مدير
المركز قدم شرحا عن الوضع القانوني للمحتجزين، حيث أنهم لا يعتبرون متهمين إنما
شهوداً على المتهم بتهريبهم وهو في الغالب يكون سائق السيارة التي كانوا فيها لدى
ضبطهم، ولذا يستمر احتجازهم لفترة طويلة إلى أن تنتهي محاكمة المهرب.
واضاف المدير ان المحتجزين يحصلون على ثلاث وجبات من
الطعام يوميا ويعاملون معاملة حسنة. ثم التقى السفير مع جميع الفلسطينيين
الموجودين في المركز وعددهم عشرين شخصا من الرجال والنساء دون وجود اطفال بينهم.
وقد أبلغ السفير اللاجئين الفلسطينيين بأن لقاءه
يأتي بطلب من القيادة الفلسطينية للمحاولة في حل المشاكل التي وقعوا فيها خلال
نزوحهم الى اوروبا نتيجة الحرب المدمره في سورية، وكذلك للتخفيف قدر المستطاع من
ظروف الحجز وتحسين الغذاء الذي يقدم لهم، وإطلاق سراحهم من المركز.
وتحدث اللاجئون المحتجزون عن الظروف الصعبة داخل
المركز، وعدم السماح لهم بالخروج الى الهواء الطلق لفتره طويلة، كما وان الطعام
الذي يقدم لهم غير كافي، واشتكوا من احد الحراس الليليين الذي يعاملهم معاملة
سيئة. وكان الطلب الرئيسي الذي أعربوا عنه، هو تقصير مدة نظر المحكمة للقضايا التي
هم شهود فيها، علماً ان الفترة الزمنية المنصوص عليها في القانون لا يجوز ان
تتجاوز الشهر الواحد، الا انهم يمكثون في مركز الحجز لاكثر من ثلاثة اشهر، وتطرق
اللاجئون كذلك الى المشاكل المرتبطة بسوء الخدمات الصحية في المركز.
ومن اجل اطلاق سراح الموقوفين الفلسطينيين التقى
سعادة السفير المذبوح مع رئيس دائرة العلاقات الثنائية، ورئيس مديرية الشؤون
القنصليةفي الخارجية المقدونية، ورئيس حرس الحدود المقدوني ونائبه، ومساعد وزير
الداخلية ونائب رئيس بلدية منطقة غازي، ووضعهم بصورة التطورات على الساحة
الفلسطينية كما وتحدث معهم عن اهمية تحسين ظروف الحجز في مركز غازي بابا وتقديم
الطعام المناسب والعناية الطبية للمرضى، كما وحث السلطات العمل على تقصير مده
النظر بالقضايا المتعلقة بالمحجتزين والذين هم شهودا وليسوا متهمين فيها، وشدد
سعادته على انه لا يحق للسلطات تقييد او منع حركة الشهود الا بقرار من المحكمة
وبالتالي يجب اطلاق سراح المحتجزين جميعا وعلى الفور.
بعد الاجتماع مع الشخصيات الرسمية اجتمع سعادة
المذبوح، مع السيد محمد عريفي ممثل مفوضية الامم المتحدة اللاجئين في مقدونيا
مركزاً على الحالات الانسانية التي تتطلب علاجا سريعا، وكذلك على موضوع التغذية، بالإضافةإلى
مناشدته للتدخل كمؤسسة دولية للضغط على الجهات الحكومية المعنية للافراج عن
المحتجزين اللاجئين.
كما واجتمع السفير مع سوزانا باونوفسكا، السكرتير
الدائم للصليب الاحمر المقدوني في سكوبيا، ووضعها بصورة الوضع في مركز الحجز وطلب
تدخلها لادخال بعض الحالات المرضية للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
كما وتضمنت الزيارة أيضاً لقاء مع القائم باعمال
السفارة القطرية في مقدونيا وإطلاعه على أوضاع المحتجزين في مركز (غازي بابا)وطلب
تدخله لدى السلطات المعنية من اجل اطلاق سراحهم، خاصة وانهم السفارة العربية
الوحيدة الموجودة في مقدونيا.
كما واجتمع السفير مع وفد منظمة (هيومان رايتس ووتش)
الذي جاء خصيصا لزيارة مركز الحجز (غازي بابا)، حيث سمح لهم لقاء مدير المركز فقط
دون التحدث مع المحتجزين، وقام السفير بإطلاعهم على ظروف الحجز، وطالب تدخلهم
للمساعدة في اطلاق سراح المحتجزين هناك.
وفي وقت لاحق قام السفير المذبوح بزيارة الطفل
المصاب محمد حسن حافظ (من ام فلسطينية واب سوري)الموجود في مركز اعادة التأهيل في
مدينة اوخريد، والذي اصيب برصاص الشرطة قبل عدة اشهر في مقدونيا، مما اصابه بشلل
نصفي، وقام السفير بالاطمئنان عن صحته، وتحدث مع الطبيب المعاين له لمعرفه وضعه
واحتياجاته، وتبين بأن الطفل محمد بحاجة الى "كارسيت" طبي ليتمكن من
الوقوف ومحاولة البدء بالمشي ولكن لا يوجد امكانية للمسشتفى لتأمينه. وبهذا الخصوص
تواصل السفير مع ممثل مفوضية الامم المتحدة للاجئين لتأمين المستلزمات العلاجه
للطفل، ولقي سعادته تجاوبا سريعا من الممثل الذي وعد بتأمين ما يلوم بأسرع وقت.
ومن جهة اخرى يتوقع أن يزور مقدونيا خلال الشهر
القادم وفد من منظمة امنيستي انترناشيونال بغية الاطلاع علىظروف الحجز في مركز
(غازي بابا) وحث السلطات لتحسين ادائها وتعاملها مع اللاجئين.
وتأتي هذه التحركات للمؤسسات الحقوقية الدولية إثر
زيارة سفير دولة فلسطين السابقة الى سكوبيا في شهر نوفمر الماضي ولقائه مع عدد من
المسؤولين المقدونيين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الاوروبية والدولية
المعنية بحقوق الانسان.
المصدر: وكالة معا الإخبارية