فارق التكوين الفرنسي:
لقد اتصفت هذه الدولة الخبيثة بحربها للإسلام وأهله منذ
قرون، وارتكبت مجازر في حق الأمة لا يمكن لحرٍ أبي صاحب عقيدة أن يبيع هذه الصفحة
من عُمُرِ الأمة أو يهبها لأسافل السافلين، ولا يمكن أن تمر هذه الغمة هباء
سنُعلِمها الأجيال، ونحفرها في قلوب أبنائنا، ونُفَصِّلُ لهم من دماء شهدائهم
قُمُصَاً تُلهب أجسادهم، وتمنع نومهم ولا تبرد إلا بمحاكمة فرنسا، وتنفيذ حكم
العدالة فيها ؛ فهذا عهدنا ولن نتنازل عنه وهو ميراثنا لأجيالنا ما دامت تنبض
بالتوحيد قلوبنا، ويتزاوج رجالنا بنسائنا، وأذكركم بهذا المثل الذي تتداولونه
بينكم أيها الفرنسيون (الحاقد لا يذوق للنوم طعماً) ، ولقد تيقنَّـا أنكم لن
يأتينا منكم الخير وأحسنتم حينما قلتم (لا يخرج من صلب القرد غزال).
فرنسا تاريخ مظلم ضد حضارة الإنسان:
لغة فرنسا الحوارية الدماء، وسلوتها الحرق بالنار
ظلماً، وهذه هي لغة كل جبان حقير في كل زمان ومكان، ونترك التاريخ الفرنسي يحدثنا
عن نفسه وماذا فعل بالمسلمين.
فرنسا والمسلمون في (تونس):
احتلت فرنسا تونس، وحاربت اللغة العربية، والشريعة
الإسلامية، وفرضت تعاليم اللغة الفرنسية، وقطعت المعونات عن المدارس الإسلامية،
حتى قضت على معظمها لتُخرج الأمة من هويتها الإسلامية وتغيبها عن عقيدتها السوية،
ووهبت جنسيتها لكل من طلبها ولكن أُسود الإسلام هناك منعوا دفن كل من حمل الجنسية
في مقابر المسلمين، واستمر البلاء بأهل تونس من هذه الدولة حتى نالت استقلالها
اسميا، ووضعت بديلاً عنها من عملائها، يورِّث بعضهم بعضا رقاب الأمة.
ولبيان حال الأمة اليوم بسبب عملاء فرنسا فإليك الآتي:
نشرت مجلة البيان في نوفمبر 1992 م أنهم جعلوا من هذا
الشعب مأساة حقيقية، حتى أن الدعارة أصبحت بترخيص من هذه العصابة المارقة، عن طريق
وزارتي الصحة والسياحة، وأصبح يُمنع رسمياً توظيف المحجبات، وفُرض الاختلاط،
ومُنعت الصلوات الجماعية في الجامعة الإسلامة [جامعة الزيتونة] بل أصبحت الجامعة
لا تفتح أبوابها إلا [أربع ساعات] فقط ثم تغلق أبوابها، ومما ذكرته المجلة في عدد
جماد الأولى لعام 1421 هـ " فدراسة السُنَّة النبوية في هذه الجامعة ما نسبته
[3 %] والسيرة هي عبارة عن دراسة لها تحت مسمى الأساطير!! علما أن [24 %] تعليم
للغات الفرنسية وغيرها فهي الأندلس الجديدة، ولا زالت فرنسا إلى هذه اللحظة
تستعمرها بعملائها، وتفرض قراراتها حتى أن الرئيس الفرنسي [ديجول] قال عن رئيس
تونس " لَوْ ولد بورقيبة في فرنسا لكان حاكماً لإحدى المحافظات الجنوبية
" انظر [تونس الإسلام الجريح، ص 44].
فرنسا والمسلمون في (الجزائر):
أما الجزائر فلا أدري من أين أبدأ، لقد نكلت بهذا الشعب
تنكيلاً على مر الأجيال ولمدة تزيد عن [130] سنة ؛ تدمير لتعاليم الشريعة.
