لا نستغرب الحقد السعودي البندري على لبنان، ولا نقف كثيراً على
همجية سورية التكفيريين علينا، ولا يهمنا حقد الصهاينة على هذا البلد الأصغر
والوحيد الذي انتصر على كيان الشياطين، ولكن ما نستغربه هو هذا الحقد البركاني
الفلسطيني علينا، وتحديداً على المقاومة وجمهورها، بالأمس خانت حماس "حزب
الله" وسورية ووقفت بجانب ضباط من "إسرائيل" وأميركا والسعودية
وقطر في القصير، ومن أجل الحق والله والذاكرة نشير إلى ان المال والسلاح والدماء
والدواء لا يصل إلى غزة وفلسطين وحماس إلا من إيران والشيعة و"حزب الله"
ولبنان وسورية الأسد، وفي الجهة الثانية نجد مصر مبارك وصولا إلى مرسي قتلت وقطعت
رقاب وشرايين فلسطين، وأهم انجازات محمد مرسي السني الإخونجي المتأمرك تدمير أنفاق
أنفاس فلسطين، لا بل من المستحيل أن يسمح لفلسطيني يحمل جواز سفره غير المصري من
الدخول إلى أرض مصر، وذات رحلة بقينا في مطار القاهرة أكثر من 9 ساعات تضامناً مع
شاعرة فلسطينية لم يسمح لها بالدخول لتتسلم جائزة الشيخة سعاد الصباح..وفي
السعودية وأغلب دول الخليج يعيش الفلسطيني مراقباً وإرهابياً، وبسرعة يخون ويقطع
رزقه ويفنش من عمله بينما هو في سورية حاكما ومعززا لا نستطيع أن نميزه من بين
المواطن السوري، وفي لبنان حكم ياسر عرفات حتى سال الدماء، ومن المؤكد أن السعودية
تاريخياً لم تقدم بندقية للمقاومة الفلسطينية بل قدمت المال الجنوني لكل زعامة
تشكك وتخرب المقاومة، ومع ذلك وفي انتصار المقاومة الفلسطينية في غزة خرجت كل
الفصائل الفلسطينية والسلاح الذي في حوزتها من سورية إيران و"حزب الله"،
واقفة تشكر مصر والسعودية وقطر وهم يدركون كيف اغتالت بعض قيادات حماس جراء سيارات
وساعات فاخرة وصلتهم هدية من السعودية وقطر!!
حينما دخلت "إسرائيل" جنوب لبنان في اجتياح 1982 سلم أغلب
الفلسطينيين سلاحهم، وفي مدينة الحسين النبطية كشف عن أكثر من 2500 فلسطيني عملاء
للصهاينة، وأخذوا يخبرون العدو عنا وعن من حضنهم وقدم لهم الطعام والمسكن، خرجوا
مع ضباط الصهاينة ليعرفوا على الشباب "الشيوعي" و"القومي" و"البعثي"
و"المؤمن الجنوبي المقاوم" وإلقاء القبض عليهم، وجرهم إلى معتقل أنصار
والخيام بتهمة الدفاع عن فلسطين!؟!
لن أطيل بالكشف عن حقائق حدثت معنا مباشرة احتراما لبعض الفلسطينيين
القلائل جدا الذين يؤمنون بفلسطين ويعترفون بجهودنا هذا إن وجدتموهم!!
وأكشف عن محاربة الطلاب الفلسطينيين لنا كلبنانيين متعاطفين مع
فلسطين في أميركا، وكيف جاء شباب فلسطيني يدرس معنا في ولاية إلينوز الأميركية
لتكسير معرضي الشخصي في صالة الجامعة لأنه معنون بـ"نهاية وبداية الاجتياح "الإسرائيلي"
في مخيمات صبرا وشاتيلا"، وكيف أباء هؤلاء الطلاب يعيشون الراحة في أميركا
جراء تجارتهم المشتركة مع يهود "إسرائيل" وأميركا، بينما اليهود حضروا
معرضي للمناقشة وتكذيب الصور، وبعض الإعلام الأميركي غيب المناسبة معتبراً أن
الصور مركبة ومفبركة!!!...
ولكن من المستغرب والمستهجن والمزعج أن في كل جريمة تحدث في لبنان
نجد المنفذ فلسطيني أو بمشاركة فلسطينية، وأي حدث طائفي وعنصري وسياسي نجد المشجع
فلسطيني، وكل تقاتل بالسلاح يتم إلقاء القبض على المنفذ الرئيسي فيكون فلسطينياً،
وكل مجرم سفاح قاتل تكفيري يقضي على أرواح اللبنانيين وجيشه وقضاه وأخرهم أحمر(د)
الأسير يحصن بأفراد فلسطينية، ويحتمي في وكر المخيمات بحماية قادتها، وبهية
الحريري التي تشتم وتدفع المال ضد المقاومة والجيش اللبناني لها الكلمة الرئيسية
في صفوف الفلسطينيين بمدينة صيدا!!
