لاجئو فلسطين في معتقل مخيم الوليد الصحراوي بالانبار غرب العراق

بواسطة قراءة 2419
لاجئو فلسطين في معتقل مخيم الوليد الصحراوي بالانبار غرب العراق
لاجئو فلسطين في معتقل مخيم الوليد الصحراوي بالانبار غرب العراق

حسن المشهداني - الأنبار

في كل يوم تتكشف حقيقة الوضع المأساوي للاجئين الفلسطينيين في العراق حيث كشف تقرير خاص من منظمة الصداقة العراقية – الفلسطينية حجم المعاناة المأساوية لأناس لا ذنب لهم سوى أنهم فلسطينيون. 

يقول التقرير: في بيئة صعبة.. صحراء قاحلة.. سيول جارفة.. أعاصير.. حرائق.. أفاعي.. عقارب.. علاج قاصر.. أطباء أم مطببين.. مستوصفات لا تحمل من اسمها نصيب.. أدوية دورها الأساسي تسكين.. مخيمات.. معتقلات.. منافي.. هكذا يعيش فلسطينيو العراق .. 

فمنذ نزوح الفلسطينيين من العراق عقب استهداف وتصفية الوجود الفلسطيني هناك, ومع إقامة المخيات الصحراوية الحدودية مع الدول العربية, بدأت مظاهر الأمراض تنتشر بين اللاجئين وبكثافة... الأمراض التي أصابت اللاجئين كانت على الشكل التالي: 

·    أمراض الجهاز البولي والتناسلي (التهابات المجاري البولية, الحصوات, التهابات الكلى, دوالي الخصيتين).

·    أمراض الجهاز التنفسي وخاصة لدى الأطفال (التهاب الجيوب الأنفية, التهاب القصبات, الربو).

·   أمراض جهاز الهضم (أمراض المعدة, المري).

·    أمراض نفسية وخاصة لدى الفئات العمرية الصغيرة.

·  أمراض الجهاز العصبي.

·  أمراض العين وخاصة لدى الكبار في السن.

·  أمراض القلب المتعددة.                

وتعود هذه الأمراض إلى الأسباب التالية :

 1.  طبيعة البيئة الصحراوية التي يجبر اللاجئون على العيش فيها: حيث يعيش اللاجئون والبالغ عددهم 1900 فلسطيني في مخيم الوليد في بيئة صحراوية في الانبار بحالة صعبة للغاية, لا تصلح للسكن الآدمي من حيث الظروف البيئية من عواصف رملية وفيضانات, بالإضافة إلى الحيوانات السامة والقاتلة من العقارب والأفاعي, حيث سجلت عدد من حالات الإصابة بهذه الحيوانات الخطيرة, كل ذلك بالإضافة إلى الإصابات البشرية نتيجة الحوادث التي أصابت المخيمات من حرائق في الخيام, حيث تعرض مخيمي التنف والوليد لمجموعة من الحرائق والتي أدت إلى أضرار مادية جسيمة, وإصابات بشرية عديدة وخطيرة. كما أن البيئة القاسية كان لها دور سلبي على نفسية اللاجئين, فتولدت لديهم عدد من الأمراض النفسية, كالخوف عند الأطفال, وحالات عصبية هيستيرية لدى الكبار, بالإضافة لإحداث توترات بين اللاجئين أنفسهم.

 2.  الأمور الخدماتية والغذائية المتوفرة في المخميات: حيث تلعب الموارد الخدماتية في المخيم دوراً هاماً في انتشار الأمراض بين اللاجئين, فالمياه الملوثة التي يستخدمها اللاجئون للشرب والغسيل معاً سببت الكثير من أمراض الجهاز الهضمي, إضافة إلى أن معظم خزانات المياه ملوثة وبحاجة للتنظيف والتبديل. كذلك المواد الغذائية المقدمة, وخاصة المعلبات تكون فاسدة في أحيان كثيرة, حيث سجلت عدد من حالات الإصابة بالتسمم الغذائي في كل من مخيم الوليد والتنف نتيجة المعلبات الفاسدة وقد اعترف القائمون على هذه المواد بأنها فاسدة لكنهم قاموا بتوزيعها على اللاجئين. كما أن المرافق العامة المشتركة من حمامات ومغاسل لعبت دوراً في انتشار الأمراض بين اللاجئين, حيث تعاني هذه المرافق من القذارة لعدم توفر من يقوم بتنظيفها بالشكل الأمثل, حيث يعتمد اللاجئون على أنفسهم وبوسائل غير كافية لتنظيفها, إضافة إلى كون الكثير من هذه المرافق غير مكتملة البناء والتجهيزات.

 3.  الوضع الصحي والطبي المتردي في المخيمات:تفتقر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من العراق إلى العلاج الصحي المناسب, والكفاءة الطبية اللازمة لعلاج الحالات المرضية الحرجة, حيث يقتصر دور المستوصف الطبي في المخيم إن صحت تسميته بذلك على علاج الحالات الاسعافية من جروح وحروق, أما الحالات المرضية يقتصر دروه على تقديم مسكنات الآلام وتحويل الحالات "المرضي عنها" إلى المشفى للعلاج وهذا الكلام تحديداً في مخيم التنف الواقع بين الحدود السورية العراقية, حيث يتم تحويل الحالات المرضية إلى مشفى فلسطين التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في العاصمة السورية دمشق, وقد أبدى اللاجئون انزعاجهم من بعض التصرفات الغير إنسانية من قبل الأطباء المسئولين عن الملف الصحي لمخيم التنف في مشفى فلسطين, والاستهتار بهم, مما دفع الكثير من اللاجئين للعودة لمخيمهم دون إكمال علاجهم في المشفى المذكور لما لاقوه من فظاظة ومعاملة سيئة, علماً أن نفقة العلاج على كاهل مفوضية شؤون اللاجئين (unchr) وليست على نفقة الهلال الأحمر الفلسطيني. أما مخيم الوليد الواقع في منطقة الأنبار العراقية, فلا يوجد إلا طبيب واحد لعلاج أكثر من 1900 لاجئاً, ويفتقر المخيم لمستوصف مجهز بكافة التجهيزات الطبية والمعدات اللازمة لعلاج الحالات المرضية وحتى الإسعافية منها, وهذا بدوره يجبر اللاجئين على المجازفة بأنفسهم إما بالعودة إلى بغداد للعلاج أو الذهاب إلى مشفى القائم الذي يحتاج إلى ثلاث ساعات للوصول إليه عبر طريق حافل بالمخاطر والمليشيات, وقد توفيت سيدة فلسطينية بعد عودتها لبغداد للحصول على جرعات كيميائية لمرض السرطان تقاعست المنظمات "الإنسانية" العاملة في المخيم عن تأمين هذه الجرعات لها. أما مخيم الهول في مدينة الحسكة السورية فإنه يعد أفضل نوعاً ما من الناحية الصحية بالنسبة لباقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من العراق. هذه صورة مفصلة للواقع الصحي الذي تعيشه مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من العراق الحدودية مع الدول العربية ,مع أن الامراض المستعصية مرشحة الحدوث جراء التدهور الصحي في المخيمات, وفي حال حدوثها ستكون كارثة إنسانية تضاف للكوارث التي آلمت بأبناء شعبنا الفلسطيني النازح من العراق.

19/8/2008