تهديم للمساجد.
قتل
للعلماء.
اغتصاب
للنساء.
اغتصاب
للأموال.
هتك
للمقدسات.
حرب
للغة القرآن.
سفك
للدماء بمجازر جماعية.
نبش
للقبور.
ووحشية لم يشهد التاريخ لها نظير ولبيان الأمر بوضوح
سأقفك أخي القارىْ الكريم على كلام الفرنسيين أنفسهم ليصفوا لك الحال.
كتبت لجنة التحقيق الفرنسية للملك شارل العاشر الفرنسي
ما نصه: (كيف يجوز لنا أن نشكوا من مقاومة الجزائريين للإحتلال في وقت قامت فيه
فرنسا بتهديم المساجد، وإلغاء القضاء الشرعي، والإستيلاء على أموال الأوقاف،
وتعيين الإمام والمفتي المواليين للإدارة الفرنسية؟ لقد أهدرت السلطات الفرنسية
حقوق الشعب، وداست مقدساته، وسلبت حرياته، واعتدت على الملكية الفردية، ودنس
جنودها المساجد، ونبشوا القبور، وأعدموا شيوخاً من الصالحين لأنهم تجرأوا على
الشفاعة لمواطنيهم، وأنعمت هذه السلطات على الخونة الذين باعوا بلادهم باسم
المفاوضة) أهـ.
ويقول الجنرال شانقاونيبي ما نصه: (لقد كانت التسلية
الوحيدة التي أستطيع أن أسمح بها للجند أثناء فصل الشتاء هي السماح لهم بغزو
القبائل) [أنظر المجتمع الإسلامي المعاصر (ب) إفريقيا ص 56].
وحادثة الكهف المشهورة أن قبيلة بأسرها ولجت كهفاً بكل
ما تملك فأوقدوا على أبوابه النيران لليلة كاملة وما أن جاء الصبح دخل الجنود
الكهف فوجدوا جثث [780] من الضحايا الأبرياء منهم نساء وأطفال، وكانت معهم أنعامهم
فوجدوا رجلاً آخذ بقرني ثور وخلفه امرأته وابنه الصبي حتى أسلم الروح إلى بارئها
وأسلما؛ ولما نُقلت هذه الصور الوحشية إلى رئيس الحكومة أجاب بأن هذه تسمى وحشية
لو كانت في أوربا!
وأختم لك القول بأن الجزائر قدمت في ثورة 1954 م [مليون
ونصف] وهذا كرقم متداول مشتهر ولكن الحقيقة تزيد عن خمسة ملايين إن لم يكن أكثر من
الذين نحسبهم شهداء ، ولك أن تتصور هذه المجزرة التي لم يشهد التاريخ لها نظير من
فرنسا أخزاها الله؛ ووالله لن نسامح فرنسا ولو تشفَّع لها من في القبور على هذه
الأعمال ضد الإسلام وأهله ولها يوم أسود بعون الله.
فرنسا والمسلمون في (المغرب) و (موريتانيا):
لقد فعلت بهم كما فعلت بالبلدان الأخرى التي تدين
بالإسلام حتى قام الجهاد على يد ((ماء العينين)) الموريتاني رحمه الله تعالى
واعتقلوا سلطان المغرب محمد الخامس بعد قتل [5000] مغربي.
إنه الحقد الأسود على الإسلام وأهله، ولن تذهب هذه
المجازر سدى وإن أخفاها عملاءكم من المتعلمنة أخزاهم الله وسيكون هناك لكِ يوم فيه
حساب عسير من أبناء الأمة يا دولة الرجس.
فرنسا والمسلمون في (تشاد):
تشاد دولة مسلمة، وأصول قبائلها عربية يمنية بحتة، وخص
بالذكر شمالها، فهم يشكلون نسبة تزيد عن [85 %] وتشاد هي الدولة الوحيدة التي كان
فيها أكثر من [مائة رباط] للدعوة والجهاد فلا تسل عن مجازر فرنسا فيها.
