غزة - دنيا الوطن
وصلت يومي الثالث والرابع من شهر مايو/أيار الحالي ثماني عائلات (35 فردا) من فلسطينيي العراق والعالقين منذ سنوات في مخيم الهول الصحراوي على الحدود العراقية السورية إلى كل من ملبورن وسيدني وبيرث في أستراليا ، وتمثل هذه العائلات بداية المرحلة الثانية ممن وافقت الحكومة الأسترالية منحهم حق اللجوء الإنساني بعد نجاح المرحلة الأولى من مشروع غوث فلسطينيي العراق في العام 2009 .
وكانت الجمعية الأسترالية لغوث اللاجئين من فلسطينيي العراق (أسباير) قد تقدمت - بالنيابة عن تلك العائلات - بطلبات اللجوء الإنساني لأستراليا في نهاية عام 2010 بعد عملية طويلة من العمل لتجهيز ملفات اللاجئين وتقديمها لدائرة الهجرة الأسترالية .
تأسست (أسباير) في العام 2007 بمبادرة من الأكاديمي والمذيع الفلسطيني المقيم في ملبورن- أستراليا ، يوسف أحمد الريماوي ، وتضم مجموعة من المتطوعين الأستراليين والعرب من بينهم محامون وكتاب ورجال أعمال وطلبة وفنانون لتقديم الدعم اللغوي والقانوني والمادي للاجئين من فلسطينيي العراق .
وقد بدأ مشوار هذه العائلات الثمانية إلى أستراليا بالزيارة التضامنية التي قام بها الريماوي إلى مخيم الهول الصحراوي في فبراير 2010 ، حيث اطلع على الظروف المعيشية المأساوية للعائلات الفلسطينية التي فرت من ويلات الحرب والقتل والاستهداف في العراق ، لتجد نفسها أمام أبواب موصدة وتخاذل عربي ودولي مستمر حتى اللحظة ز
يقول يوسف الريماوي ، مؤسس ورئيس (أسباير) : "مباشرة بعد عودتي لأستراليا من مخيم الهول ، بدأنا العمل الدؤوب لترجمة وثائق العائلات إلى الإنجليزية وتجهيز استمارات طلب اللجوء الإنساني من الناحية اللغوية والقانونية تمهيدا لتقديمها لدائرة الهجرة الأسترالية وهو ما تم بالفعل في ديسمبر من عام 2010" .
"بالإضافة لتجهيز الاستمارات، نقوم بالتنسيق مع عدد من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان واللاجئين وعلى رأسها منظمة العفو الدولية (أمنستي) الممثلة بالدكتور : غراهام توم - منسق اللاجئين في المنظمة ، والذي لعب دورا مفصليا في إنجاح هذا المشروع" يضيف الريماوي .
وقد كانت باكورة نجاحات (أسباير) في العام 2009 حيث استقبلت أستراليا 16 عائلة (68 فردا) من مخيم الهول الصحراوي ضمن المرحلة الأولى من مشروع الجمعية لمنح حق اللجوء الإنساني للاجئين من فلسطينيي العراق.
يذكر أن ما يزيد عن ثلثي فلسطينيي العراق - والبالغ تعدادهم ما يقارب الثلاثين ألفا حسب إحصاء الأمم المتحدة لعام 2004 - قد فروا من الاستهداف والاضطهاد والقتل والتهجير على يد بعض الميليشيات العراقية المسلحة التي نشأت بعد الغزو الأمريكي للعراق ، ومنها جيش المهدي (التابع للتيار الصدري) وفيلق بدر (التابع للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي) وقوات المغاوير (المحسوبة على وزارة الداخلية العراقية) ، والتي بلغت ذروتها في العامين 2006 و2007 ، لتبدأ هذه الآلاف فصلا جديدا من العذاب والشتات ، حيث علق بعضهم على المخيمات الحدودية في الوقت الذي انتهى الأمر بمعظمهم في دول عدة من بينها تركيا والهند وماليزيا ، مقيمين فيها بشكل مؤقت وبدون أية حقوق تذكر ، بانتظار حل عادل لا يبدو قريبا في الأفق .
المصدر : موقع صحيفة دينا الوطن الفلسطينية
5/5/2012