واليوم وبسبب كثافة عمليات القصف الصاروخي، والاغتيالات والقتل
الرخيص والسيارات المفخخة واغتيال قادة المقاومة وتحديداً من يُكلف بملف فلسطين،
ألقت قوات المقاومة في "حزب الله" والجيش اللبناني القبض على منفذي هذه العمليات
الصهيونية والتكفيرية والخيانية لتكتشف أن 75% من المجرمين ينتمون إلى فصائل
فلسطينية منوعة وتحديداً فصائل متعصبة دينياً في حماس وغيرها، وأخرها متفجرات
"بئر العبد"، و"الرويس"، و"الهرمل" وصواريخ
الضاحية، وعصابات السيارات المفخخة في الإقليم...الأغلبية من المجرمين الحاقدين
على لبنان وشباب المقاومة وجمهور المقاومة هم من الفلسطينيين!!
ماذا فعلنا لكم؟ هل تحاسبوننا لأننا شيعة أو "مسيحية" أو
بعض سنة نؤمن بفلسطين كقضية مركزية؟
هل هذا هو جزاء وقوفنا إلى جانبكم وإكرامكم وشن الحروب
الداخلية ضد الكتائب والقوات لأجل أعينكم وسلامتكم وحمايتكم؟
ماذا فعلنا لفلسطين غير أننا سلحنا المقاومة في فلسطين لتقاتل مغتصب
فلسطين في وقت كل الأعراب الذين تقبضون منهم المال وتستلمون منهم المتفجرات اليوم
وتحديدا السعودية "بندر" على علاقة حميمة مع "إسرائيل"؟
لماذا هذا الحقد علينا، تذبحوننا بسهولة ونحن نقدم لكم الماء، تفتون
بقتلنا بطيب خاطر ونحن نهديكم المال والسلاح، تدمرون منازلنا التي أسكناكم فيها
مبتسمين، وتحرقون أشجارنا تعمداً وهي التي سترت عوراتكم، وتخربون أرضنا همجياً
وتشاركون في أي فعل طائفي حقير ضد أهل المقاومة لأنهم من طائفة غير طائفتكم؟
لماذا نجدكم تقفون إلى جانب من هم مع "إسرائيل"، وفي
بلادهم سفارات "لإسرائيل"؟
لماذا تبررون كل ما تفعله أميركا بالمنطقة...ما ذنبنا إلى كنا نؤمن
بفلسطين ولا نعترف "بإسرائيل"، فهل هذا يبرر لكم خيانتنا وذبحنا والتأمر
علينا؟
ذات يوم جلست مع مسؤول في مكتب ياسر عرفات، وتحديداً في أواخر
الثمانينيات مبتهجاً بانتصارات عمليات المقاومة "الإسلامية" اللبنانية،
وكانت المفاجأة شنه حملة هوجاء على المقاومة، واتهمها بالشيعية الصهيونية
الفارسية، خاتماً كلامه : "لا نريد أن تتحرر فلسطين على يد شيعة الكفر بل
سنضع أيدينا مع الصهاينة كي نقضي على الشيعة"!!
منذ ذلك الوقت وأنا حذر في تعاملي مع كل الفلسطينيين، وهنا في
الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تناقشت مطولاً مع فلسطينيين داخل وخارج
أرضهم المحتلة...وللأسف ما أن تصل الأمور إلى جمهور المقاومة اللبنانية يشنون
غضبهم ويكفرونهم ويتغزلون بمصر نظام مبارك ومرسي، وبالسعودية و"بندرها"
بسياسة تقربها وحمايتها "لإسرائيل" !!
عذرا من وضوح الصورة فبعد اليوم لن نسمح بتبرير أفعال من نساعده،
ونقدم أرواحنا في خدمة قضيته وهو يتاجر "بشهداء الطهارة"، ويعربد
بمواقفنا كما يعربد ببلده، يجعلوننا نصدق ما قالته غول دامائير في مذكراتها حينما
كانت تعود من معركة خاضتها ضد الفلسطينيين وتقتل العشرات منهم لتنام بحضن عشيقها
الفلسطيني من ألـ فرعون: "لقد لعب بعض وجهاء القدس وأغنيائها بالقمار (تسمي
عائلاتها) مع اليهود في صالات حيفا والقدس، ووضعوا مزارعهم الفلسطينية بأهلها على
طاولة القمار، وكان الفوز لليهود..." نرجو أن لا تقامرون وتغامرون علينا وبنا
فنحن أمة تحافظ على أرضها و"الشهيد" فيها!!
لا نزال نؤمن بفلسطين ولكننا لم نعد نؤمن وبمأمن من الفلسطينيين،
وأسأل فلسطين: لماذا أغلب أهلك يكرهوننا يخونوننا يذبحوننا وأشداء علينا رحماء على
"إسرائيل"؟
المصدر : موقع الرادار ومنتدى "عالم الفن"
اللبناني ومواقع اخرى
22/8/2013