ويكفيك أن أنقل لك كلام العلامة محمود شاكر رحمه الله
تعالى في كتابه [تشاد] ص 73 قال: (حيث قاموا بجمع أربعمائة عالم من أنحاء تشاد
وقتلوهم بالساطور وهي معروفة بمذبحة " كبكب ") - أقول وهل ينسى لكِ هذا -
عُقِدَ مؤتمراً عالمياً أعلن فيه رئيس الكنيسة ما أسماه
((البشرى العظيمة في انتصار الكنيسة على الإمبراطورية الإسلامية)) ومنعوا أبناء
الإسلام من التعلم إلا أن يعتنقوا ديانتهم أخزاهم الله حتى بعث الله جنده من
المجاهدين الصادقين لكنها كعادتها خرجت وأبلت أمة الإسلام بعملائها فهم يعانون إلى
هذه اللحظة من رجس فرنسا.
فرنسا والمسلمون في (النيجر) و (مالي):
النيجر دولة إسلامية إذ يشكل المسلمون فيها نسبة [86 %]
ولم تستطع فرنسا أن تحتل النيجر لشدة المرابطين فيها رحمهم الله تعالى فاستعانة
بعاهرة أوربا بريطانيا لتستعمرها [38 سنة] ويأبى رجال النيجر أن يُلحقوا أبناءهم
بالمدارس حتى لا يُنصروا طوال هذه المدة فلله درهم من أبطال وأخزى الله فرنسا،
وكذلك فعلت في مالي حتى قام لها البطل الهمام [الحاج عمر الفولاني] فجاهدها إلى أن
قتل فقام شبله [أحمد] فجاهدها إلى أن توفي ولا زالت تعاني من إلى هذه الساعة من
خبث فرنسا. أنظر المجتمع الإسلامي المعاصر ص 76.
فرنسا والمسلمون في (بوركينا فاسو):
المسلمون فيها العدد الأكبر [7 مليون] مسلم فعلت بهم
فرنسا كوارث مخيفة ويشكل المسلمون فيها[65 %] وعبَّاد الصليب [5 %] إلا أن فرنسا
لم تخرج حتى أسلمت الأمور إلى بني جلدتها يتحكمون في أهل الإسلام كيف شاؤا وإلى
اللحظة.
فرنسا والمسلمون في (فلسطين) و(مصر):
ولم تختلف مساعي فرنسا ومشاعرها كثيراً عن غيرها من
الأعداء إلا بزيادة ؛ ونجد هذا واضحاً في النداء الذي أرسله [نابليون] إلى اليهود
أثناء حصار عكا قائلاً: (يا ورثة فلسطين الشرعيين ندعوكم للمساهمة في السيطرة على
بلادكم من أجل بناء أمتكم، وحتى تصبحوا أسياد فلسطين الشرعيين).
كما أن مؤسسة الإليانس كانت نشأتها الأولى في فرنسا عام
1860م.
وللأسف أن نابليون هذا يدرس في المقررات المصرية أنه
بطلاً مغوراً وسيرته أكبر وأكثر من سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخزى الله
العملاء.
وتأمل ماذا فعلت بمصر وقارن كيف يحب متعلمنة مصر فرنسا،
فإليك الآتي:
" نسق اليهود جهودهم مع حلفائهم استعداداً للحرب، فاتفقوا
مع فرنسا على تأمين الغطاء الجوي الكافي للمدن الإسرائيلية وعلى أن يتولى السلاح
البحري تأمين حراسة السواحل الإسرائيلية، وأن تشارك القوات الفرنسية بالقتال ضد أي
دولة عربية تدخل الحرب إلى جانب (مصر)، وأُسند إلى السلاح الجوي البريطاني مهمة
تدمير الطيران المصري على الأرض" [انظر مجلة البيان ربيع الأول 1418 هـ].
