كثر الكلام على اللاجئ الفلسطيني , ومدى المعاناة التي يعيشها في الوقت الحاضر ,, دعونا نتحدث اليوم عن لاجئون فلسطينيون غربوا وشردوا الى بلاد اوربا ,,, ومصيرهم مجهول ,, وهم : (( اللاجئون المتواجدون في جزيرة قبرص )) الذين لا حول لهم ولا قوة ,, ولا يعرفون ما مصيرهم.
البعض منهم يضع اللوم على فلان ,,, والاخر كذلك ,, وغيرهم الكثير ممن ينتقدون فلان وعلان اخواني الاكارم : تذكروا دائما وابدا قول الله تعالى : (( قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا )) ,, وفي اية كريمة اخرى يقول الباري عز وجل (( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم )).
فلو استمعنا جيدا بالايتين الكريمتين لوجدنا فيهما الراحة التامة والطمأنينة والايمان بالقضاء والقدر ,, وان الانسان قد يقع له شئ من الاقدار المؤلمة ,, والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه ,, فربما جزع او اصابه الحزن ,,,
فكم من انسان سعى في شئ ظاهره خير ,, واسرع اليه واستمات في سبيل الحصول عليه ,,
وبذل الغالي والنفيس من اجل الوصول اليه ,, فاذا بالامر يأتي على خلاف مايريد ,, والخلاصة هي : على كل فرد التوكل على الله وعدم اليأس والصبر , لقول الرسول محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) : ((عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ,, ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ,, وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له )) ,,, واذا وقع شئ على خلاف ما يحب فليتذكر الاية القرانية الكريمة : (( وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم )).
اخواني الاعزاء : اعرف جيدا الوضع الحالي الذي يمر به اللاجئ الفلسطيني في قبرص ,, ومدى معاناته من كافة انواع المعاناة ك : ( اغلاق الملفات ,,, المستقبل المجهول , الاعمال العنصرية ,,, الترحيل الى باقي مدن قبرص ,,, وغيرها الكثير من المشكلات والصعوبات ) ,,, فإذا كنا بوحدتنا وتواجدنا في منطقة واحدة نستطيع حماية بعضنا ولم نقوى على مواجهة مشاكلنا لكثرتها فكيف سيكون الحال عندما نشتت بمناطق مختلفة؟؟؟!!
لو كنا متحدين ,, ويدا واحدة مع بعضنا البعض ضد كل من يريد ان يفرقنا او يزرع فيما بيننا الحقد والكراهية , لما وصلنا الى هذه الحالة التي نواجهها اليوم ,, او التي نعيشها الان ,,, فلننسى الماضي ولنعش الحاضر و لنكن متحابين فيما بيننا ,,, لعل الله ان يفرج همنا ,, وهم كل معسر وينفس كربنا ,, ولنتوكل على الله ,, ومن يتوكل على الله فهو حسبه ,,,, وسنصبر على الابتلاء الذي نعيشه اليوم , فلربما يكون خيرا لنا , نحن شعب عرف وتحلى بالصبر ,, ((نحن فلسطينيون , صامدون )),, ((هكذا كنا , وهكذا سنكون )) ,, شاء من شاء ,,, وابى من ابى ,,,
وفي النهاية اتمنى من الجميع ونفسي اولا بان نترك القيل والقال والنقد الغير صائب ,, ونبحث عن الحقائق والحلول التي من ورائها قد نستطيع تحقيق ما نبتغيه ،، ومن الله التوفيق.
وائل محمد جبر الأسعد
1/1/2011
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"