إلى الأخوة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل – عصام عرابي

بواسطة قراءة 2577
إلى الأخوة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل – عصام عرابي
إلى الأخوة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل – عصام عرابي

إلى كافة الإخوة من اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل الرافضين لهذه المعاناة ولهذه الأوضاع المزرية ولما يحضرونه لنا في الأيام القادمة .. الأخوة الأعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

لن ندخل اليوم في تفاصيل ما حدث وما يحدث معنا فلو كان الكلام لغيرنا لتحدثنا تفصيلياً ، لكن عندما نكون نُكلمُ بعضنا فلا داعي للتفاصيل ، لأنه وإذا لم نكن جميعاً فغالبيتُنا عانينا هنا وتضررنا وجربنا الإعتصامات والشوارع وذُلها وشاهدنا بأُم عيننا كيف تعاملوا معنا أثناء الإعتصام وكيف كان الرد علينا وبماذا تم وصفنا للصحف البرازيليا وبماذا نوصف لغاية يومنا هذا ، فيُضرب المثل اليوم بثلاثة من إخواننا المسنين الذين لازالوا متمسكين بموقفهم ومطالبهم بأن إذهبوا وإنظروا إليهم ( الدود أكلهم أكل من الوسخ ) !! .

لاحظوا هذا الوصف البشع ، لاحظوا مدى الإستهزاء بنا وبمصائبنا ....

إذا كان الدود أكلهم من الوسخ فلمن يعود الفضل في ذلك ؟

أليس هذا بجهود المفوضية والمؤسسات المشرفة علينا مع بعض المتآمرين ، أليس هذا نتيجة الإهمال وظلمهم للاجئين ، لماذا بدلاً من هذه الأوصاف لا يسئلون أنفسهم كيف وصلوا لهذه الدرجة ، وبدلاً من التمزيق بهم وبكُل من يعتصم ويطالب بحقه لماذا لايقولون كان الله في عونهم ويسر إليهم رحمة من عنده تخلصهم مما تسببنا لهم فيه ،فبعد ظُلمهم نُمزق بهم ..

ونحن نعرف حق المعرفة أنهم لن يقولون هذا ، بكل بساطة لأنهم كالشياطين تمزيقنا أيسر لهم من مجرد كلمة طيبة يقولونها لأحدنا ، المهم أن النظافة ليست نظافة المظهر بل نظافة الجوهر وكل إيناء ينضح بما فيه ..

الأخوة اللاجئين الأعزاء ، كلنا نعلم أن المفوضية مع ذيولها من المؤسسات إتبعت مع اللاجئين سياسة أصعب من ( فرق تسُد ) وأفلتوا بيننا بعضاً من أذنابهم الفاسدة عملت أصعب مما تعمله الآفات بالحقول والمزارع ، فإلتهمت هذه الآفة جزء كبير من أساس الوحدة والتلاحم وروح التعاون بيننا ، لربما في وقت سابق إنطوت على بعضنا أفعالهم وخبثهم ومكرهم ، أما اليوم فكلنا نعلم حقيقتهم وواقعهم ولن ندخل بتفاصيل ذلك الأن ..

اليوم أيها الأخوة الأفاضل لن نقول أنه يكفينا كلاماً وكتابة لا بل يجب علينا المواصلة بشكل أكبر وفاعل أكثر ، لأن الكلام وحده لا يكفي ، فمن قال لهم سأشتكي عليكم أجابوه بكل صلافة ووقاحة ( يدك وما تعطي ) ومن قال لهم سأعمل كذا وكذا قالوا له ( أعلى ما بخيلك إركبه ) إلى متى نضل نقول ونسمع منهم تلك العبارات الوقحة ؟ ولماذا نقول لهم أصلاً ؟ فهم علينا وليسوا معنا ، يعني لن يقدموا سوى ما يضرنا ..

أيها الأخوة لقد لاحظتم فيما مضى من أشهر ٍ كيف أنهم عملوا على كسب الوقت ، فلم يدع كذابهم خافير كِذبة على لاجيئ إلا وكذبها بغية إسكاته لتمضي الأشهر ويظهر الكذب ،، ولو جائتنا المفوظية اليوم وتكلمنا سيقولون

من قال وفعل هذا خافير !! خافير ذهب وليس له وجود ولم يعد المدير ، فيصبح هنا حمالةً لجميع الأخطاء ، إننا وبين شِلة الكذابين هذه لن نأخذ حقاً ..

إخواني كلنا أصحاب عوائل ومسؤوليات وذُقنا المُر في حياتنا أشكالاً وألواناً ولم نأتهم من الجنة بل جئنا من الموت ، يعني أننا لن نسمح لأمثالهم بأن يدوسوا علينا وعلى أطفالنا ، ولم نأتي هنا لتكون الشوارع مستقرنا ومستقبل أطفالنا ،، حان الوقت أيها الأخوة للتواصل مع بعضنا ، حان الوقت لنضع يدنا بيد بعضنا البعض ، للتشاور وتبادل المقترحات والأفكار والحلول الفاعلة ووضع آلية عمل موحدة للخروج من هذا الجحيم ...

فلن نستطيع من فرض نفسنا على هذا الواقع دون توحيد كلمتنا ، لنجتمع كل مجموعة في الولاية التي تقطنها وتوحد كلمتها ومطالبها ، وليس من الصعب علينا التواصل مع بعضنا رغم بُعد المسافات الذي وضعونا فيه ، فليس صعب على من في بورتو آليغري التواصل مع من في ساو باولو والعكس كذلك إلى أن نصل إلى إتفاق واحد جاد يتم العمل عليه ، فما دامت المشاكل واحدة والظُلم واحد والمصير واحد فيجب أن تكون الكلمة واحدة والحل واحد وتجمعنا في مكان واحد ، كي نكون قوة واحدة قادرة على الحصول على مطالبها ، لنعمل أيها الأخوة الأعزاء بشكل جاد وسريع على التواصل مع بعضنا عبر كل الوسائل المتاحة وحزم أمرنا بما يتم الإتفاق عليه ، والله ولي التوفيق ، اللهم انصرنا وإنتقم لنا من كل من ساهم ويساهم اليوم وغداً في ظُلمنا ، ولكم مني أجمل تحية ....

عصام عرابي

27/9/2009

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"