وبعدها تخفى كل هذه الحقائق ويخرج العلمانيون ويقولون
فرنسا دولة مسالمة!!
فرنسا والمسلمون في (الجزيرة العربية) و (أفغانستان):
أفادت مصادر فرنسية أن باريس أرسلت إلى منطقة بحر العرب
باخرة للقصف والالتقاط هي الباخرة " لوبوغنفيل " كما أنها أرسلت طائرة
"سي 160 " غابريل للتصنت الإلكتروني، وبالإضافة إلى ذلك فإن طائرات
تزويد الوقود وأخرى للتجسس قامت بعدة مهمات فوق أفغانستان. وقال شيراك إن هذه
الوسائل الإضافية: "تسمح لفرنسا بأن تساهم بشكل أفضل في العمليات .."
[جريدة الشرق الأوسط، العدد: (8368)].
فرنسا وحربها للإسلام في الإعلام:
فقد شنَّ الإعلام هجوماً شرساً على الإسلام وأهله، ففي
صحيفة (لونوفيل أو بسر فاتور) نشر ملف خاص بعنوان: (الإسلام زمن النقد الذاتي) في
4/10/2001م كتبت فيه (جوزيت آليا) مقالاً دعت فيه إلى تحالف دولي يضم المثقفين
المسلمين المعتدلين ليقاتلوا القرآن كافة كما يقاتل العالم الأفغان كافة، ثم قالت:
(عليهم أن يُظهروا كيف يزكي القرآن العنف، عليهم أن يعتبروا أن النص القرآني ما هو
إلا إنتاج بشري يحتوي على أخطاء جسيمة في الأخلاق!! والتاريخ!! والعلوم!! إنه نص بني
على مبادئ متجاوزة!!).
(ما يجب مواجهة فرنسا به نصرة لديننا ونبينا صلوات الله عليه وسلم)
المعرفة أن دولة فرنسا من أعداء الله الظاهرين
المحاربين للإسلام وأهله، وعلى ضوء هذا تعامل فرنسا شرعاً، وحتى لا يُظن أن كل
بخار هو للثلج ؛ فهناك بخار للماء المغلي أيضا.
العلم اليقيني أن لفرنسا أفراخها الذين يجوبون البلاد
الإسلامية طولاً وعرضا، يمهدون للعلمنة الملحدة.
وكما أن فرنسا هي أصل ومنبع العلمانية، فإن عِداء فرنسا
يعني عداء هؤلاء؛ وهؤلاء أكثرهم أرباب لهم نفوذهم، وهذا يحتم الحكمة التي تخدم
الإسلام وأهله.
زعم مسالمة فرنسا للمسلمين صرخات الأفراخ الرخيصة
المفضوحة، تدل عليها منعهم للحجاب في بلدهم وقد منعوه في دول أخرى عربية بأيدي
عبادهم.
(مقاطعة شراء منتجاتهم فهم حريصون على المال ومن خلال هذا نساهم
بتأديبهم).
ومن الضروريات التي يجب أن تعرف أن تاريخ الأمة باعه
العملاء فأكثر التاريخ الحديث يوظف كخادم لأوربا وإلا أين تاريخ هذه المجازر من
تعليمنا؟!
البحث والرجوع للتاريخ الصحيح الذي يُظهر حقائق العملاء
قبل الأعداء ..
({وأعظم نكاية بأعداء الله التعريف بالإسلام ونبيه بالحكمة البالغة
والتمسك بهديهما وتربية النشء على ذلك ودعوة الآخرين}) .
وأخيراً أقول ما كتبت هذا إلا لبيان الحال بالدليل الحي
وواضح البرهان والمؤمن يكتفي بـ قوله تعالى ((وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ
حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)) .
وقوله: ((وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا
النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)).
وقوله : ((مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ
رَبِّكُمْ)).
وقوله ((وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ
يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً))
وقوله
: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا
بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ
أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ)) .