كتب أمين صالح
علم "اليوم السابع" أن أجهزة سيادية تبحث حاليا التزامن في
وقوع ثلاث عمليات إرهابية متتالية في ثلاث بلدان عربية هي مصر وسوريا والعراق،
وتحقق فيها لمعرفة ملابسات وقوع هذه العمليات في نفس التوقيت وبنفس الآلية، حيث
انفجار سيارة مفخخة بالقرب من منشآت تابعة للجيش في البلدان الثلاثة.
وأكد مصدر مطلع لـ"اليوم السابع" أن التحقيقات الأولية
أشارت إلى تورط عناصر من تنظيم القاعدة ومنظمات جهادية فلسطينية في تنفيذ
التفجيرات الثلاثة بعد التنسيق مع مخابرات أجنبية منها وكالة الاستخبارات
الأمريكية بهدف استنزاف قوى الجيش المصري وتشتيت قواه باعتباره الجيش الأقوى داخل
الشرق الأوسط، والوحيد الذي لازال يحتفظ بقواه داخل المنطقة العربية بعد الهجوم الأمريكي
على العراق في عصر الرئيس الراحل صدام حسين وتوابع الربيع العربي في سوريا.
وشهدت البلدان الثلاثة تفجيرات متتالية عبر اليومين الماضيين، ففي
ظهر السبت الماضي شهد مبنى المخابرات الحربية بطريق البلاجات بالإسماعيلية، امتداد
شارع الثلايني، انفجاراً هائلاً، نتج عنه حريقا هائلا بالمبنى، نتيجة تفجير سيارة
مفخخة عن بعد كانت تحت برج التمساح المواجهة للمبنى، وهو البرج التابع لشركة
"التمساح"، إحدى شركات هيئة قناة السويس، أدى إلى وقوع خمسة إصابات تم
نقل أربعة منهم إلى مستشفى الجلاء العسكري والخامس إلى مستشفى الإسماعيلية العام،
كما اشتعلت النيران بسيارتين كانتا بالقرب من الانفجار وتهشيم عدد من الواجهات
الزجاجية بالبرج المتواجد أمام المبنى، ومازال البحث والتحري مستمرين للكشف عن
ملابسات الواقع ومعرفة الجناة.
وفى العراق قتل نحو 40 شخصا على الأقل فى سلسلة تفجيرات انتحارية
الأحد الماضي، كان أسوأها هجوم بحافلة صغيرة خارج مقهى في حي غالبية سكانه شيعة
بالعاصمة بغداد، مما أدى إلى مقتل 38 شخصا على الأقل، وفى هجمات منسقة على ما
يبدو، استهدف مهاجمون عدة مواقع في بلدة راوة على بعد 260 كيلومترا شمال غربي
بغداد بتفجيرات، واستهدف انتحاري آخر شارعا مزدحما في سامراء بشمال العراق.
وفى سوريا قتل 31 شخصا على الأقل، بينهم عناصر من قوات النظام السوري،
الأحد، في تفجير انتحاري عند أطراف مدينة حماة في وسط سوريا، إثر قيام رجل بتفجير
شاحنة مفخخة على طريق سلمية – حماة.
ويقول اللواء مختار قنديل الخبير العسكري في تصريحات لـ"اليوم
السابع" إن هناك علاقة قوية بين التفجيرات الثلاثة والطريقة التي تدار بها
هذه العمليات الإرهابية قريبة بالفعل من العمليات التي يقوم بها تنظيم القاعدة
خاصة وأن هناك اتصالات مكثفة تجرى بين عناصر التنظيم في كل الدول العربية.
وأشار قنديل إلى أن جامعة الدول العربية عليها أن تتبنى مشروعا
واحدا لمواجهة هذا الإرهاب الأسود الذي يسلب من المواطنين حياتهم دون وجه حق مشيرا
إلى أن الأسلوب المتبع في هذه التفجيرات هو أسلوب واحد وغالبا ما يتم من خلال
التنسيق مع المخابرات الأمريكية "والإسرائيلية" التي لها مصلحة كبيرة فى
وقوع مثل هذه العمليات التفجيرية .
وأكد الخبير العسكري أن الموساد "الإسرائيلي" له مصلحة
كبيرة في التنسيق مع مثل هذه الجماعات التي تقوم بالتفجيرات الإرهابية إذ يحاول
تشتيت قوى الجيش المصري فى الوقت الذي تحتفل به مصر بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر
محاولة منه لإضعاف قوى القوات المسلحة المصرية وتشتيت ذهن قادتها.
وأكد قنديل أن الجيش المصري مدرب على مواجهة الجيوش النظامية وليس
على الجماعات الإرهابية وبالتالي يجد صعوبة في المواجهة الأمنية مع قوى الإرهاب في
ظل تمويل غربي هائل لبعض القوى والفصائل المصرية لتشتيت الانتباه ومحاولة زعزعة
الاستقرار وليكن على سبيل المثال ما يفعله الطلاب أيضا من إلقاء الحجارة
والاشتباكات داخل جامعة الأزهر .
المصدر : صحيفة اليوم السابع المصرية
23/10/2013