من الطوبجي الى لوس أنجلس ,من الحلم الى السراب هي محطات اذن ..هكذا قالوا..مفترقات الحياة , من صرخات الولادة حتى سكرات الموت ..هي محطات ومفترقات مصيرية ..منها تمر قاطرة العمر بلحظاته العاقلة والمجنونة ..الهادئة والصاخبة ..فيها الفشل وفيها النجاح ..فيها الامل وفيها اليأس ..تتوقف فيها قاطرة السنين اما لساعة رعب قاتلة او لحظة فرح مصادرة..وعلى سكة الوقت المقدٍَر تتأٍرجح عربات العمر بين نفق مظلم بعيد ..وقمة جبل عالية ..او واد سحيق .
احيانا نفتقد سكة العربة وتضيع القاطرة وننسى المحطة ...او ننسى انفسنا في عربة الحياة ...وتقودنا السكة الى محطة النزول الاجباري ..محطة بلا مفترقات وبلا خيارات ..اما النزول فيها او الاستمرار الى محطة التوقف الاخير الموت قتلا.
والسبب بسيط جدا: لأنك فلسطيني ..ولأننا فلسطينيون ,فأننا دائما في حالة استثناء بكل تفاصيل الحياة ..وبكل تفاصيل الموت.
ولأننا كذلك, ورغم ذلك فأننا نستمر وبعناد على ان نبقى ونعيش العمر بكل دقائقه ..نادرا ما نسقط لا اتحدث عن السياسة ,فهي تكاد تكون فشلنا الاول في الوقت الحاضر.
لأن عربات قطار ساستنا بقادتها وسياسييها ومن ركب معهم ,قد اتجهت الى طريق اخر مغاير عن طريقنا وابتعدت كثيرا عن محطاتنا نحن الفقراء الى الله.
عذرا فانا لا اريد نكأ الجروح ..ولا اريد جلد الذات ولا تجريح احد ,لكنها الحقيقة ..والفلسطينية خاصة :مرة كالعلقم جارحة كسكين ,وتجلد كسوط وتعذب كضمير وتلدغ كأفعى ..لن اخوض بتفاصيل السياسة الان ,والسبب بسيط جدا ايضا :لأننا فلسطينيون.
أحمد أبو الهيجاء
لوس أنجلس
15/1/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"