (الثورة الفلسطينية الكُبرى 1936-1939) وفيديو (النكبة الفلسطينية الثانية 1948-2003) الذي اختصَ بربط ماضي اللاجئين الفلسطينيين عِبر نكبتهم في قُرى (أجزم,جبع,عين غزال) في جنوب حيفا عام 1948 والنكبة التي تعرضوا لها في جنوب بغداد عام 2003, وكذلك فيديو (معركة الفلوجة عام 2004) وفيديو (معركة الفاو عام 1988) وفيديو (ثورة العشرين في العراق عام 1920) وسلسلة فيديوات (انتهاكات حقوق الإنسان في السجون الامريكية والعراقية ضد السجناء العراقيين بجميع طوائفهم الدينية ضمن يافطة تحذيرية وفقاً لقوانين النشر الأوربية والأمريكية), وكذلك سلسلة فيديوات (أنتهاكات حقوق الأنسان في إيران) و (المجازر ضد المعارضة الايرانية في مخيم أشرف) .

كما كان لنا الشرف بإنتاج الفيديوات ذات المواضيع الحساسة والأهم مثل فيديو (دجلة والفرات والليطاني في طنجرة الضغط الصهيونية) وكشف أثار الأطماع عليهم وانعاكسها على سوريا ولبنان والعراق وحتى على الفلسطينيين بسبب انخفاض بحيرة طبريا وتسلسل أملاح البحر الى المياه الجوفية ومدته 29:14 دقيقة , وفيديو (نهر ألون وسيروان وقارون في وعاء الضغط الايراني ), وسلسلة فيديوات بعنوان (ماذا تريد اسرائيل؟) و (ماذا تريد أيران؟)..إلخ .

2- رفع الفيديوات المنقولة من الإعلام الأوروبي والأمريكي بما تختص بالشأن العراقي والفلسطيني والأمة العربية بتاريخهم وحاضرهم ولاسيما فيديوات القُدس الشريف, وكذلك المواد الثقافية ولاسيما العلمية, وكانت تخضع هذه المواد للترجمة الى العربية لعدة ساعات, ومنها على سبيل المثال لا الحصر الفيديوات التي تعرضها وكالة ناسا لأبحاث الفضاء وطاقة البيوغاز التي ستتيح للغرب عامة خفض استيراد البترول العربي أو حتى الاستغناء عنه خلال السنوات القليلة القادمة, وكذلك فيديوات المفاعلات النووية و الجيوش الغربية والتكنولوجية الحديثة مثل سلاح البلازما وغيرها الكثير من الفيديوات الاجنبية الهامة .

3- التركيز على مكانة المملكة العربية السعودية بين البلدان العربية, واحتواء الأعلام المُضلل الذي يستهدف أهلنا السعوديين وتاريخهم وجيشهم واستقلالهم ومكانتهم العربية, ومن بينها عرض فيديو (مبعوث الملك عبد العزيز يزور هتلر عام 1938 !) بهدف إقناع هتلر على عدم ترحيل اليهود الاوروبيين إلى فلسطين رداً على الحل النازي لليهود لعام 1936 بترحيلهم من أوروبا إلى فلسطين او مدغشقر, والفيديو مأخوذ من الأرشيف الألماني النادر, وقد جرى ترجمته للعربية من قبل أحد الدكاترة الفلسطينيين في برلين لتبرئة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن من الوثيقة المدسوسة التي تقول انه تخلى عن فلسطين لليهود, وأطرح هذه القضية في وجه الخصوص هنا مرة اخرى ليس لإرضاء حاكم أو مسؤول عربي بل باعتبارها نقطة الخلافات المركزية التي نشبت بين العرب عامة لحرف قبلة الشعوب العربية بما فيها قبلة الشعب الفلسطيني والعراقي من مكة المكرمة إلى (قُم المقدسة) .

4- نقل وجهات النظر العراقية المختلفة, وكذلك تسليط الضوء على معاناة السكان في بغداد و البصرة والأنبار وكربلاء المُقدسة ومختلف المدن العراقية, إضافة الى التركيز على معاناة اليهود ولا سيما المزراحيين و(المسيحيين) العراقيين والفلسطينيين والمصريين ولاسيما الأرثوذوكس والكاثوليك جراء الاحتلال الأشكينازي-البروتستانتي المُباشر وغير المُباشر للمنطقة العربية, والثورة العراقية الحديثة ضد الاحتلال والفساد وسوء الخدمات, فضلاً إلى معاناة العرب في الأحواز, وجُل ما عرضَ حينها من أنتاج الوكالة بالتنسيق مع الأقطاب الداخلية .

5- مواد لم يوضع عليها شعار الوكالة, مثل المواد الأرشيفية المنقولة من الإعلام الفرنسي على سبيل المثال, والتي يُجسد فيها كثيراً من المعلومات الحساسة الصادقة, لهذا ارتئينا أن نتركها للزوار لنقلها الى قنواتهم, ولا سيما ان مصادر الأعلام الأوروبية تتسم بالصدق في كثير الأحيان على عكس مصادر الإعلام الأمريكية .

أخيراً, عرضت إحدى القنوات الإيطالية فيلماً يظهر فيه جرائم اغتصابات الجيش الأمريكي في العراق, فجرى رفع الفيلم بموقع الوكالة في اليوتوب ضمن شعار تحذيري إضافي باللغة العربية ليتناسب تقبل المشاهد العربي, لنتفاجأ ان إدارة اليوتوب قامت بحذف الفيلم المترجم عربياً من موقع الوكالة مع تحذير لمدة ستة أشهر بينما لم يتم حذف النسخة الايطالية من الموقع, وبعد الاتصال بإدارة اليوتوب في أمريكا لمعرفة سبب حذف النسخة العربية فقط على الرغم من ان الفيلم وثائقي ايطالي ولا يزال يعرض بنسخته الايطالية في اليوتوب أي لا يُخالف القوانين بتاتاً, فرفضوا الإجابة, وبعدها انقضت مدة الستة أشهر التحذيرية بسلام, مع التنويه بأننا لم نسلم من رسائل التهديد والاتهامات الصباحية والمسائية طيلة مدة افتتاح موقع الوكالة في اليوتوب, وكنا نلتزم الصمت والهدوء وعدم الانجرار خلف استفزازات مرتزقة واشنطن وتل أبيب وطهران .وخلال شهر رمضان المُبارك , نتفاجأ بإغلاق موقع الوكالة في اليوتوب نهائياً مع مُصادرة إيميل الاشتراك في الياهو في عملية قرصنة مُخابراتية رسمية لاحتواء المُطالبة القضائية وبدون أي سبب يخالف قوانين اليوتوب او القوانين الأمريكية والأوروبية, أو بعبارة أصح من أجل تبرئة القائمين على اليوتوب أن إدارة اليوتوب تلقت ضغوطاً من المخابرات الأمريكية واللوبي الصهيوني في أمريكا بهدف (حوسمة) العراق وفلسطين والأمة العربية مرة أخرى كما جرى سرقت تاريخ وحاضر وحضارة هذه البلدان خلال العقود والأعوام الفائتة ! .

ونشكر الأستاذ محمد عبد الغني الشيخلي مُدير المركز الوطني للعدالة في المملكة المتحدة على موقفه العروبي الأصيل, كما نشكر جميع العروبيين الصادقين من أبناء أمتنا على مواقفهم النبيلة .

 

إيهاب سليم – السويد

3/9/2011

 

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"